ذرى المجد.. في رثاء مسلم بن عقيل عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
قليل بكائي على إبن عقيل= وإن سال دمعي كل مسيل
فتى علم الناس أن الوفاء= حزُّ الغلاصم دون الخليل
بنفسي أسيرا بأيدي الضلال= قادوه للموت قود الذلول
وما غاله منهم غائل= سوى الغدر والغدر شأن الذليل
على أنه لم يكن ضارعا= ولكن قضاء الاله الجليل
وأعظم ما كان في قلبه= من الهم ذكر الحسين النبيل
محاذرة أن يذوق الحسين= ما ذاقه من جفاء النغول
إذ حشد الغي إنجاده= وجاء بها من عور وحول
فأنت مزعزع أجبالها= وقاذف أسيافها بالغلول
عقيل الذي نال من مسلم= ذرى المجد لا مسلم من عقيل
أب لا يجارى مداه أب= سناء إبنه في المدى مستطيل
وليس عجيب بأن الليوث= تعلوا مفاخرها بالشبول
وقد قال أحمد من قبلها= أحب عقيلا وال عقيل
فصدقت ما قاله أحمد= وما كنت عن قوله بالنكول
أبو الفضل مثلك في كربلاء= إذا كنت أعدمهم للمثيل
وذاك أخ كان وأنت إبن عم= ولا فرق بينكما في الأصول
لأبكي مصابك سبط الرسول= وكان بكاه بعين الرسول
وحسبك فخرا بأن عليك= علا في الجنان صراخ البتول
وقد قل عنك إصطبار الهدى= وصبرك في الله غير قليل
وذل لموتك أهل الهدى= وما كان موتك موت الذليل
يعز علي بأن أراك= قليل النصير كثير الخذول
يمد اليك الدعي الزنيم= باعا من الظلم غير سليل
ويملأ سمعك قولا شنيعا= وقد كنت أهدى الورى للسبيل
وكان أحق بشرب الخمور= وكنت أحق بمجد أثيل
وقد كنت سيفا صقيلا أميت= بسيف من الغي غير صقيل
ظمأت واليت أن لا تعب= الا من الكوثر السلسبيل
لعلمك أن أبن بنت النبي= يلقى المنية صادي الغليل
فكنت مواسيه قتلا بقتل= وحر غليل بحر غليل
رآك إبن أحمد أوفى الأنام= ذماما وأحملهم للثقيل
فواها عليك وأنت قتيل= ومجدك في الدهر غير قتيل
سقوطك من فوق عالي البناء= إرتفاعك عن نزوات الخمول
ولما تجاوزت هام السها= صعودا نزلت بغير نزول
رميت بنفسك من فوقها= لتكسب ما تحتها من جميل
فأصبحت أكرم ميت ثوى= وأكرم حي مشى في قبيل
أراع فؤادي شد الحبال= برجليك يا بغية المستنيل
وسحبك في السوق بين الأنام= أورث جسمي داء النحول
جزى الله خيرا أخا مذحج= لقد كان أمنعها للنزيل
وارحبها باحة في الخطوب= وأخصبها مربعا في المحول
كأن صوارمها أرهفت= لنصر العدو وخذل الخليل
لقد كنت أحسبها قبل ذا= ليوثا وما هي غير وعول
وقد خلت أن لها وثبة= تلف وعور الفلا بالسهول
إذا أسلمت شيخها للخطوب= وجيرانها للعظيم المهول
فما جارها غير جار سلول= وامنع منها جوار سلول
سأبكيك ما عشت يابن عقيل= بطرف على الدمع غير بخيل
فداؤك نفسي كن شافعا= بنيل مرامي وإعطاء سولي
الى ماجد ليس عهدي به= سوى أنه جنة للدخيل
حرور فؤادي لم يطفها= سوى برد ذاك الجناب الظليل
الم يشف أيوب من ضره= نعم هو مخمد نار الخليل
بعينك ما أشتكي من جوى= وعينك عين العظيم الجليل
أيرضيك أن أروح وأغدو= على مثل جمر الغضا مستحيل
من الهم عاد فؤادي عليلا= ومنك شفاء الفؤاد العليل