شعراء أهل البيت عليهم السلام - شموعٌ على مسرحِ الدّمِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
262
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:31 مساءً

قُمْ حبيبي وتوشَّحْ كفنَ الضوءِ فقد عادَتْ إلينا كربلاء
وتأمّلْ فيها وجهَ الشمسِ معصوبًا بسيفِ الأدعياء
وتهاوى من فَلَكِ الأفقِ غسيلاً بالدماء
إنّها أسطورةُ الخلدِ ودوحُ العزِّ فيها يتجلّى الكبرياء
إنّها عادَتْ وفيها الفجرُ ميلادُ شموعِ الأنبياء

قُمْ تأمَّلْ شاطئَ الطفِّ عسى تنظرُ للعباسِ جسما
ربّما لاحَ الندى من ضفّةِ النهرِ ونادى أسفًا عباسُ تدمى
كيفّ تحويكَ سهامُ الموتِ قتلاً وشواطيكَ ترويّ الدهرَ عزما
ربّما تروي المنايا كيفَ هامَ السهمُ في عينيهِ مرمى
إنّها العشقُ الذي يرسمُ للأحرارِ يا عباسُ نجما

قُمْ حبيبي كي ترى الأكبرَ في الحربِ صئولاً في العساكر
سيفُهُ يعصبُ هاماتٍ ويفري غضبًا حرَّ الحناجر
أسدٌ يطلبُ في الهيجاءِ مهرًا من الغيدِ السوافر
كلّما أشتدَّ الوغى يسقي عطاشى البومِ من دمِّ المناحر
ويموجُ الجيشُ من هذا الفتى المكيِّ كالطوفانِ ثائر

قُمْ تأمَّلْ في وهادِ الطفِّ أسرارًا وآية
أترى نورًا تحدَّى الليلَ يأتي من قرابينِ الضحايا
وعلى جثمانِهِ يسجدُ نجمٌ يرتدي ثوبِ الرزايا
ما لهذا الجسدِ المطحونِ بالخيلِ شذى يقطرُ من عطرِ الهداية؟
ما لهُ يشرقُ كالفجرِ ويطفي بالدِّما ليلَ الغواية؟

قُمْ تأمَّلْ كيفَ أضحى ذلكَ المغلولُ بالأصفادِ حرّا
شاهرًا سيفَ لسانٍ من بيانِ الذكرِ مرّا
كيفَ أفنى الجورَ لمّا أسفرَ الحقُّ وصارَ الليلُ فجرا
وغدا السجّادُ رغمَ القيدِ حرًّا يعِدُ التيجانَ شرّا
أسفرَ الفجرُ ونورُ الليلِ يكشفُ للأحرارِ سرّا

قُمْ فهذي قلعةُ الأرزاءِ في ساحِ القرابينِ الطعينة
تلمظُ الجرحَ وتغلي في حناياها الحزينة
ترفعُ القربانَ للهِ خشوعًا بحشاشاتٍ سخينة
نصرُها مِنْ ها هنا يختطُّ ميلادَ المدينة
من هنا ينكسرُ القيدُ حماماتِ سلامٍ وسكينة

قُمْ تأمَّلْ جسدًا فوقَ الرُّبا الحمراءِ يشتدُّ شكيمة
بضَّعَتْهُ المرهفاتُ البِيضُ شلوًا فسقى الدّنيا عزيمة
ودِماهُ الحُمْرُ خطَّتْ في الثرى ...
وتأمَّلْ هامةَ الشمسِ إليهِ تنحني في كبرياءٍ وهضيمة
نورُهُ القدسيُّ يا للهِ كمْ يسفرُ من جرحِ الظليمة

إنّها ضوءُ القرابينِ على مسرحِ ذبحِ الشهداء
إنها أغنيةُ العشقِ الموشّى في ضميرِ الأولياء
حينما يسكنُها العشقُ حسينيًا وإكسيرُ الإباء
ويذوبُ النحرُ في الموتِ لِيلقى بالدِّما غِيْدَ الفداء
وشذاهُ كالهديرِ الحرِّ بَوْحُ الروحِ عطرُ الكبرياء
Testing