يزيد يعلن كفره وفجوره
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
وأحضروا رأسَ الحسين خاضبا= فأهطعَ الجمعُ له مناكبا
إلّا يزيدٌ فلقد نالَ الأملْ= منَ الحسينِ بالذي كان فعلْ
مردداً يا ليت أشياخي الأُوَل= قد شهدوا ما كان من وقعِ الأَسل
إنّا قتلنا القرمَ منهم والبطل= ثمّ عدلناهُ ببدرٍ فاعتدل
قد لعبت هاشمُ بالمُلكِ الأجل= لا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل (1)
ثمّ مضى يخاطبُ السجّادا= كيف رأيتَ مَن طغى وعادى
كيف رأيتَ صنعَ كَفِ الباري= فقال كان ذا مِنَ الأَقدارِ
قدّرهُ الرّحمنُ قبل الخلقِ= وقد صبرنا للقضاءِ الحقِ
ودارَ فيما بينهم حديثُ= سبّ به علياً الخبيثُ
لكن زين العابدين استرجعا= وقلبهُ بحرقةٍ تقطعا
وقال دعني يا يزيدُ أخطبُ= في موقفِ ما كنتُ في أكذبُ
لو أن جدّي المصطفى رآني= في هذه الحالِ مع النسوانِ
قيدتمونا بقيود الذُّلِ= ونحن أبناءُ إمامِ الرُّسلِ
فخجلَ الطاغي من الإمامِ= وفكَّ قيدَه بلا كلامِ
وأمر الخطيبَ أن يرقى على= منبرهِ وأن يسبَّ « البطلا »
ذاك وصيُ أحمدِ المختارِ= وسيّدُ الهداةِ والأَخيارِ
فأكثر الخطيبُ بالوقيعه= بآلِ طه وكبارِ الشيعه
قال علي : أيُّها الخطيبُ= لو سألَ اللهُ بما تجيبُ
تُرضي بما قد قلتَه المخلوقا= وتُسخطُ اللهَ بما لا يوقى
فلتتبوأ مِن جحيمِ النارِ= مقاعداً من ذلّةِ وعارِ