غيمةٌ.. وجمرٌ ..!
سنة 2012
غيمة ٌيا طالعَ الماء ِ وجمرُ= أنكراني، من أنا ..؟ فالبوحُ سرُّ
والشجيراتُ التي أمسكْنَ قلبي = ساهراتٌ هل لها في الليل ِعذرُ..؟
سرّبتْ نهرَ السؤالاتِ وصارتْ = تتمرّى بينَ آهات ٍ تمُرُّ
تركتْ لي بعضَ ألوانِ شحوبي = وحروفي بينَ جدرانيَ سُمْرُ
ظمِئ الترحالُ في وقتِ انتصافي = فإذا ما كنتُ بدرًا ؛ ضاعَ بدرُ ..!
غيرَ أنَّ الكونَ ألقاني رواءً = كأسَ حبٍّ نخبُهُ الشعرُ وبحرُ
خدّرَ الدمعَ فكانَتْ ضفّتَاهُ = نغمة َ التِيهِ التي بي تستقرُّ
يا طفوفًا، الهوى العباسُ يصفو = والدُنى في رغوة ِالأحزانِ بئرُ
حانَ وقتُ الشعرِ فالنجوى اعتناقٌ = وأكفُّ الجودِ تأتينا وتذرو
دمعة ًكالجسرِ قدْ علَّقْتُ فيها = لثغةَ الحزن ِوصوتًا يستمرُّ
حانَ وقتُ الشعرِ يا رحماه ُهذا = رملُ عاشوراءَ في الأوجاعِ حِبرُ
كان َيختارُ لحزني تمتمات ٍ = بينَ كفّين ٍ لها الآياتُ ذكرُ
سجدَتْ في حضرة ِالضوءِ وصلّتْ= لسواقي العين ِنبضًا يستدرُّ
فَخُذِ القربة َ في روحي امتلاءً = حرّقَ الأشواقَ يا عباسُ نهرُ
وَخُذِ النخلَ بمحنيِّ اعتذار ٍ = أفرَغَ الليلَ كأنَّ الليلَ عمرُ
عطشٌ والجُرفُ مطويٌّ عليهِ = نظرُ الله ، وهذا الطينُ عِطرُ
سيّدَ السُقيا، لكَ التيّارُ قلبٌ = أزرق ٌمِنْ محجرِ الدّنيا يخرُّ
يتدلّى قابَ نبض ٍوالنوافيرُ = على كلِّ ارتجاف ِالضوء ِزهرُ
والخُطى يسرحُ في كفَّيكَ حتّى = سكنَ الدربَ، وضجَّ الآنَ عشرُ
يا لَكَفَّيْكَ .. بلادٌ من غيوم ٍ = يا لَعَيْنَيكَ .. بها الآلاءُ سُكرُ ..!
شرَّدا نجمي بآهات ٍوخفق ٍ = والمدى شمسٌ، وهلْ للشمسِ سترُ..؟
كربلاءٌ سُبحة ُالفيضِ، وجرحٌ = مفردٌ، واليُتمُ في الأشياء ِصبرُ
وحدَهُ الفضلُ تأتّى مِنْ ثَراها = وهواهُ اللهُ .. والإيثار ِبُشرُ
مدَّ كلاً يا فداءً .. رقَّ منهُ = أملُ الأطفالِ والخيماتُ بكرُ
يبدأُ البدرُ اكتمالَ الدمع ِ فينا = يا امتثالَ الدمعِ إنَّ الحزنَ مُرُّ
أسمَعُ الأشياءَ تستلُّ زماناً = فأقلُّ الوقتِ في الآلام ِ دهرُ
والظّما أشرَعَ شاطيه ِاعتلالاً = مُذْ رأى في الجود ِآمالاً تفرُّ
عقَّ فيهِ الكونُ، ما أعصَى نَدَاهُ..! = ومتى كاَن بذي الأيّام ِ بِرُّ ..؟
يا أبا الفضل ِ أذابَ الفضلُ عمرًا = فوقَ سفحِ الغيب ِوالإيمانُ قطرُ
يا لَفَرْط ِالعشقِ ها أودَى عذابًا = ليلكيًّا صبَّهُ في القلب ِخمرُ
مدنٌ في النهرِ تسترجي حنانًا = والمساكينُ على الشطآن ِكُثرُ
لَهُمُ الشعرُ وقرآنٌ عليهِ = صِبغةُ الماءِ وأنفاسٌ ونحرُ
لَهُمُ الجذعُ وسهمٌ واحتضارٌ = لهمُ شكلَ انحناءاتٍ وظهرُ
لَهُمُ الصوتُ الذي استافَ المآسي = فنما في كلِّ حرفٍ منهُ قبرُ
ها أنا في حضرةِ العبّاسِ أتلو = همهماتِ البِيضِ والترتيلُ وِترُ
بينَ عَيْنَيَّ أطرِّي النارَ حتى = يهمسَ الدمعُ، ويحيا اليومَ ثغرُ
بينَ كَفَّيَّ نداءاتُ العُطاشى = صَنعتْ فُلْكًا كأنَّ الدربَ بحرُ ..!
مددٌ يا سادنَ النهرِ فإنّي = في احتياجاتي وآلاميَ نثرُ
ها أنا بخَّرتُ قلبي بمَعين ٍ = وزفيرُ الأفقِ في روحي يقرُّ
ها أنا والشعرُ حبّاتُ ارتعاش ٍ = ولنا في هذه الذكرى ممرُّ
كلّما أسرفْتُ في مائي أراني = محوَ آه ٍتستقي منّي تذرُّ
ولأنّي في هوى العبّاسِ أسمو = سوفَ أتلوني .. وذا المصحفُ شعرُ
سوفَ أتلوني على الشُبّاك ِطفلاً = دمعُهُ والحبُّ والحرمانُ جمرُ
وأناديكَ سلامَ اللهِ يهمي = فتقبَّلْنِي فَكُلّي الآنَ شكرُ