دَمْعٖي علي طَلَلِ الاحْبابِ مَطْلُولُ الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي - الأوحد
دَمْعٖي علي طَلَلِ الاحْبابِ مَطْلُولُ=و فيهِ بالٖيَ اَبْلَتْهُ الْبَلابٖيلُ
فكم اُعلِّلُ نَفْسٖي بٱلمَزارِ لِهَا=تٖيكَ الدِّيَارُِ فَماتُغْنِي التَّعاليل
و كم تَرَسَّمْتُهَا فوْقَ الرَّواسمِ اَوْ=بينَ الرُّسومِ بهَا و الدَّمعُ مَسْيُول
وَقَفْتُ فيهَا اُجٖيلُ الفِكْرَ جَاۤئِلَتٖي=فَخانَنٖي في مَُرَامي رَسْمَِهَا الجُولُ
رَسْمٌ صَمُوتٌ وَ نَفْسٌ غيرُ خافِتَةٍ=فسَاۤئِلٌ صامِتٌ عَنْها و مسئُولُ
فحَالُهَا قَائِلٌ و الدَّمْعُ يَسْمَعُهُ=و الحالُ يروَِي بِهٖ و الدمعُ مَقْبولُ
يا وفَّقَ اللّٰهُ الَّا اَنَّهُ اجَلٌ=اَجَلْ لَهُ في ذوي التَّوْفيقِ تَأجٖيلُ
بانُوا و كانَتْ يَبَاباً بَعْدَ بُعْدِهِم=تَظَلُّ سارِبَةً فٖي غُولِهٰا ٱلغُولُ
عليْكَ يا رَبْعَهُمْ دَمْعِي ٱلرَّبيعُ علي=سَفْحِ الرسومِ سَفِيحُ الدَّمْعِ مَسْدُول
مضَوْا لِمٰا وُعِدُوا لٰكِنَّهُ قَدَرٌ=و كلُّ وعدٍ قَضاهُ اللّٰهُ مَفْعُولُ
القومُ آلُ النَّبِي و الدَّارُ دارُهُمُ=و الشّأنُ شَأنُهُمُ و الوَصْفُ تَمْثٖيلُ
كانُوا سَحاۤئبَ تَهْمٖي بالرغاۤئِبِ بَلْ=هُمْ في الكَتاۤئبِ كُتَّابٌ مَقَاتٖيلُ
كانُوا مغاٖييلَ لِلّٰاجٖي بظلّهِمُ=في لَاهبِ الزَّمَنِ الصَّالي و قَدْ غٖيلُوا
زَوَي العِدَا فَيْئَهُمْ حتَّي مَضَوْا وَ لَكَمْ=باتُوا طَوايَا هُمُ و الفَيْءُ مَأْكُولُ
و شُرِّدُوا فَلَهُمْ في كُلِّ نَاحِيَةٍ=يَنْحُو لَها قاصِدٌ ثكْلٌ و مَثْكُولُ
في كُلِّ حَيٍّ بعَيْنِ اللّٰهِ مِنْ دَمِهِمْ=اِهْرٰاقَةٌ وَ وَلِيُّ الاَمْرِ مَأمُولُ
رُمُوسُهُمْ عَنْ رُسومِ الدّارِ شاسِعَةٌ=فالميتُ مُنْتَزِحٌ و البَيْتُ مَنْزُولُ
فهُمْ قَتٖيلٌ و مسمومٌ و مُضْطَهَدٌ=للدَّهْرِ فيهِمْ مِنَ البَلْوَي أَفاكٖيلُ
و اعْظَمُ الرُّزْءِ ما خُصَّ ٱلحُسينُ بهٖ=لهُ لمَنْ خُصَّ تعظيمٌ و تَبْجٖيلُ
انَّ المُصَابَ علي قَدْرِ ٱلمُصَابِ بِهٖ=و للرَّزايا اَعاجٖيبٌ تَهاوٖيلٌ
غداةَ اَمَّ المَنَايَا و هو في نَفَرٍ=اَمُّوا المُنَي يَا لَعَمْرُ اللّهِ مَا نٖيلُوا
تَبَخْتَرُوا في عَزٖيمَاتٍ و قَدْ بَطُنُوا=علي السَّكٖينةِ و ٱلهَيْجَاۤءُ تَخْٖييلُ
