شعراء أهل البيت عليهم السلام - دروبُ الهوى

عــــدد الأبـيـات
52
عدد المشاهدات
147
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:58 مساءً

طرقتُ دروبَ الهوى حيثُ شدّا = أصارعُ في النفسِ شوقاً ووجدا وأنشدُ في الروحِ معنى الغرامِ = فما زلتُ في فهمِهِ مستجِدّا فمُذْ تركوني لتلكَ القفارِ = بقلبي وصبُّوا على الرمسِ بُعدا وزادوا على البعدِ صرماً وباتَ = سفيني يخالجُ في الهمِّ ندّا وطالتْ ليالي البعادِ ولمّا = يبادرْ صدى الفجرِ للبحرِ عودا طفقتُ أسافرُ في الظاعنينَ = والروحُ تضرمُ جزراً ومدّا أنقّبُ في بائداتِ البلادِ = وأمخرُ غوراً وأحفرُ صلدا حنانيكَ عُدْ يا سفينَ النجاةِ = وزينَ الأزاهرِ أمّاً وجدّا أراكَ تحلِّقُ بينَ المشاعرِ = تنثرُ حبّاً وتنشرُ سعدا وحتّى أراكَ بحضنِ الرسولِ = يداعبُ منكَ شفاهاً وخدّا وتحبو فتكبو فتحنو البتولُ = فداكَ بنيَّ سلاماً وبردا ويجثو عليٌّ ومَنْ كعليّ = إذا امتلأَتْ ساحةُ الحربِ أسدا إذا أدَّ مدَّ وإنْ ندَّ ردَّ = وإن جدَّ هدَّ وإن شدَّ قدّا رأيتُ حسيناً وحولَ الغمامِ = نورٌ وحورٌ تجلبَبْنَ رندا وكانوا بسيِّدِهِمْ يرفلونَ = وكنتُ على لحنِ ذلكَ أهدا يسيرُ ومن خلفِهْ المحصناتُ = وقدّامَهُ الموتُ يعزفُ كودا وفي ظلِّ عرشِ الإلهِ الأمينُ = يهزُّ لهُ في الجناحينِ مهدا فما لكَ تمضي لأرضٍ فلاةٍ = ومنكَ الجِنان تزيَّنَّ رفدا بنفحِ نسيمِكَ جُبْتُ السواقيَ = أقطفُ عزماً وعطفاً وقندا وتحتَ جناحِكَ بينَ الحمائمِ = أرفعُ رأساً توسَّدَ جهدا أسافرُ والطيرُ فيكَ ونشدو = ونجني بدفءِ فؤادِكَ خلدا فيا فلكاً دارَ فيهِ الحبيبُ = وحارَ اللبيبُ وما حازَ قصدا كأنّكَ إذ تستقلُّ الطريقَ = ترسمُ للحقِّ صرحاً ومجدا شهابٌ يذوبُ على النافلاتِ = ليجعلَ في لاحبِ الليلِ عهدا ويرفعُ عنّا غشاءَ الضلالةِ = كيما نتوقُ إلى اللهِ رشدا غدوتُ بآلائِهِ والمحيّا = أطوفُ على لوحةِ النورِ عبدا أكبِّرُ أمناً وأقرأُ زهداً = وأركعُ شكراً وأسجدُ حمدا فما لكَ تمضي وتأبى الرجوعِ = جعلتَ عليكَ الأماقيَّ رُمدا كأنّكَ تدري بأنَّ الوحوشَ = ستنزو على العهدِ نصلاً وحدّا أكبُّوا الدهاقَ وأبدوا النفاقَ = وردُّوا عهودَ النبيّينَ جحدا فصبرَكَ إنّي أطلتُ الوقوفَ = بربْعِكَ فالطُفْ بطفلِكَ يندى كأنّي أراكَ وقدَ ألجمَتْ = ثغورُ البسيطةِ خبثاً وجندا كبدرٍ أضاءَ على الخافقينِ = وصاحَ ببيداءَ لهباءَ فردا رضيعي سيشعلُ لونَ السماءِ = ويُبقي نزيفَ المحبّينَ وِردا حنانيكَ هلاّ تركتَ الترابَ = فقد خلتُ خدَّكَ للرملِ ضدّا فشتّانَ بينَ صفاءِ الزهورِ = وإن كانَ رملاً تحوَّلَ جلدا وشتّانَ بينَ مُحُولِ الخريفِ = وبينَ ربيعٍ تفتّحَ وردا إلهي خلقتَ الحسينَ كمالاً = وكنتَ قديماً كريماً جواداً جمالاً وعطفاً وجوداً ومجداً = وعزماً وحزماً وفناً وقدّا فإذْ لم ألاقيهِ والعمرُ يمضي = فأرجو الأمانةَ أن تسترَدَّا فلا الروحُ تسلو بهذا الفراقِ = ولا القلبُ يسطيعُ صبراً وصدّا فهلا أفضْتَ عليَّ سبيلاً = لأمضي إلى حيثُ ألقاهُ مُدّا تلحّفَ بالصمتِ تحتَ الهجيرِ = وفي ظلِّهِ الصحبُ شيباً ومُردا أطوفُ على أنجمٍ في الصّعيدِ = أقبِّلُ ضلعاً وأجمعُ شهدا تبرّأتُ في حبِّهِمْ من أناسٍ = يصدّونَ آياً ويدنونَ قردا ومن عصبةٍ ينصبونَ الدمارَ = للحقِّ بالغدرِ قتلاً وطردا وحيَّيْتُ حزباً أذاقَ الطغاةَ = من فتحِ خيبرَ ذلاً ورعدا فشتَّتَ جمعاً وفرّجَ كرباً = وحقّقَ نصراً وأنجزَ وعدا وعادَ يناجي إمامَ الزمانِ = ليطلقَ خيلَ الفتوحاتِ جردا وباتَ يصلّي وتلكَ الصلاةُ = ترفعُ ضراً وتنزلُ ودّا صلاةٌ على آلِ بيتِ النبيِّ = خيرٌ ثواباً وخيرٌ مَرَدّا فصلُّوا عليهِمْ لتُرضُوا الإلهَ = وتأتُوهُ يومَ القيامةِ وفدا
Testing