حملتك في يوم الفداء لواءا السيد جابر الجابري (مدين الموسوي)
حملتك في يوم الفداء لواءا = ايد تفيض مع الدماء ولاءا
راحت تخوض بك الزمان جلالة = فتثير في جسد الحياة بقاءا
تلك التي رويت اول بذرة = منها وكان ندى جبينك ماءا
وسقيتها في ساعة الظما التي = تركت اكف الهاطلات ظماءا
وحيا وكان على يديك رواؤها = حتى غدت تهب الحياة رواءا
الهمتها وحي الجهاد فاتخمت = يوم النزال عزيمة ومضاءا
تخبو المنايا في مواكب عزها = لتظل في صوت الضلال رثاءا
تندي بصيحتك الزمان فينثني = خضلا يحرك راحتيه عطاءا
وعلى يديها من هداك مشاعل = اضحت لاكتاف المتيه رداءا
عادت توشم بالدماء شموسها = ومن الضحايا تصنع الافياءا
تعطي الدماء لاجل دينك فدية = لتكون كاس الظالمين دماءا
يا باعث النور البهيج بامة = عاشت على وهج السنا ظلماءا
من بعد ما دب الضلال واصبحت = قيم العدالة بينهم فحشاءا
وتطاولت كف القوي لترتوي = بدم الضعيف مدامة صهباءا
وتناثرت تحت التراب مكارم = وادا لتدفن بالتراب حياءا
والبغي عاث فلم يعد شبر بها = الا وضج مفاسدا وبغاءا
وتجمعت ظلم الجهالة حوله = تخفي السنا وتلملم الاجواءا
تلك الرؤوس تطاولت عن ربها = وغدت تجل حجارة صماءا
عاشوا نياما لايرون باعين = نسجت لها كف الضلال غشاءا
جعلوا اصابعهم على آذانهم = حتى تعود مداخلا عمياءا
وصغوا الى وحي النفوس يقودهم = نحو الهوى ويشلهم اعياءا
حتى اذا الفوا الظلام وادمنت = ابصارهم وجه المتيه لقاءا
اشرقت في مهد النبوة منقذا = تجلو الظلام وتنثر الاضواءا
وطلعت تعصف بالضلالة ماحقا = فتهيج تحت يد الهدى صفراءا
وجلوت من تلك الرعاة قلوبهم = وبها حملت رسالة عصماءا
من هذه الانقاض قمت بدعوة = وبعثتهم من موتهم احياءا
وبنيت من تلك الرمال حضارة = لم تدنها كف الخيال بناءا
قربت هذي الارض من وجه السما = حتى صنعت من التراب سماءا
حلمت بك الدنيا فكنت محمدا = وغدت تضمك رحمة ورجاءا
اكبرت يومك فرحة وعطاءا = وبكيت نهجك محنة وعناءا
وحملت من ذكراك الف ندية = تهب الوجود مسرة ورخاءا
ياصاحب الصوت الذي امنت به = كل القلوب واصبحت اصداءا
اني تصفحت الرسالة ناثرا = فوق السنين حروفها الخرساءا
فوجدت جرحك لايزال مخضبا = يهب الجراح كرامة حمراءا
من يوم ان واجهت قومك ناصحا = ونشرت فيهم مصحفا ولواءا
رفعوا عليك سيوفهم وتضافرت = كل الاكف تحديا وعداءا
فدعوتهم للسلم حين تنافخوا = تهب القلوب محبة واخاءا
ودعوتهم للحب وهو رسالة = من فيضها يرد الكرام سخاءا
لوكان صوتك بالجبال لهدمت = قلل بها وتناثرت اشلاءا
او كان وحيك بالبحار لهاجها = وحي السماء واصبحت بيداءا
لكنهم شهروا السيوف ضلالة = ليقاتلوك مخافة وجزاءا
فعرجت تقطع بالسيوف سيوفهم = كيما تطهر بالدماء دماءا
وقصدت اقصى الظالمين بعقره = حتى قطعت له يدا حمقاءا
لتقول ان الحرب سلم خبات = تحت السيوف ظلالها الخضراءا
واليوم اذ رفعت لواك فوراس = لتعيد شوطك عزة وفداءا
عادت قريش وعاد في افنائها = صنم الحطيم يدنس الاسماءا
وله على كل الجباه ضرائب = لما يفيض على العطاش سقاءا
وتالبت كل العروش لصدها = حتى تزيل رسالة سمحاءا
لكنها تابى الخضوع وان سقت = بدمائها وجه التراب نقاءا
ستظل تحمل للرسالة سيفها = لتضمها كل الجراح دواءا
وتعيد صوتك هاديا ومحذرا = كل الطغاة وان غدت صماءا
ان تافل الدنيا فسيفك فجرها = ليطل فوق ربوعها وضاءا
وتعود باسمك للعدالة صيحة = يحنى لها راس الزمان حياءا