في خُطَّةٍ و بِها لَيْلُ الفناۤءِ سَجَي=و قدْ اَضاۤؤُا و هُمْ اُسْدٌ بَهَالٖيلُ
و البَاسِمُوا الثَّغْرِ و الاَبْطالُ عابِسَةٌ=و المُقْدِمُونَ اِذَا للحَرْبِ قُسْطُولُ
سَخَوْا باَنْفُسِهِمْ لِلّٰهِ وَ ٱسْتَبقُوا=و الرُّمْحُ مُنْكسِرٌ و السَّيْفُ مَفْلُولُ
قضَوْا بِجَدٍّ و غِبُّ السَّعْيِ مَحْمَدةٌ=فيما اَرادُوا لَهُ و الْجَدُّ و ٱلسُّولُ
فصار مولايَ فَرْداً لَا مُعٖينَ لَهُ=و حولَهُ رَذِلٌ وَغْدٌ و طِمْلٖيلُ
يكُرُّ فيهِمْ فَكَمْ غالَتْ بَوٰاتِرُهُ=مُزَنّماً لُكَعاً لٰكِنَّهُ غُولُ
الكاتِبُ الحَتْفِ في اجسامهمْ فَلَهُ=بالسُّمرِ و البٖيضِ تَنْقٖيطٌ و تَشْكٖيلُ
يقضِي بما شاۤءهُ من فعْلِ صارمِهٖ=فكمْ لهُ عَاملٌ فيهِمْ و معمولُ
كأنَّهُ شَابِلٌ قدْ كَرَّ في حُمُرٍ=لٰكِنْ مَخالِبُهُ لَدْنٌ و مَصْقُولُ
قَضي و لَوْلَا القَضا لَمْيَنْجُ شارِدُهُمْ=لٰكِنْ لهُ فيه تَعْجٖيلٌ و تَمْهٖيلُ
ذا غُلَّةٍ و الفُرَاتُ العَذْبُ ينظرُهُ=و الكلبُ يرتَعُ فيه و هو مغلولُ
فخَرّ مِن نَبْلَةٍ و هو النَّبيلُ عَلَي=تَلِّ الطفوفِ فامسَي و هو مَتْلُولُ
كما هَوَي ساجداً بَل كَانَ اعظمَ اِذْ=هوَي بِكلِّ خضوعٍ فيه تجليلُ
فحزَّ شمرٌ كريمَ السبطِ وا اَسَفي=فطبّقَ الاُفْقَ و الاَرْجَاۤءَ غُمْلُولُ
و الارضُ تَرْجُفُ و الحُوتُ العَظيمُ صَمَي=خوْفاً وَ نَوْحُ وُحوشِ البَرِّ مَوْصُولُ
و السَّبْعُ تبْكِي دَماً و الشَّمْسُ كاسفةٌ=و ٱلبدرُ مُنْخَسِفٌ و ٱللُّطْفُ مَحْظُولُ
و الدهرُ شقّ الرَّدا من فقده كمَداً=علي الهدَي وَ بَدَا بينَ ٱلوري ٱلدُّولُ
و الشمسُ طالعةً ليسَتْ بكاسفةٍ=تبكِي عليه نُجُومَ اللَّيْلِ وَ ٱلكٖيلُ
كذٰلِكَ المنظرُ الْاَعْلي و حامِلُهُ=تُبْدِي النَّعِيَّ و مٖيكالٌ و جبريلُ
و الرأسُ ركَّبَهُ في الرمح وَا حَرقٖي=كَٱلْبَدْرِ يُشْرِقُ نوراً و هو محمولُ
و اُلْقِيَتْ فٖي مجالِ الخَيْلِ جُثَّتُهُ=فكسّرَتْ ظهرَهُ مَعْ صدرِهِ الجُولُ
و هْوَ الحُسَيْنُ بْنُ بنْتِ المصطفي و علِي=كَأنَّهُ يَا لَعَمْرُ اللّٰهِ مَجْهُولُ
أَلَمْيَكُنْ قُرْطَ عرشِ اللّٰهِ في شرفٍ=قَدْ قَصَّرَتْ عن مَزاياهُ الاَقَاوِيلُ
يا حَسْرتٖي لمُصَابٖي قَطّٖعٖي كبدٖي=فانَّ قلبي عَنِ السلوانِ معْزُولُ
