شعراء أهل البيت عليهم السلام - عُرْسُ الطَّفِّ

عــــدد الأبـيـات
28
عدد المشاهدات
162
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:50 مساءً

تَبْكي السَّماءُ، وَدَمْعَةٌ لَمْ تَقْدُمِ= أ إلى الحُسَيْنِ بُكاؤُها أمْ لِلدَّمِ؟! ها قَدْ تَكَرْبَلَ في الوُجودِ بَقاؤُها= وَبَدا بِحُزْنٍ عُرْسُها بِمُحَرَّمِ! وَتَخَضَّبَ الكَوْنُ الفَسيحُ بِقَطْرَةٍ= هَلَّتْ بِعَشْرٍ في لَيالي المُحْرِمِ! فَحَفَفْنَ رَبَّاتُ الخُدورِ مَكانَها= وَتَنَزَّلَ الفَيْضُ الأسيلُ بِعَنْدَمِ مِنْ دَمْعِ زَيْنَبَ يَسْتَفيضُ خِمارُها= وَيَكونُ في رُزْءِ الحُسَيْنِ تَكَلُّمي فَأناشِدُ الرَّأسَ العَظيمَ بِبَحَّةٍ:= نَزَعُوكَ يا نُورَ الحَقيقِ الأقْوَمِ! قُلْ لي فَكَيْفَ لَكَ المَقَرُّ عَلى القَنا= وَعَلى الحُسَيْنِ عَلا دُنُوُّ المُجْرِمِ؟! فَيَقولُ: يا هَذا لِرَبِّكَ زُفَّني= نَحْوَ السَّماءِ؛ فَعُرْسُنا بِمُحَرَّمِ فَأقولُ: في أيْنَ الزِّفافُ أيا تُرى؟= فَيَقولُ: ناحِيَةَ السِّهامِ، عَلى الفَمِ! وَالكاتِبُ الشِّمْرُ الخَنا وَكِتابُهُ= قَدْ خَطَّهُ السَّيْفُ الذي لَمْ يَنْعُمِ! وَشُهودُ عُرْسي ذا العَليلُ وَإِبْنُهُ!= وَالمُعْوِلاتُ كَزَيْنَبٍ مَعَ كَلْثَمِ! أمَّا مُبارَكَةُ الزِّفافِ بِنَيْنَوى= فَوْقَ الضُّلوعِ وَبِالخُيولِ الصِّلْدِمِ! لِتَكونَ قَعْقَعَةَ الخُيولِ غِناؤُها= وَمَكانُها صَدْرَ الحَبيبِ المُكْلَمِ! وَتَكُونَ رائِحَةَ البَخورِ خِيامُنا= حينَ الحَريقُ يَشِبُّ عُودَ مُخَيَّمي! حينَ اخْتِفاءِ النُّورِ في فُسَحِ السَّما= ءِ فَلا بِها قَمَرٌ يُرى مَعَ أنْجُمِ! لا تَسْألَنَّ "فَأيْنَ أجْرامُ السَّما= ءِ" فَهُمْ مَضَوْا بِمُهَنَّدٍ مِنْ مِخْذَمِ أمَّا الذي أرْدى الأسُودَ صَريعَةً= قَمَرًا بَقى مُلْقًى بِشَطِّ العَلْقَمي! بِمَساءِ عاشِرِ، وَالنِّساءُ وَراءَنا،= بِعَويلِها، وَنِثارُها فَيْضُ الدَّمِ! فَأقولُ في حُزْنٍ: وَمالَكَ وَالزِّفا= فُ؛ وَكُلُّ أهْلِكَ قَدْ مَضَوْا فَتَعَلَّمِ! قَدْ أفْجَعَ الإسْلامَ نَزْعُكَ وَانْحَنى= ذاكَ الوُجودُ إلى حُدودِكَ يَنْتَمي فَارْجِعْ لِأصْلِكَ في الحُسَيْنِ؛ فَجِسْمُهُ= مُذْ أنْ رَحِلْتَ إلى القَنا لَمْ يَبْسُمِ! فَيُجيبُ ذاكَ الرَّأسُ وَالحُزْنُ اقْتَفى= أثَرًا إلَيْهِ، بِعَبْرَةٍ وَتَألُّمِ أ أجيءُ لِلْأصْلِ الذي يَعْلو الصَّعي= دَ بِجِسْمِهِ المُتَكَسِّرِ المُتَهَشِّمِ؟! إنِّي أخافُ عَقيلَةً مِنْ هاشِمٍ= تَأتي إلَيَّ وَفي الأضالِعِ تَرْتَمي! فَتُكَسَّرُ الأضْلاعُ ثانِيَةً بِهِ= وَتُصيبُ قَلْبًا قَد أُصيبَ بِأسْهُمِ! فَتَموتُ حُزْنًا شيعَتي؛ فَبِقَلْبِها= يَبْكي البُكاءُ لِمَقْتَلي وَتَألُّمي فَأجَبْتُهُ: أ وَما عَرِفْتَ بِأنَّهُمْ= تَحْيا قُلوبُهُمُ بِذاكَ المَأتَمِ؟! فَدَعِ الضُّلوعَ وَشَأنَها، وَارْجِعْ إلَيْ= هِ، وَزُرْ ضَريحًا يَحْتَويهِ، وَسَلِّمِ!
Testing