شعراء أهل البيت عليهم السلام - ضوءٌ... وقلبي مرايا

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
298
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:14 مساءً

عَبّدتُ دَرْبَ الرّوحِ نحوَ رؤاكا = ومَضَيْتُ أملأُ جَرّتي بِسَناكا عَطْشَى يُطارِحُني الحنينُ كأنّما = نارٌ تطارحُ لجةً بِمَداكا ما كانَ يُدْرِكُني التّصَبّرُ كيفَ لا = أُلقِي بِنَفْسِيَ في عُبابِ هَواكا أطْفُو وموجُ الذّكرياتِ يَهُزّنِي = كالطّفلةِ الوسْنى بِمَهْدِ أسَاكا وأغوصُ تتبعُني اللآلئُ نَجْتَلِي = سرًا حميمًا كَنّ في مَعْنَاكا المَدُّ جاءَ بِلَهْفَتِي أمْ لَهْفَتِي = جاءتْ كَمَدٍّ تستعيرُ خُطَاكا قَرِّبْ ضِفَافَكَ تَسْتَرِيحُ نَوارِسِي = التّعْبَى وأشْرِعُ للغناءِ صَدَاكا ضَاقَتْ بِها الآفاقُ إلا فُسْحَةً = للِّانِهايةِ منْ طُفُوفِ إِبَاكا مَشْغُولَةٌ بِالحُلْمِ تَنْسُجُ وَحْيَها = تَنْسابُ خَارِجَ ذاتِها لِتَرَاكا بَلْ خارجِ الأُطُرِ العَتِيقةِ = لم يَعُدْ زَمنٌ ولا أرضٌ بِوِسْعِ أَنَاكا فَتْلامِسُ الحُزنَ الذي يَمْتَدُّ مِنْ = أقْصَى الحَيَاةِ .. وكَونُها عَيْنَاكا حيثُ انْعِتَاقُ الضّوءِ أَشْعَلَ رُوحَها = حتّى تَكَسّرَ لَيلُهَا بِضُحَاكا يُغْرِي بِها وهَجُ الخُلُودِ يَشُدّها = ذاكَ الذي في عَاشِرٍ أغْرَاكا العِشْقُ يَرْسِمُ ما انْمَحَى فِي لَوحَةٍ = ما كانَ يُبْدِعُ مِثلَها إلّاكا ذَبُلَتْ بِها الألوانُ جَفَّ بَريقُها = فَشَرَعْتَ تُنْدِي لَوْنَها بِدِمَاكا وكأنّما خَفَقَتْ بِأنفاسِ الحَيَاةِ = بِنَفْخَةٍ مِنْ عُنْفُوانِ نِدَاكا يا كَفّ بَدْرٍ .. فِي مَجَرّةِ ثَوْرةٍ = كانتْ تُرَتّبُ حَولَكَ الأفْلاكا يا صَبْرَ سُنْبُلَةٍ .. تَفَرّطَ دَمْعُهَا = قَمْحًا ليُبْذَرَ في حُقُولِ جَوَاكا يا جُرْحَ وَرْدٍ .. كَمْ رَوَيْتَ عُرُوقَهُ = فانثالَ شَلّالًا ببوحِ شَذَاكا يا قُرْبَةَ الأحلامِ .. أُهْرِقَ نَبْضُها = والسّهْمُ يا ماءَ الحَيَاةِ سَقَاكا يا خَوْفَ نَرْجِسَةٍ .. تَنَاثَرَ يُتْمُهَا = تَبْكِي لأنّ بُكَاءها أَبْكَاكا مازالَ يَذْرَعُنِي النّداءُ كَمُهْرَةٍ = يَرْتَدُّ عنْ تِصْهَالِهَا عُتْبَاكا مازالَ يَسْكُنُنِي يُؤَثّثُ فِكْرَتِي = أوَليسَ ذاكرةُ الهَوى سُكْنَاكَا مازالَ مقدودًا قَمِيصُ قَصَيدَتِي = هلّا رَتَقْتَ حُرُوفَها بِعُرَاكا تَفْنَى بِكَ الأَرواحُ تَفْتِلُ خَيْطَها = المَعْقُودَ بِالأهْواءِ كي تَحْيَاكا فالموتُ بَيْنَ يَدَيْكَ طَأْطَأُ صَامِتًا = لكأنّهُ لِجَلالِكَ اسْتَحْيَاكا والخُلْدُ تَوّجَكَ المَليكَ فَما يَرى = بَطَلًا يَلِيقُ بِخَافِقَيهِ سِوَاكا لما تَرَكْتَ الخَلْقَ طرًا سَيّدي = اللهُ فِي عَيْنَيهِ قَدْ آوَاكا لكَ يا حُسْينُ يَسِيرُ شَوقِيَ حَافِيًا = آنَسْتُ نَارَ الوجْدِ فِي نَجْوَاكا ها أنتَ ضوءٌ في مرايا خافقي = هلا فَلَقْتَ سَديمَها بِعَصَاكا قَدْ فًتّحَتْ أَبْوابُ وَصْلِكَ سَيّدِي = أَ أعودُ مُنْحَطِمُا بِغِيرِ لُقَاكَا ؟ أَ تُغَلّقُ الآمالُ دونِيَ دُلّنِي = يا خَافِقِي .. أُوّاهُ مَا أَشْقَاكا ! خُذْنِي فَما بَينِي وبَيْنَكَ دَمْعَةٌ = وكأنَّ مَا بينَ الدّموعِ رُقَاكا خٌذني على مَهَلٍ أتيتُكَ مُوجعًا = بلْ كلُّ ما بي مِنْ هُداكَ.. أتَاكا وسأسكبُ الولَهَ المُضَمّخَ في دَمِي = دررًا.. فراشاتٍ تُدلِّهُ ..هَاكا لو أسْتَشِفُ الحاءَ.. لو أدنو بِما = في لوعتي.. لو أدّلي بِرِضَاكا ذَرْنِي لأملأَ جَرّتِي بِسَنَاكا = وأَمُرُّ مَرَّ سَحَابَةٍ بِسَمَاكا وكَما مَواعِيدِ الغَرامِ أبُوحُها = لكَ حِينَ أُصْعَقُ في الوصَالِ فِدَاكَا
Testing