قتالُ آل أبي طالب
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
وبعدَ قتلهِ مشى الرجالُ= آلُ أبي طالبِ الأبطالُ
إلى الوغى مُسْتسهلينَ الصَّعْبا= ومُشعلينَ بالسيوفِ الحَرْبا
صاحَ الحسينُ يا بني عُمومَتي= فلا رأيتُمْ بعدَها مِنْ ذلَّةِ
صبراً على الموتِ فلا ترتَعِدُوا= فيكُم « عليُّ » ولكمْ « محمّدُ »
فوقعوا على السيوفِ نَهْبا= منْ بعدِ أنْ شدُّوا عليهِم ضَرْبا
فمِنهُم ابنُ جعفرِ الطيارِ= محمدٌ وعونُ حامي الجارِ
مُرتجزاً في ساحةِ القتالِ= مشمّراً يدعو على الرجالِ
« أشكو الى اللهِ منَ العدوانِ= مقالَ قوم في الردى عميانِ
قدْ بدَّلُوا معالمَ القرآنِ= ومحكمَ التنزيلِ والتبيانِ
وأظهرُوا الكفرَ معَ الطغيانِ= واتبعوا نهجَ أبي سفيان »
وبعدَهُ أخوهُ « عونُ » الثائرُ= مُرتجزاً بشعرهِ يُفاخرُ
« إنْ تُنكروني فأنا ابنُ جَعفَرِ= شهيدُ صدق في الجنانِ أزهَرِ
يطيرُ فيها بجناح أخضَرِ= كفى بهذا شرفاً في المحشَرِ »
و « ابنُ عقيل » قاتلَ الرجالا= مُرتجزاً يكتسحُ الأبطالا
« أبي عقيلٌ فاعرِفوا مكاني= مِنْ هاشم وهاشمٌ اخواني
هذا حسينٌ شامخُ البنيانِ= وسيدُ الشيبِ معَ الشبّانِ »
ثمَّ اخوهُ « جعفرُ » المظفرُ= ذاكَ الشجاعُ الهاشميُّ الأطهرُ
« أنا الغلامُ الأبطحيُّ الطالبيّ= منْ معشر في هاشم مِنْ غالبِ
ونحنُ حقاً سادةُ الذوائبِ= هذا حسينٌ أطيبُ الأطايبِ »
وبعدَه « محمدُ بنُ مسلمِ »= مُقتحماً للخصمِ ليسَ يَحْتَمي
وقدْ أُصيبَ « الحسنُ المثنّى »= وقُطعِتْ منهُ الذراعُ اليُمنى
واستشهدَ ابنُ حيدرِ الكرارِ= وهوَ « أبو بكر » فتى نزارِ
قتلَهُ « زحرُ بنُ بدرِ النخَعِي »= فصاحَ وا أخاهُ عندَ المصرعِ
وبعدَهُ شدَّ بَنُو عقيلِ= في موقف ملتهب مهُولِ
وكانَ « عبدُ اللهِ » في المقدّمَهْ= يسطّرُ العِجابَ عندَ الملحمَهْ
حتّى هوى بطعنَةِ الأثيمِ= « عثمانَ بنِ خالدِ التميمي » (1)