شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا باكياً لرَسْمِ دارٍ اقفرَا

عــــدد الأبـيـات
164
عدد المشاهدات
202
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:13 مساءً

يا باكياً لرَسْمِ دارٍ اقفرَا=مِن اهلِهٖ و ناۤئِحاً تذكُّرَا لِقاطنٖيهِ منفِقاً مُبَذِّرا=لدمعِهٖ و قَالِياً طٖيبَ الكَرا تبكِي اذا رأيْتَ برقاً لامعَا=اَوْ خِلْتَ عينَ ٱلسُّحْب تبكي هامِعَا و الرَّوض ضاحكاً عليهما معَا=و الورق يشدوا وَ الصّباحُ اَسْفرا او جاوَزَتْكَ في صباحِكَ الصَّبَا=ذكرْتَ ايّامَ شبَابٍ و صِبَا زدْتَ حشاكَ منْ هَواكَ وَصَبَا=و عِشْتَ ممّا قد جري محسَّرَا خلِّ البُكا علي الدّيارِ و الهوي=و ذكْرِ ايّامِ الشبابِ و ٱلغوا و كن حزيناً ذَا شجاً و ذَا جَوي=بمهجةٍ حرَّي و ذا حزنٍ وَرَي و اتّخِذِ الحزنَ متاعاً و غِذَا=بنكْدِ عَيْشٍ ذا شجاً و ذا قَذَا و دُمْ بهٖ ما دُمتَ حيّاً و اذَا=مولّعاً لخيرِ جٖيلٍ في الوري الُ النبيِّ الهاشِمِيِّ احمدَا=اَماسمعتَ فيهمُ فِعلَ العِدَا سقَتْهُمُ اَعْدَاۤؤُهمْ كأسَ الرّدي=ظلماً و عدواناً و بغضاً مظهَرَا مصابُهُمْ هُوَ المُصَابُ الاوْحَدُ=و حزنُهُمْ مثالُهُ لايوجَدُ فعَيْشُنَا طولَ الزّمانِ النّكِدُ=فلن‌تري كما جرَي مشتهرَا كن لي معيناً بالبُكا عليهِمُ=لاسيّما السّبطُ الشهيدُ الاكرَمُ نُسْعِدُ فيه المصطفي و نلطُمُ=و امَّهُ البتولَ ثُمَّ حَيْدَرَا يا ليْتَ شِعْري هل اَنوحُ اهلَهُ=بين العدَا اَمِ الذبيحَ طِفْلَهُ اَمْ خِيَماً محروقةً اَمْ نَسْلَهُ=مُشَرَّداً مُشَهّراً تشهُّرَا و ليتَنٖي اُشْعِرُ هَلْ اَنْدِبُهُ=بينَ الاعادي بالظُّبا تضربُهُ امْ جسمُهُ سمرُ القَنا تنهَبُهُ=اَمْ لحشاهُ بالظّما تَسعَّرَا لهفِي لهُ لَمّا اَناخَ كرْبَلا=بفِتْيَةٍ و ايِّ فِتْيَةٍ عَلا شأنُهُمُ عُلاً و مجْداً زُحَلَا=و قدْ سمَوْا اِنْ حَاربوا اُسْدَ الشَّرَا قادَتْهُمُ امُّ‌حَبَوْكرٍ و همْ=قُوَّادُهَا نحو العِدَا عادَتُهُمْ فما لَها في قودِهَا لا مَا لهُمْ=اُسْدُ شَراً قدِ ٱسْتَحَقُّوا الظَّفَرَا كُلٌّ يقولُ منهُمُ اذْ بادَرُوا=يا ربِّ انَّي للحسينِ ناصِرُ و لِابنِ هِنْدٍ تارِكٌ و هاجِرُ=فاغتَنَمُوا ٱلفُرْصَةَ معْ خير الوَرَي كأنَّهُمْ في الحربِ شُهْبٌ هاوِيَهْ=تري الاَعادِي بظُبَاهُمْ ثاويَهْ كأنَّهُمْ اعْجَازُ نخْلٍ خاويَهْ=كانُوا علي الاعداۤءِ ريحاً صَرْصَرَا هُمْ سادةٌ قد عَظُمَتْ اُجورُهَا=بدَتْ لهم عند اللِّقاۤءِ حورُهَا في جنَّةٍ عاليَةٍ قصورُها=قُطوفُها دانِيةٌ لمن يَري فعايَنُوا الحُورَ عليهِمْ تُشْرِفُ=و جنّةَ الخلْدِ لهُمْ تُزَخْرَفُ فعانقوا بٖيضَ الظُّبَا و ارْتَشَفُوا=من القنا كأسَ الفناۤءِ سُكّرَا حتّي اُبٖيدوا كلُّهُمْ علي ظمَا=بين طعٖينٍ و جريحٍ كُلِّما فيا لَهُمْ مِنْ ناصرٖين كُرَمَا=باعوا علي اللّهِ النفوسَ فاشتري التّاۤئِبُون العابدون الرُّكَّعُ=ٱلحَامدونَ ٱلساجِدون الخُشَّعُ الٰامِرُونَ بالرّضَي و الرُّدَّعُ=كُلٌّ مضَي ببَيْعِهٖ مسْتَبْشِرَا ليَكْسُ مثلِي النَّدَمُ المُبَرِّحُ=و ليَلْزَمَنّٖي اسَفٌ لايَبْرَحُ اذْ لم‌اَنَلْ صفْقَةَ مَنْ قَدْ رَبِحُوا=و لم‌اكُنْ ادْركتُ ذاكَ المتْجَرا لهفِي و هَلْ ينفَعُني تَلَهُّفٖي=اوْ نارُ قلبي بالدُّموعِ تَنْطَفي و هَلْ تزولُ حسْرَتي بالاسَفِ=و هَلْ يَبُلُّ غلّتٖي دمْعٌ جَرَي لمفرَدٍ يدعوا اَما مِن ناصرِ=ما فيكمُ يا قومُ مِنْ مُبَادرِ يَذُبُّ عن آلِ ٱلنَّبِيِّ الطاهرِ=لكي ينالَ الفوْزَ معْ مَنْ نصرا ما فيكمُ يا قومُ شخصٌ راحِمُ=اليْسَ فيكمْ احدٌ مُسَالِمُ يكفُّ و هو مِن ذِمَامِي سالِمُ=اِنْ لم‌يكنْ لي ناصراً فَلْيَحْذَرا يا قومُ اِنْ لم‌تقبلوا مَقَالِي=فَراقِبُوا الجَبَّارَ ذا المِحَالِ قدْ هلكَتْ منَ الظَّمَا اطْفالِي=لاتمنعوني جارِيَ الماۤءِ اجْتِرَا و اِنْ اَبيْتم فَاُرِيدُ اَرْجِعُ=بالاهلِ نحو يثربٍ لاتمنعوا اَخافُ اِنْ قُتِلْتُ اَن يُضَيَّعُوا=و اَنْ تُقَادَ كلُّ اهلي اُسَرَا قالوا لهُ كُفَّ عَنِ المَلامِ=لتُورَدَنَّ مورِدَ الحِمَامِ و لَنْ‌تبُلَّ حُرقةَ الاُوَامِ=حتّي تموتَ ظامياً محْتَقَرَا يا زفْرةً تكادُ مِن تَفجُّعٖي=تُخْرِجُ نفسٖي بدمٖي في اَدْمُعٖي يا كَبِدِي لحسرتٖي تَقَطَّعٖي=يا مدمعِي من وَجَعٖي تَفَجَّرَا يا شَغَفاً يلهَبُ وُسْطَ لُبّٖي=يَشْوِي حشاشاتي لفَرْطِ كربي يا