اليك مسيري يا ابن موسي من البُعدِ الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي - الأوحد
قال في طريق زيارة الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام علي استعجال في عصر السادس و العشرين من ذيالحجة الحرام سنة ١٢٢٢ اثنتين و عشرين بعد المائتين و الالف من الهجرة علي مهاجرها و آله السلام قريب طبس:
اليك مسيري يا ابن موسي من البُعدِ=يُقَلْقِلُنٖي شَوقي و يزعجُني وجدي
حدانِي من اشراقِكم قاۤئدٌ لكُمْ=و داعي اَشْواقي و ساۤئقُها يهدي
فها انا ذا ما بين قاۤئدِ وصلِكم=و داعي شوقي خلفَه ساۤئقُ الوَجْدِ
و لي صِبْيَةٌ يا لهفَ نفسي و نسوةٌ=اذا غِبتُ عنهم لايقرّونَ من بعدي
و كنتُ اذا ما عَنَّ للقلبِ ذكرُهُمْ=تَقطّعُ اَفلاذٌ عليهِمْ مِن الكبدِ
و لمّا دعوتم لَذَّ عندِي فراقُهُمْ=و لمّااُبَلْ ما هم عليهِ من الجَهدِ
و لذَّتْ لِيَ الاَزْمات و البَينُ و السُّرَي=و هانَتْ بقلبي شدّةُ الحَرِّ و البرْدِ
و بِعْتكمُ نفْسي و ما ارتبطَتْ بهٖ=بلُقْيَاكُمُ يوماً فهذا لكم عِندٖي
و انتم بما تَهْوَوْنَ اَوْلي و مُنْيَتٖي=هواكم و ما ترضَوْن لي منتهي جَدِّي
فان كان ما في باطني طِبْقَ ظاهري=و ذلك في تبليغِ مرضاتِكم يُجْدِي
فَصِلْ في جيادِ السبقِ مضمار سبْقَتٖي=و لاتذروني في الردايا مِنَ الضّدِّ
و طهِّر صَدا قلبي بفاضل طُهْرِكُمْ=فانتم طَهور للقلوب من الصَّدِّ
ففي اصلِ كَوني طالعي بُرْجُ حبِّكمْ=و لاتذروني في قضا طالعِي المُرْدِي
فاِنْ قَلَّ ما عندي فمن فَضْلِ فضلِكم=تمامي و اتمامي الي منتهي رُشْدِي
قصدتُك مضطرّاً بدَعوةِ مُخلصٍ=يجابُ و لايُنفَي بحالٍ من الرَّدِّ
و عندك للوُفّادِ اَوْفي جواۤئزٍ=و قد جئتُكمْ عن نازحينَ مع الوفدِ
قلوبُهمْ تهوِي اليك و ان نأوْا=و كن لي و مَن اهواهُ من سَاكني يزدِ
و انت عليم بالذين عَنَيْتُهم=و ما طلبوا منّي لديك كما عندي
و لي طلباتٌ قد سمِعتَ شكايَتٖي=لكم فاستجِبْ عِدْني قضا ناجِزِ ٱلوَعْدِ
فان زرتكم فالفضلُ منكم و جُدْتُمُ=بها فَاَعِدْني بعد ذلك يا مُبْدِي
و ذلك ممّا كان بينٖي و بينَكُمْ=بسطتُ يد الٰامالِ في منتهَي جَهْدٖي
الي وجهِكم وجّهْتُ وجهي و خاطري=يدورُ عليكم ما توجَّهَ في قَصْدٖي
و يَهْوٖي فؤادي في الجهاتِ اليكُمُ=و مَن لميجدْكم لايقرُّ علي حَدِّ
عليكم صلوةُ اللّهِ ما انبعثتْ بكُمْ=لُباناتُ كلِّ الخلقِ في القصرِ و المَدِّ
و ما حَلَّقَتْ في نَيْلِ غاياتِ قَصْدِها=نوازِعُ اشواق البرايا من الوُدِّ