يا طيِّبَ الإحساسِ
سنة 2011
يا طيبَ الإحساسِ أفرِغْ خاطري = واستوطِنِ القلبَ العفيفَ وناظري
واستخرِجِ الأشعارَ من صدرٍ بدا = كالسجنِ، والأضلاعُ نبتةُ شاجرِ
واعزفْ بناياتِ الطفوفِ نواعيًا = تنبيكَ عن لحنِ الحنينِ مشاعري
فيها أفاقَتْ للهمومِ لواعجي = وتهيّضَ الجرحُ الدفينُ لحاضري
واسترسلَ الحبرُ المسيّرُ بالأسى = ليخطَّ بالتمكينِ حسرةَ شاعرِ
ويصيّرُ الورقُ الملطخُ بالدّما = كالأقحوانِ ممرّغاً بدفاتري
لتفوحَ من نطعِ الغلافِ قصائدي = ممزوجةً بالبوحِ بينَ مآثري
أشياءُ أبديها بلوعةِ مُكْمَدٍ = أشياءُ أخفيها بجرحٍ غائرٍ
هي حرقةٌ عزفَتْ حرارةَ متعبٍ = من فوّهاتِ العشقِ طبعُ مزامري
أحتاجُ للشعرِ المطوَّعِ في يدي = لتبوحَ بالإصرارِ بعضُ سرائري
عمّا تناهى لي بأسماعي صدًى = ينبيكَ عن صوتِ الوغى المتهادرٍ
أو رعشةُ الأسيافِ تخطفُ خاطري = أو رقصةُ الهنديِّ خلفَ الباترِ
أو حشرجاتٌ للجسومِ المثخنة = بالوقذِ والطعنِ المشجِّ الباقرِ
جمدَتْ حروفي لا ترى سبلاً لها = بالوصفِ تاهَتٍ عن عيونِ مصادري
هل أستطيعُ بأنْ أغربلَ فكرتي = أو أستعيضَ بدمعتي ومحاجري
لأقولَ عن جسمٍ ثوى في كربلا = وقتَ الهجيرِ مرمّلاً في العاشرِ
يا أيُّها الملقى على وجهِ الثرى = ما خلْتُ أنَّ الدهرَ وحشُ أظافرِ
يبتزٌّ من عينيكَ رونَقَها الندِي = والدمعٌ فلسفةٌ لقلبٍ صابرِ
والروحُ في جنبيكَ تسطعُ بالهوى = في اللهِ عشقٌ للحبيبِ مخامرِي
يا طيّبَ الإحساسِ أقبِلْ بلسمًا = بالحبِّ فادنُ لا بشيءٍ آخرِ