يا ربّ
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
أتاكَ يلهثُ هذا المتعب الواني= فافتحْ لفيض رؤاه صدركَ الحاني
أتيتُ نحوكَ جسماً ذابلاً هرمتْ= به الطيوب سوى أصداء ألحان
يا من إليه يؤمُّ الركبُ ، إن خفتتْ= أضواؤه في متاهٍ عاصفٍ جاني
وإن تثورَ عليه الريح قاسيةً= وأنْ تلوكَ حشاه نارٌ أشجان
أتيتُ نحوكَ أستجدي وملؤ يدي= ذلّ ، وملؤ طريقي ليلُ حيران
أدور .. أبحثُ عن ضوءٍ أسير به= إلى مدى في رباه الخضر إيماني
لكنّها اللعنة السوداء تنهشني= طعناً لتلبسني بالطعن أكفاني
إنّي لأعلم أنَّ الموجَ يلعب في= قلبي ليقذفني في نار كفراني
وإنَّ شرّي عنيف الريح ، صاخبةً= أمواجه ، وقويٌّ سيف شيطاني
وإنَّ شري عريق الجذر قد ثبتتْ= أقدامه منذ أجيال بوجداني
أمّا صمودي وإيماني فقد ذبلت= قواه من طول كفرانٍ وهجران
فكيف يصرع تيّار الشرور ولي= قلبٌ تمرّغَ في أوحال أدران
يا ربِّ .. فارحم فؤادي إنَّ عاصفةً= تغتاله من غوايات وأحزان
فأنتَ وحدكَ من يهدي الغريق إلى= مرافئٍ في مداها دفُّ إيماني