يا زَفْرَتٖي صَعِّدٖي نفسي اِلي مُقَلٖي=دَماً بدَمْعٖي فيجري و هو مَمْقُولُ
حزْناً وَ وَجْداً علي المُلْقَي بلا كَفَنٍ=لوْلَا الْاَعاصٖيرُ تسفِي و القَساطٖيلُ
ملقيً ثلاثاً و لمَّايَحْوِهِ رَجَمٌ=و للصَّلَا فٖيه تَخْلٖيلٌ و تَحْلٖيلُ
علي ٱلعَرَا عارياً في التربِ لَمْيَقِهٖ=ثوبٌ عن الشمس لهفِي اوْ سَراويلُ
مَلاحِفُ المجدِ و التّقوَي تُسَتِّرُهُ=عارٍ عن ٱلعَارِ لايُثنٖيهِ تبدٖيلُ
سَمَا الي رُتْبَةٍ اِذْ خَرَّ منجدِلاً=مانَالَها قَطُّ الَّا و هو مقتولُ
هل المناقبُ الّا دُونَ مَصْرَعِهٖ=ما فوقَهُ مفخرٌ في الكونِ مَعْقُولُ
لذاكَ كان بَنُوه بل اخوهُ كذا=اَبُوهُ من نسلِهٖ حَقّاً وَ هَابٖيلُ
في ذُلِّ مصرعهِ ٱلعِزُّ المنيفُ لَهُ=و في الاهانةِ توقيرٌ و تَبْجيلُ
قدِ ٱمْتَطَي غارِبَ العُلْيَا و في يدهِ=زمامُها و الثناۤ و الحمدُ مجبولُ
فاسْتُقْرِضَ النَّفْسَ مُختاراً فجادَ بِهَا=و الاهلَ و المالَ و المطلوبُ مَبْذُولُ
فاعْجَبْ لِمُغْتَصَبٍ مَا كَانَ جَادَ بهٖ=مُسْتَكْرَهٍ برِضاهُ وَ هُوَ مَحْصُولُ
بَنٖياُميّةَ ماذَا جئْتُمُ فَلَقَدْ=جئْتُمْ فَساداً كما يهوَي عَزازٖيلُ
شَرّدْتُمُوهمْ فهُمْ في كُلِّ ناحيَةٍ=ضاقَ الفَضاۤءُ بهم اَلْعَرْضُ و الطُّولُ
و حُزْتُمُ حَقَّهُمْ عنهم فبينَكُمُ=ارحامُ احمدَ مقطوعٌ و مفصولُ
قَتّلْتُموهُمْ عُطاشَي دونَ مَورِدهمْ=و الماۤءُ يشربُهُ نَغْلٌ وَ ضِلّٖيلُ
اَجْسادُ سادَاتِهِمْ في الشمسِ تصهَرُها=لهفِي قدِ اكْتَنَفَتْ اَشْلاۤءَهَا ٱلجُولُ
رُؤُسُهُمْ في عواليكم مشهّرةٌ=كأنَّها في القنا وَهْناً قنادِيلُ
و كم اَسرتم لهُمْ في الطفّ محصنةً=و مَاجداً و هو بالاغلالِ مغلُولُ
نِسَاۤؤُهُمْ حاسرَاتٌ بينَ اَعْبُدِكُمْ=تنحُو بِهنَّ حدابيرٌ مَهازٖيلُ
تَرنُو اَمٰامَ سَباياهَا الرُّؤسَ كمٰا=اَهِلَّةٍ و لَها في ٱللّيل تهلٖيلُ
و تارةً خلفَها ترنو جُسُومَهُمُ=في الشمسِ لَمْيَقِهَا عَنْها سَرَابٖيلُ
و ما لها عن سَمُوم الصيفِ ساتِرَةٌ=اِلَّا بما قدْ اَثارَتْهُ ٱلْعَصاقٖيلُ
فهُنَّ ما بينَ اجسامٍ مُعَفَّرةٍ=و اَرْؤُسٍ هِيَ لِلْخُطّٖي اَكَالٖيلُ
فيا لِأُمِّكُمُ الويلاتُ مَا لَكُمُ=ما شِئْتُمُ فَاصْنَعُوا اَوْ شِئْتُمُ قُولوا
الاَرْضُ اَرْضُهُمُ و الماۤءُ ماۤؤُهُمُ=و الحَقُّ حَقُّهُمُ و الرَّحْمُ مَوْصُولُ
