زينبُ ضوءُ التكوينِ
سنة 2011
قامَ شيبي يَحيكُ ثوبَ شبابي = حينَ قَدَّ الإيابُ خيطَ ذهابي
وغدَتْ دهشتي تَلمُّ ضياعي = وهو ذاوٍ على خَفيِّ السرابِ
كُلّما يغمرُ الرُفاتَ سرورٌ = يغمرُ الريحَ لاعجُ الاكتئابِ
يعبرُ الموتُ بينَ جسمي وروحي = فيسوقُ الترابَ نحوَ الترابِ
وتدورُ الحياةُ في فَلَكِ الموتِ = ويُغوي السؤالَ زيفُ الجوابِ
ويتيهُ الظلامُ في عَالَمِ النورِ = ويَهوي الصفاءُ فوقَ الضبابِ
إيه يا شُعلةَ الوجودِ تفانى = في معانيكِ زينبيُّ الشهابِ
وأضاءَ النفوسَ في لحظةِ التكوينِ = حيثُ الطريقُ داجي الشعابِ
حينها سيَّرَ الولاءُ مطايانا = وظلَّ الشقيُّ دونَ ركابِ
و أَتَيْنا الحياةَ لمّا أتينا = بين صنفين : مبغضٍ ومحابِ
أنَاْ مِن زينبَ العقيلةِ آهٌ = أَلْهَبَتْها حرارةُ الانتحابِ
وهي منّي في صرخةٍ أنا فيها = عصفُ رعدٍ يهزُّ عرشَ السحابِ
و كِلانا أصابَنا مرضُ الدمعِ = وعِشْنا بساربِ الإشحابِ
يأكلُ الشوقُ مهجتي ، و يُبقّي = للأسى في حشايَ بعض شرابِ
أيّها الزائرونَ قبرَ حسينٍ = اقرؤا عندَهُ كتابَ عتابي :
من يواسي النساءَ بعدَ رجالٍ = تَركوهنَّ في أشدِّ عذابِ؟
من يواسي الصغارَ بعدَ كبارٍ = حلَّ فيهمْ مُفرِّقُ الأحبابِ ؟
كربلاءَ الدموعِ ، إنَّ عيوني = تطلبُ الدمعَ منكِ أيَّ طِلابِ
فيكِ صرحٌ ل(حائرٍ) مُشمخرٍّ = هو للدامعينَ عرشُ انسكابِ
و(طُويريجُ) درّةٌ وَضَعَتْها = فوقَ صدرِ الدماءِ أيدي المُصابِ
لونُها أحمرٌ ، و لونُ أساها = أسودٌ ، والأسى كسوفُ الخضابِ
ووجيبُ الراياتِ يسري هديلاً = يملأ الرَافِدَينِ في أسرابِ
يا لِغدرِ الطفوفِ فيها حسينٌ = حاصَرتْهُ أُميّةُ الأحزابِ
طوّقته بخندقٍ من جيوشٍ = حفرتْهُ مُهنّداتُ الذئابِ
اَلْهِبِي في الضميرِ ثورةَ حُرٍّ= أحمرِ البأسِ أصيدٍ غلاّبِ
تُمطرُ الحربُ عندَهُ ، فسيوفٌ = ورماحٌ وصافناتُ سحابِ
يومَها يرشفُ الثرى هاتنَ الدمِّ = ورَشْفُ الدماءِ أشهى رُضابِ
يا سليلَ الحسينِ ، يا فأسَ دينِ = اللهِ يفري مناحرَ الأنصابِ