العباسُ وطنُ الشعراءِ
سنة 2012
مجدٌ بحجمِكَ هادرٌ رنّانُ = لا يحتويهِ مِنَ الزمانِ زمانُ
أدمنْتُ حبَّكَ بُوركَ الحُبُّ الذي = يسبي القلوبَ وبُورِكَ الإدمانُ
يا جنةَ اللهِ التي في أرضِهِ = أهْنَاكَ أنكَ جوهرٌ فتّانُ ؟
يكفيكَ أنَّ الأرضَ رعبٌ مطبقٌ = قلقٌ ووحدَك مِلْؤُكَ اطمئنانُ
فكأنّكَ الحَرَمُ الأمينُ ومَنْ أتى = أبوابَهُ يغشاهُ منكَ أمانُ
عباسُ حباً قدْ نظمْتُ قصائدي = فتوقَّفَ الإحساسُ والوجدانُ
أمشي إليكَ وكلُّ خطوةِ شاعرٍ = بيتٌ وكلُّكَ في الهَوَى أوزانُ
كلُّ الأماكنِ صارَ فيها جاذبٌ = لكَ والهوى لا يحتويهِ مكانُ
لكنّكَ الحبُّ الذي انجَذَبَتْ لَهُ = كلُّ الجهاتِ وشُدَّتِ الألحانُ
عطّلتُ كأسي مُذْ رأيتُكَ هاطلاً = ودعا فؤادي للهيامِ أذانُ
أذَّنتَ للشعراءِ في مضمارِهِمْ = فأتَوكَ والشوقُ المُجِدُّ حصانُ
وكأنَّكَ الوطنُ الذي سكنَ السَّما = وإليكَ في أشعارِهِمْ أوطانُ
الشعرُ يا عبّاسُ جاءَ مغنّياً = طابَ الغناءُ وطابَتِ الآذانُ
يا .. لا أحبُّ سِواكَ حبُّكَ قاتلي = يا ... لا يحيطُ بذكرِكَ النسيانُ
تاجُ الكرامةِ فوقَ رأسِكَ نابتٌ = تعنُو لهُ بجلالِها التيجانُ
ويمينُكَ الوحيُ الذي جبريلُهُ = في كلِّ واقعةٍ إليهِ لسانُ
عباسُ يا وزنَ الفراتِ تدفّقاً = ما إنْ وُزنتَ تمرّدَ الميزانُ
بسواكَ لوْ قُورِنْتَ ترجحُ صاعداً = فوقاً فشأنُ جناحِكَ الطيرانُ
ولأنَّ قدرَكَ لا يُحِبُ تنازلاً = فعلاءُ كفّةِ وزنِكُمْ رجحانُ
يتمثَّلُ الرَّجَحَانُ فيَّ تعالياً = والفنُّ أنْ يتعاكسَ الضدّانُ
زِنْ لي بقدْرِ سَنَاكَ بدراً شاعراً = بسطورِهِ تتراكضُ الغزلانُ
لأصوغَ فيكَ قصيدةً بكراً على = أبياتِها يتجمهرُ الذَّوَبَانُ
عباسُ وحدَكَ مَنْ بِيَوْمِ مَجِيئهِ = جُنَّتْ عليهِ الحُورُ والوِلْدانُ
قمرٌ كأنَّ الحُسْنَ مِن حُسّادِهِ = وَمِنَ الجلالِ يخافُهُ الشيطانُ
ماذا تركْتَ مِنَ الوفاءِ إلى الورىٰ = يا مَنْ بِهِ شرفُ الوفاءِ يُصَانُ
والنهرُ أصدقُ شاهدٍ والماءُ وال = يومُ الذي فيهِ التقىٰ الأقرانُ
إنْ مُتَّ مِنْ ظمأٍ فإنَّ لَكَ الندى = يا بْنَ الهُداةِ على المدى ظمآنُ
أوَ يحملوكَ على الرّماحِ مخضّباً = يا بْنَ الوصيِّ فإنَّكَ القرآنُ
أو يتركُوكَ على الفراتِ فبهجةٌ = للنخلِ أنْ تتعانقَ الغدرانُ
عباسُ يومُكَ ليسَ يوماً إنّما = الأيامُ فيهِ مِنَ الهوى غَلَيَانُ
ناجيتُ ليلتَكَ التي افتضحَ الضّحى = بضيائها وتحكَّمَ اللّمعانُ
يا ليلةَ الميلادِ أنت عروسةٌ = بضيائها تتكحل الأجفانُ
ما قدرُ مهرِكِ كي أزوِّجِ خاطري = بالسعدِ فيكَ فخاطري نشوانُ
والعرسُ كالصَّلَوَاتِ ما مرَّ الفتىٰ = العباسُ إلاّ اخضرَّتِ العيدانُ
أنتِ عروسُ مسائِنا ولوصلِكِ = ولقائكِ تتراقصُ الأثمانُ
والخلدُ لمّا فُتِّحَتْ أبوابُها = قِيلَ ادخُلِي ومساؤكِ ريحانُ
رقصَ الزفافُ إليكِ ليلةَ عرسِكِ = طرباً وراقَ لخصرِكِ الفستانُ
والأرضُ دارَتْ تحتَ رجلِكَ رقصةً = واختالَ حولَ قوامِكِ الدورانُ
وعليكِ ناثَرَتِ السّماءُ زهورَها = وتضاحَكَتْ في صدرِكِ الشطآنُ
قُومي لنا فإليكِ قد قامَ الهوى = شغفاً وغرَّدَ باسمِكِ الكروانُ
هّزي إليكِ بنخلةٍ عربيّةٍ = تَتَساقَطِ الرَّطَبَاتُ والفنجانُ
يا لوحةً رسمَ الربيعَ خيالُها = فاهتزَّتِ الفرشاةُ والألوانُ
وقصيدةً أوحى الجمالُ شعورَها = فإذا القلوبُ لسمعِها خفقانُ
حوريّةُ الأشعارِ أنتِ وما برا = عينيكِ إلا المبدعُ الفنّانُ