لَنْتَبْلغُوا اَمداً هُمْ بَالِغُوهُ وَ مَا=اَنْتُمْ و قَصْراً مَشٖيداً فٖيهِ تَنْزٖيلُ
و القومُ مَنْ طَهُرُوا ذاتاً و عِرْضهُمُ=زَاكٍ و لَمْتَدْنُهُمْ قَطُّ الاباطٖيلُ
بمدحِهِمْ نزلَ القُرءانُ و الصُّحُفُ الْ=اُولَي و اعْلَنَ تَوْرٰيةٌ وَ اِنْجٖيلُ
جادُوا و سادُوا و شَادُوا المجْدَ ثُمَّ هُمُ=لطالبي كلِّ معروفٍ مغَاٖييلُ
مَعَارِفٌ في البَرايَا عَارِفُونَ بِهِمْ=هادُونَ و الغَيْرُ جُهَّالٌ مَجاهٖيلُ
فشأنُهُمْ نُسُكٌ و الفَتْكُ فِعلُهُمُ=و ذاكَ لِلّٰهِ تعزيزٌ و تَذْلٖيلُ
سُحْبُ ٱلحَيَا هاطِلاتٌ مِنْ عَطاۤئِهمُ=اليهِمُ مَدَّتِ الاَيْدِي ٱلمحَاصٖيلُ
فراحَتَا ٱلدَّهْرِ مِنْ فَضْفاضِ جُودِهمُ=مَمْلُوئَتَانِ و ما للفَيْضِ تَعْطٖيلُ
تَجْلُو مَمٰادِحُهُمْ اِنْ جَلَّ فادِحُهُمْ=فهُمْ علي ٱلضُّرِّ و ٱلسَّرَّاۤ مَنَاهٖيلُ
اِنْ نِلْتمُ منْهُمُ ما لَايَحِلُّ لَكُمْ=فذَا اليهِمْ بِحُكمِ اللّٰهِ مَعْدُولُ
و كان ذلكَ مِنْ اَشْراطِ مُلْكهِمُ=و قطعِ دَابرِكمْ ما فيه تعذيلُ
هٰذا و طالبُ اَوْتارٍ لهُمْ وَزَرٌ=مُؤَمَّلٌ و هُوَ مُضْطَرٌّ و مَوْكولُ
نَظَارِ يا مَعْشرَ الفُجَّارِ غاشِيَةً=يقومُ بالاِذْنِ حَيْثُ العَضْبُ مسلولُ
في سَنْجقٍ خلفَهُ نسرٌ وَ يَقْدُمُهُ=مُسَوَّمُونَ و جِبْريلٌ وَ كُرْبٖيلُ
و فيه تابوتُ نصرِ اللّهِ يَحْمِلُهُ=اَلْمُرْدَفُونَ الغرانيقُ ٱلهَراجيلُ
عليهِ من مدَدِ الجبّارِ خافِقَةٌ=جَالٍ و منسدِلُ الاطرافِ معمولُ
يُذيقُكمْ ضِعفَ انواع العَذابِ كذا=خَسْفاً و تَرْميكمُ الطير الاَبابٖيلُ
فَثَمَّ اَشْفٖي جَوَي صدرِي و موعدُكمْ=صبحٌ قريبٌ وَ وَقْتٌ فيه مَبْتُولُ
يا آلَ احمدَ لي منْ اجل رُزْئِكمُ=قلبٌ خَفُوقٌ و دَمْعٌ منه مهمولُ
و في الحشاشَةِ حَرٌّ لايُبَرِّدُ مَا=فيها الفراتُ و لا جَيْحُون و ٱلنّيلُ
لِانَّ بَدْئٖي و عَوْدي منكمُ و لكُمْ=و ٱلوجهُ في ذاك معقولٌ و منقولُ
فاحمدٌ نجلُ زينِالدّين عبدُكمُ=علي المحبّةِ مخلوقٌ و منجولُ
كونوا لَنا و لمَنْ نهوَي كما رسخَتْ=لَنا عليكُمْ لُبانَاتٌ و تَعْوِيلُ
عليكمُ صلواتُ اللهِ واصِبَةٌ=ما ناطقٌ فاهَ حتّي ينفدَ القٖيلُ
و عَمَّكُمْ منهُ تسلٖيمٌ و تَزْكِيَةٌ=و رحمةٌ ثُمَّ رضوانٌ و تفضيلُ