اَسَفاً جَذَّ نِياطَ قلْبٖي=و صَفْوَ عَيْشٍ لِلضَّنا تكَدَّرَا اَنِّيَ لمْ‌اُدْرِكْ زمَانَ سَيِّدِي=اِذْ قالَ للاعْدَا اَما مِنْ مُسْعِدِ فَفَاتَنٖي لسَبْقِهٖ نَصْرُ يَدِي=لِسُوۤءِ حَظِّي زَمَني تَأخَّرَا لوْ اَنّنٖي لَمّا دعَا سمعْتُهُ=لكنْتُ مِنْ طعنِ القَنا وقَيْتُهُ بمُهْجَتٖي ثمّ الحَشا سَأَوْتُهُ=عليهِ جُنَّةً تَقٖيهِ الضَّرَرا لهفِي لهُ اذْ حمِيَ الوطٖيسُ=عليهِ لَمّا اقْبَلَ الخَمٖيسُ و طَارَتِ الاكُفُّ و الرُّؤُسُ=كم غادرٍ غادَرَهُ مقطَّرَا فلوْ تَراهُ فٖي خِلالِ الغَبَرَهْ=خِلْتَ الاعادِي حُمُراً مُسْتَنْفِرَهْ فرَّتْ حِذارَ حَتْفِهَا مِن قَسْوَره=ذٖي لبدةٍ اُهٖيجَ لَمّا خدَرَا ثُمَّتَ لَمّا جاۤءَهُ الْمُقَدَّرُ=تأَلَّبُوا علَيْهِ و هُوَ يَزْءَرُ زَئٖيرَ ذي الاَشْبالِ لَايُقَهْقِرُ=فصابَهُ سهمُ لعينٍ قَدّرَا فخَرَّ كٱلطَّوْدِ المُنٖيفِ ٱلسَّامِي=علي الثري و هو عَفٖيرٌ دامي عطشانُ محروق الفؤادِ ظامي=يرنوا الخيام خاضِعاً مُنْكسِرَا لهفِي لهُ نحوَ السَّمَاۤءِ يَنْظُرُ=تَعْلَمُ اَحْوَالٖي و انْتَ اَكْبَرُ فها انا مهتَضَمٌ مُنْكَسِرُ=كما ترَي يا مَنْ يَري و لايُرَي و راح مِهرُ سيّدي محمحِماً=فزينبٌ قالَتْ لِسَكْنَةٍ اَمَا ترَيْنَ عَلَّ ذا اخي جاۤءَ بِمَا=اِنّ الظّما شوَي فؤادٖي و وَرَي فاطّلَعَتْ فعاينَتْهُ خالي=صاحَتْ و قَالَتْ وا شقاۤءَ حالي فجئْنَهَا يَعْثُرْنَ بالاذْيَالِ=كُلٌّ تشقُّ جَيْبَها تحَسُّرَا ثمّ فرَرْنَ عن قلُوبٍ طائِرَهْ=اذا العِدَا عَلي الخِيَامِ غائِره ثمّ سبَوْا تِلْكَ النّساۤءَ الطاهرة=معَ خيامِهِنَّ سبْياً ماجَري فلَنْ‌ترَي الّا قِناعاً يُنْهَبُ=و حرّةً علي التُّرابِ تُسْحَبُ و يَسْلِبُونَ مِرْطَها و تُضْرَبُ=ضَرْبَ اذيً مِن غَيرِهمْ ماصدَرَا و لن‌تري اِلّا سوَاراً يُفْصَمُ=اَوْ اُذُناً بالقُرْطِ حَقّاً تُخْرَمُ لِلّٰهِ كم فيهنَّ خَدٌّ يُلْطَمُ=بادٍ لهُمْ و قبلَ ذاكَ لايُرَي كم ذاتِ خُدْرٍ بَيْنَهُمْ تُجَرَّرُ=و كمْ مصونةٍ بها لاتُسْتَرُ و كَمْ بِهنَّ حُرَّةٌ تُحسَّرُ=لولا القطٖيعُ رأسُهَا مَاسُتِرَا و كم فَتاةٍ لهفَ نفسي تُجْتَلَي=قد سلَبُوا البُرْقُعَ منها وَ الْمُلَا لَها صُرَاخٌ في السِّباۤءِ قَدْ عَلا=كادَتْ لهُ الاكبادُ اَنْ تَنْفَطِرَا ثمّ خَرَجْنَ للحسينِ الطّاهِرِ=و قلْبُ كُلٍّ في جناحِ طائِرِ بَواديَ الوجُوهِ للنَّواظِرِ=مكشَّفاتٍ قد نَشرْنَ الشَّعَرَا جِئْنَ حسيناً صارخاتٍ في الفلا=اَلْفَيْنَهُ جِسْماً مِنَ الراسِ خَلَا صِحْنَ عليهِ وا قتٖيلَ كرْبَلَا=وَا كهْفَنَا حَامِي الحِما عالي ٱلذُّرَا و يَا حبٖيبَ حَيْدَرٍ و ٱلْمُصْطَفَي=و آلِهِ المُسْتَكْمِلٖين الشَّرفا و يا جريحاً يا ذبٖيحاً مِنْ قَفَا=و يا طريحاً فِي الفلا مُعفَّرَا و يا فريداً يا غسٖيلا بالدِّما=و يا طريداً يا قَتٖيلاً بالظَّمَا و هو يري ماۤءَ الفراتِ قد طمَي=و يا شديخَ اللحمِ مكسور القَرَا يقُلْنَ مَن اَبانَ منك راسَكا=و من بجُرْدِ الصَّافناتِ داسَكَا مَن الّذٖينَ اخمدوا انفاسَكَا=و من لقَتْلِك المشومِ شمَّرَا ثُمّ سقطْنَ فوقَهُ لِلَثْمِهٖ=حتّي تَخَضَّبْنَ بجَاري دمِهٖ مُحْتَضِناتٍ ولَهاً لجِسْمِهٖ=و كانَ من تُرْبِ الفَلا مُكَفَّرَا ثُمَّ يُنَحَّيْنَ بضَرْبٍ موجِعِ=فَيَتَّقٖينَ ضرْبَهُمْ بالاذْرُعِ لِمِثْلِ مَا قد نالَهُنَّ مَدْمَعٖي=ينْهَلُّ من محاجِرٖي مُنْحَدِرَا وا حَسْرتِي لزيْنَبَ الزّكيَّهْ=قائِلةً مَا اعظمَ الرّزِيَّهْ فلوْ تري يا امَلي رقيّه=تقُول يا حسينُ يا خير الوري الَاتراني اِذْ ضُرِبْتُ اَلْتَجٖي=بزيْنَبٍ و زَيْنبٌ بي تلتجٖي و اذْ غُصِبتُ خَاتمٖي و دمْلجي=و اذْ سُلِبْتُ بُرْقعٖي و المعْجرَا يا كنْزَ كلِّ ارْمَلٍ ضَعٖيفِ=و يا مرادَ الضَّارِعِ الملْهُوفِ يا كهْفَنا في ٱلزمَنِ ٱلمخُوفِ=و حصْنَنا اذا عدوُّنا اجْترَي يا حافظي و ناصري و مَانِعٖي=اُهٖينَ عزّٖي يا اخي فمارُعِي اَراكَ يا وَسٖيلَتِي مُقَاطعٖي=الَمْ‌تكنْ مُوَاصِلٖي فيما جَرَي يا مَنْ يقٖيني حَادِثَ الزَّمانِ=يا جُنَّتٖي في ٱلْخَطْبِ اِنْ رَمَانٖي اَسْلَمْتَنٖي للذُّلِّ و ٱلْهَوانِ=و للخُطوبِ في زَمانٍ اغْبرَا و يا ابن خير مُرْسَلٍ و داعي=سُلِبْتُ يا ابْنَ والِدٖي قناعي فلو ترانا يا اخي نواعٖي=نوادِباً بين العداةِ حُسَّرَا نُضْرَبُ ضرْبَ الابِلِ الصَّوَادي=حواسراً وُجُوهُنا