يا هادمَ اللذّاتِ
سنة 2011
زمناً ونورسيَ الصغيرُ يُعاني = لفَّ الشتاءُ جواهُ بالكتمانِ
ما مرَّ بينَ الناسِ دونَ تساؤلٍ = ماذا دعا العصفورَ للهذَيانِ
تتسابقُ الأطيارُ وهْوَ مكبَّلٌ = ما زالَ تمسكُهُ يدُ الأحزانِ
ما زالَ منكسرَ الجناحِ كأنّهُ = قلبي جَفتْهُ محبَّةُ الخلاّنِ
تتسارعُ الخفقاتُ .. طيراً ربّما = أغدو ... وتمسكُهُ يدُ الأحزانِ
كم غادرُوهُ وكَمْ تناسَوا أنَّهُ = أحضانُ قلبي أكرمُ الأوطانِ
يا هادمَ اللذّاتِ زُرْني إنّنِي = ثِقلُ الهمومِ عليهِ قدْ أعياني
يا هادمَ اللذّاتِ كيفَ بكربلا = طوَّقْتَ قلبَ الدينِ بالأكفانِ
وأَخَذتَ عينَي زينبٍ في رحلةٍ = تَتَفَقَّدُ القَتلى بكلَّ مكانِ
وَقَفَتْ بجنبِ الخوفِ تقرعُ بابَهُ = وهُوَ الذي ما همَّ باستئذانِ
سَمِعَتْ خَريرَ الماءِ : لَستَ بِمنعِشٍ = أمسيتَ تجري الآنَ كالثعبانِ
ما زلتَ تجري واللِّواءُ مخضَّبٌ = مِن هَولهِ القمرانُ يضطربانِ
ما زالَ هولُ اليومِ يفطرُ قلبَها = يا هادمَ اللذّاتِ بالأشجانِ
وجهٌ ضَبابيٌّ تخافُ لقاءَهُ = فتلوذُ بالخيماتِ ... بالإخوانِ
بالخيمةِ الحمراءِ لاذَتْ إنّما = أشلاءُ قتلاها بكلِّ مكانِ
هذا عليٌّ بالدماءِ مضرَّجٌ = ولمشهدِ الجسَّام ماجَ جَناني
لكنْ أميرُ القومِ لستُ أرى لهُ = أثراً ليهديَنِي لأيِّ بيان ِ
يا هادمَ اللذّاتِ تدري أنّهُ = مُلقىً على الرَّمضا بلا أعوانِ؟؟
وبرغمِ أنَّ الدمَّ يملأُ وجهَهُ = سيظلُّ مثلَ النجمِ في اللَّمَعانِ
يا هادمَ اللذّاتِ إنّي مبعدٌ = عنّي أيادي الجورِ والأحزانِ
يا نورسي حلِّقْ فليسَ بمانعٍ = إيّاكَ شيءٌ ما عَنِ الطيرانِ
سأظلُّ أُفنِي في الحسينِ دقائقي = (إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ)