دونَهُ رزءُ الأملِ
سنة 2011
ركبَتْ نفسي هواها وامتطَتْ بحرَ الندم = ببكاءٍ ونحيبٍ وافتجاعٍ وألم
وقعَ السهمُ بقلبي فاكتوَتْ نفسي ألم = واستحالَ الدمُ حبراً وبهِ خطَّ الكلم
وقرضْتُ الشعرَ نثراً ونثرْتُ الشعرَ دم = هو شريانَ حياتي هو مرآةُ القيم
لا تقلْ لي كيفَ أحيا فحياتي هي هَم = هل إلى الخلدِ؟ معَ الخلدِ؟ ودمي لهُ دم؟
أيّها السائلُ عمّا يعتريني من ألم = وتاديني: أفق تكفيكَ حسرات الندم
قمْ لتحيا مثلَ باقي الناسِ فالكلُّ علِم = أنّ هذا الحزنَ يوهيكَ ويهديكَ السّقم
قلتُ: يا هذا تنحَّ ما لحزني من عدم = إنّ هذا الحزنَ فرضٌ فهوَ ماءٌ أو كدمّ
أو هواءٌ ينعشُ الأبدانَ بل حتى أهمَ = فمصابُ السبطِ رزءٌ دونَهُ رزءُ الأمم
وقعَ السهمُ بكفِّي فهو في كفِّي قلم = واستحالَ الدمُ حبراً فتجرّعْتُ الألم
ولقد شقَّ عليَّ ذلكَ الخطبُ فَلَم = أستطِعْ منها هروباً أو تغاضي لن ولم
منذُ أن كنتُ صغيراً قد تشكل وارتسم = وغدا والنفسُ خلَّينِ وبالجسمِ انسجم
أأجافيهِ وقدْ كانَ ملاذي من ألم = أو مصابٍ يتجلّى فيهونُ كلُّ هَمّ
ذي حياتي منهجٌ سطَّرَها راعي الشيم = منهجٌ يرفضُ ذلَّ العيشِ ما قالَ: نعم
فبلا قد نُصِرَ الدينُ وهيهاتَ الندم = وبلا ما ماتَ سبطُ المصطفى والدينُ عم
هكذا تنتفضُ الأنفسُ من شعرِ الألم = هكذا تنتعشُ الروحُ بدمٍّ لا كَدَمّ
لا غريبٌ كغريبِ الطفِّ من وحيِ الوطن = وحدَها الغربةُ تدري وطنُ السبطِ أعمّ