بَوادِي اذْ اَسَرُونا كَالاِمَا الاعادي=و بَيْتُنَا بِنَارِهِمْ تسعَّرَا و اِذْ سُقُوا كَأسَ الفَنا رجالي=وَ اِذْ بَقُوا مُلْقَيْنَ في الرِّمَالِ و اذْ عَثَتْ فينَا يَدُ اللَّيالي=اِذِ ٱفْتَضَحْنَا يا اخي بين الورَي و زينَبٌ اذْ فَقَدَتْ رِجَالَهَا=تشكوا لِجَدِّها النبيِّ حالَها قد هَتكتْنَا اُمّةٌ تسعَي لها=في كُلِّ ما يُصْلِحُهَا مُبْتَدِرَا فهل اَمرْتَ اَنْ اَبٖيدُوا عِتْرتي=و ضَيّعُوا مَا قُلْتُ في وصِيّتٖي و خالِفُوني فيهمُ يا اُمَّتٖي=و اَظْهِروا بعدِيَ حِقْداً مضمَرَا قُلتَ منَ الواجبِ حَقّاً تُسْفَكُ=دِمَا حسينٍ و نِسٰاهُ تُهتَكُ و منْهُ اَنّ حُرْمَتٖي تُنْتهَكُ=و اَنْ يسوغَ ما اَراهُ حُظِرا يا جَدِّ قد اوصاهُمُ البغضُ لكمْ=بنا و نحنُ شأنُنا كشأنِكُمْ هَلَّاوَعَوْا آيةَ لَااَسْئَلُكُمْ=عليه اجْراً انّها لن‌تُنْكرا يا جدِّ لو تري بَنات فاطمَهْ=خامشةً لوجهِهَا و لاطِمَهْ اَهْوَتْ علي نحر الحسين لاثِمَهْ=فَعُوجِلَتْ بالضَّرْبِ حتي تصْدُرَا و لو ترَي اِذْ اَزِفَ التّرحُّلُ=لها صُرَاخٌ و عويلٌ يُذْهِلُ كادَ الجبالُ خيفةً تُزَلْزَلُ=و كادَتِ السَّماۤءُ اَنْ تَنْفَطِرَا و لَوْ تراها في الفلاةِ حُوَّمَا=و لو تراها في ٱلسِّبَاۤءِ كالْاِمَا و لو تراها للمصاب وَ ٱلظَّما=و ٱلضَّرْبِ و الْعَنَا بلونٍ اصْفرَا و لو تراني بينهم و مَنْ مَعٖي=مِنَ النّساۤءِ بعدَ سلب بُرْقُعٖي اَسْتُرُ وَجهي عنهمُ باَذْرُعي=و كيْفَ لٖي عَنْ ناظرٍ قَدْ اَسَرَا و لو ترَي اِذْ فَصَمُوا سِوَارِي=و القُرْط مِنْ اُذْني بدَمٍّ جارِي وَ اِذْ اَتَوْا ليَأْخُذُوا خِمَاري=و اِذْ كُبِبْتُ اِذْ اَبَيْتُ في ٱلثَّري و لو تري سبطَكَ وُسْطَ ٱلقَسْطَلِ=حاوَلَ وِرْدَ المٰا و لَمّايَصِلِ و مِنْ وَرٖيدِهِ وُرُودُ الْاَسَلِ=فَاُصْدِرَتْ ريَّانَةً مِن اَحْمَرا و لَوْ تراهُ فٖي بقاعِ كربَلا=مُجَدَّلاً بِقَاعِ كربٍ و بَلَا كفّنَهُ سافِي الفَلا مغسَّلا=بالدَّمِ في مَصْرعِهٖ مُنْعَفِرَا و لو تراهُ و هو فيها حاصِلُ=تخبطُهُ بنَعْلِهَا ٱلصَّوَاهِلُ و حالُهُ لَا مَا علمتَ حائِلُ=فصَدْرُهُ كظهرِهِ تكسَّرَا مُلْقيً ثلاثَةً بجِسْمٍ بَالٖي=قدْ اَخْلَقَتْ جَديدَهُ اللَّيالٖي مِنْ غير اكفانٍ و لا اَغْسَالِ=تبكِي عَلَيْهِ الخامِعاتُ و الفَرا تنوحُهُ الاطيارُ في الاوْكارِ=معلِنةً و الوحش في القفارِ تندِبُهُ و الحُوتُ في البحَارِ=و الجِنُّ تبْكيه و تنعاهُ ٱلْوَرَي و لو ترَي كريمَهُ بِذابِلِ=مخضّبَ ٱلشَّيْبِ بقانٍ سَايِلِ قَدْ جَدَّدَتْ رُؤْيَتُهُ بَلابِلي=فوقَ قَناتِهٖ يُحَاكِي الْقَمَرا فمُذْ وَعَي النِّدَاۤءَ ذُو العِنادِ=قنّعَها القَطٖيعَ لاتُنَادِي فتَسْتَغٖيثُ مِنْهُ بٱلسَّجَّادِ=يَضْرِبُنِي يَا ابْنَ اخِي ٱلشَّمْرُ ٱفْتِرَا و سيَّروا الايتامَ و الايَامَي=وَ خَلَّفُوا في كربلا الاِمَامَا لهُنَّ نوحٌ تُشْبِهُ الحَمامَا=عوارِياً مِنْ فوقِ كُلِّ ادْبَرا فلَوْ ترَي و الطَّاهراتُ حُسَّرُ=كُنَّ كأنَّ وجْهَ كُلٍّ قَمَرُ و اليومَ كالقٖيرِ شَواهُ السَّهَرُ=وَ الشمسُ و الحُزْنُ المدٖيمُ و السُّرَا لمثل هذِي تندِبُ النَّوادِبُ=و عندَها لَاتذكرُ ٱلمَصَايبُ ففي قلوبِ ٱلمؤمِنٖينَ صَائِبُ=لَها و جَرْحٌ في الحَشا مَاسُبِرَا يا ابنَ الامامِ البَطَلِ ٱلهِمَامِ=مُصَابُكمْ لقَدْ برَي عظامٖي كدّرَ عيشي و نَفَي مَنَامٖي=تُصْلِي فُؤادي زفْرَتي تحسُّرَا هَاج مُصَابِي و اهاج نَظْمي=ثم رَثَيْتُكُمْ لِغَيْضِ غَمّٖي فزاد حزني و اسْتزادَ سُقْمي=عمّا اُكِنُّ في الحَشا مُعَبِّرَا بنظمِ عقْدِ منْطقِي يا سَنَدٖي=يُذيبُ قلبَ المنتهِي و المبتَدِي نظّمْتُ فيهٖ قِطَعاً مِنْ كبِدِي=مُرَتَّ‍ِباً في سِلْكِهٖ وَ جَوْهَرَا اَبْكٖيكمُ فيها وَ اُبْكي السَّامِعَا=و في رجاۤئي اَنْ تكونَ شافِعَا فيما جنَيْتُهُ فجئتُ طامِعَا=في حَطِّ وِزْرِي حيْثُ كنتَ الوَزَرَا فاقبَلْ لَها يا ابنَ ابي‌تُرابِ=و كُنْ لوالِدَيَّ و الْاَصْحَابِ كذا مُعَلِّمِيَّ في الحسَابِ=و مَن عليكَ دمعُهُ تَحدَّرَا اَهْدَاكَها يا ابنَ الوصيِّ اَحْمَدُ=و مَن علي وِلَاۤئِكُمْ معتَمِدُ مقصَدُهُ انْتَ و نعمَ المَقصَدُ=يا سيّدِي و انْتَ اعْلَي نَظَرَا صلَّي اِلٰهُ العرشِ مَا المزنُ هَمَي=عليكمُ يا سَادَتٖي و سلَّما ما سجَع القُمْري وَ ما تَرنَّما=وَ مَا حَمامُ الاَيْكِ فجْراً هدَرَا
Testing