شامت وَمٖيضاً اَضَي من جانبِ الطورِ الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي - الأوحد
شامت وَمٖيضاً اَضَي من جانبِ الطورِ=لها و شمّت لعُرفٍ غيرِ منكورِ
فحٖين اسري بها سرَّتْ بمنبَسِطٍ=في ذاتها منطوٍ من غير تقديرِ
لو لمتكن تسمعُ الاقلامَ جاريةً=مااسمعَتْ عنه اصواتَ الشحارِيرِ
حظائرُ القدسِ مااخضرّتْ بمُورقِها=الّا بغابرِ ما اولي و مزبورِ
صفراۤءَ محمرّةً بيضاۤءَ فاحمةً=خضراۤءَ ماۤئسةً في غصنِ بَلُّورِ
اللهُ اكبرُ مٰا قلبي بمُتَّهِمٍ=ماانْجَدَتْ عنه الّا انّها تُورِي
نُوري بجانبِ طُورِي من مُبَاركةٍ=فَوّارةِ النُّور ما هي نارُ مقرورِ
فغرّدت فوق دَوحٍ شاهِق و بدتْ=رُوحَُ القُوَادٖيرَ راحاً في القواريرِ
تتلو القران و الواح الكليم و=انجيلَ المسيحِ زبوراً في المزامٖيرِ
تمٖيسُ عن غصنِ بانٍ في نقيً و تُرِي=شمسَ النّهارِ لنا في جنحِ دَيْجُورِ
و اترعَتْ لي كأساً مِنْ معتّقَةٍ=بالوصف زَمَّ بِلِصْيالٌ علي جُورِ
فقدَّر القُبّةَ الغَرَّا كهيئَتِها=وصْفاً فَعَرْبَدَ في اثوابِ مخمورِ
مرّت و قد غمر الطوفان مشْتَمِلاً=وجهَ البلادِ بوجهٍ غيرِ مغمورِ
فتِلْكَ اَوْصَافُها اللّاتي سَكِرْتُ بِها=حتّي اذا جُلِيَتْ في قلبِ مَسْرُورِ
مزَاجُها منكَ من ماۤءِ الحيا فلِذا=يحْيَي بها الميت مثل النفخ في الصورِ
بياضُ باطِنها ماۤءُ الحيوةِ بما=بَطُنتَ من حسنِ سرٍّ فيك مستورِ
و نشرُ فائِحها ما لُفَّ في بَشرٍ=سواكَ في دهرِها الَّا علَي زُورِ
و لونُ ظاهرها ما يجهلون بما=تحويهِ من كرمٍ في حسنِ تدبيرِ
اِن تُؤلِ عن كرمٍ اَوْ تَلْوِ عن شيَمٍ=و بين هذين فضلٌ غير منكورِ
انِ الْتَفَتَّ فَلا عَن غفلةٍ و اذا=غفلتَ فهو بلاۤء في المعاذٖيرِ
واللّٰهِ ماقلتُ اِلّا حٖين ركّب لي=من احرف الجُود وجداً فوق مقدوري
و سرعةُ السَّير ممّا بي اقمتُ علي=ذاك الرجوع اُراعِي قُطْبَ تَدْوٖيري
مااَرْعَوِي عنك الّا بالقبول علي=بادي قصوري علي ابداۤء تقصيري
و اِذْ تَبَرّعتمُ في نصب ساكنةٍ=منّي فما صدّكم عن رفع مجروري
اخلاقكم فتحَتْ لي بابَ مدحِكمُ=و سهّلتْ لي فيكم كلّ تعبٖير
لكن خشيتُ من الاغيار اذْ جهِلوا=ما قد علمتُ و شأني سَتْرُ مَخبوري
كتمتُ باطِنَكم في حُسْنِ ظاهرِكم=فجاءَنٖي في احترازي عينُ محذوري
فكان ظاهرُكم يبدِي لباطنِكم=هَدٰي بكَ اللّهُ يا نُوراً علي نُورِ
الغيم ناشٍ و ضَوءُ الشمسِ منتشِرٌ=فما افادة منظومي و منثوري