فار تنور مقلتي .. يستنهض الإمام الحجة عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
فار تنور مقلتي فسالا= فغطى السهل موجه والجبالا
وطفت فوقه سفينة وجدي= تحمل الهم والأسى أشكالا
عصفت في شراعها وهو نار= عاصفات القنا صبا وشمالا
فهي تجري بمزيد غير ساج= يرسل الحزن والشجى إرسالا
وسمعت الضوضاء في كل فج= كل لحن يهيج الإعوالا
قلت ماذا عرى أميم فقالت= جاء عاشور فاستهل الهلالا
قلت ماذا علي فيه فقالت= ويك جدد من الأسى سربالا
لا أرى كربلاء يسكنها اليوم= سوى من يرى السرور فيها محالا
سميت كربلاء كي لا يروم= الكرب منها الى سواها إرتحالا
فاتخذها للحزن دارا والا= فارتحل لا كفيت داء عضالا
من عذيري من معشر تخذوا= اللهو شعارا ولقبوه كمالا
سمعوا ناعي الحسين فقاموا= مثل من للصلاة قاموا كسالى
أيها الحزن لا عدمتك زدني= حرقة في مصابه وإشتعالا
لست ممن تراه يوما جزوعا= تشتكي عينه البكاء ملالا
أنا والله لو طحنت عظامي= وإتخذت العمى لعيني إكتحالا
ما كفاني فليس الا شفائي= هزة تجفل العدا إجفالا
حركاني لها إذا هي شبت= نارها وإستزلت الإبطالا
فتكة الدهر بالحسين الى الحشر= علينا شرارها يتوالى
لك يا دهر مثلها لا وربي= إنها العثرة التي لن تقالا
سيم فيها عقد الكمال إنفصاما= ذي لاليه في الثرى تتلالا
سيم فيها دم النبي إنسفاكا= ليت شعري من ذا رآه حلالا
نفر من بنيه أكرم من تحت= السما عزة وأعلى جلالا
ضاق فيها رحب الفضاء فلما= لم تجد للكمال فيها مجالا
ركبت أظهر الحمام والت= إن تعد الحياة الا وبالا
ما إكتفت بالنفوس بذلا الى أن= أتبعتها النساء والأطفالا
ملكوا الماء حين لم يك الا= من تخوم السماء أقصى منالا
ثم لم يطعموه علما بأن الله= يسقيهم الرحيق الزلالا
ليتهم بعدما الوغى أكلتهم= أرسلوا نظرة وقاموا عجالا
ليروا بعدهم كرائم عز= زلزل الدهر عزها زلزالا
اصبحت والعدو اصبح يدعوها= إسحبي اليوم للسبا أذيالا
ذهب المانعون عنك فقومي= والفي بعد عزك الأغلالا
كم ترجين وثبة من رجال= لك كانوا لا يرهبون الرجالا
أنت مهتوكة على كل حال= فإنزعي العز والبسي الأذلالا
لك بيت عالي البناء هدمناه= وحزنا خفافه والثقالا
أين من أنزلوك باحة عز= لا تراها العيون الا خيالا
صوتي باسم من أردت فإنا= قد أبدناهم جميعا قتالا
وكسوناهم الرمول ثيابا= وسقيناهم المنون سجالا
وهي لا تستطيع مما عراها= من دهى الخطب أن ترد مقالا
غير تردادها الحنين والا= زفرة تنسف الرواسي الجبالا
أيها الصارم الذي لم يبارح= غمده طالما إنتظارك طالا
أنت والله منعش الحي= بعد الموت أو مهلك العدى إستئصالا
أنت نوح فاستئصل القوم وإجعل= غمر طوفانك السيوف الصقالا
أنت داود ال أحمد فإنهض= طال جالوت في الملا وإستطالا
أنت موسى الكليم حقا الا إدحض= كيد فرعون وإترك الإمهالا
أنت من كلم الغزالة لما= سلمت أنت من أجاب الغزالا
أنت مهدي ال أحمد حقا= ضل من كان غير ما قلت قالا
سعد الزبرقان حين تمنى= لنعاليك أن يكون قبالا
ذي بطون الوهاد ملأى جسوما= منكم كلهن رحن إغتيالا
بين سم وبين قتل الى أن= سئم القتل منهم وإستقالا
أنت من هاشم وهاشم ممن= لا يملون للثقال إحتمالا
بأبي أنت لا ترعني بخطب= أنا والله أضعف الناس حالا
جد بما أرتجيه أنت لعمري= أكرم الناس للعفاة نوالا
وأعني على زماني إني= لا أرى غيركم لنفسي ثمالا
وسلامي عليك يترى مدى الدهر= وما هاجت الرياح الرمالا