علاجٌ بالتضحية ِ
سنة 2011
أتى الإسلامُ كي يشكو الإماما = بيومٍ كانَ لا يقوى السّقاما
وعندَ وصولِهِ استرخى قليلا ً = فدقَّ البابَ، ثم حسينُ قاما
ومُذْ فتحَ الحسينُ البابَ أعشى = عيونَ الدينِ بل شربَ الهياما
فزاد َعلى السقامِ بذا سقامًا = وهل جرحُ الهوى يلقى التئاما
فحيّاهُ التحيةَ في حياءٍ = فردَّ السبط ُقالَ: اطلبْ مراما
فقالَ له وقيذ ٌمن رداع ٍ = أتى يرجو لأسقفِهِ قواما
ولست أنامُ من وجع ٍعنيدٍ = وكيف لذي سقامٍ أن يناما
أتدري أنّني حتى لساني = من الآلامِ لا يقوى الكلاما
فعجّلْ كي تشخِّصَ ثم عالجْ = قبيلَ الموتْ أعتصمُ اعتصاما
فقالَ لهُ: تعالَ ادخلْ فإنّي = أداوي الروحَ لو كانتْ حطاما
ولن تجدنَّ غيري من دواء ٍ = يصيرُ الداءُ من دوني عقاما
كأنك أفقعٌ أو أنَّ شخصًا = أرادَ البغيَ فانتقمَ انتقاما
تغنجْ في المطالبِ مثلَ سهم ٍ = أصابَ مناهُ أن وثبَ الخطاما
فإنْ تكُ في سُعار ٍخذْ بلحمي = فقطِّعْهُ عسى يمسي طعاما
وأنزفْ كلَّ دمّي كي تُروِّى = إذا بلغَ الصَّدى فيكَ اضطراما
وإن يكُ عظمُكَ السامي كسيرًا = وكنتَ تريدُ جبرًا والتحاما
وكانتْ شوصة ٌأو رثّة ٌفي = ضلوعِكَ حيثُ أوشكَتِ انفصاما
فدسْ بالخيلِ جسمي فوقَ صخر ٍ = وفصِّلْهُ يكونُ بذا عظاما
وإنْ نجّتْ جروحُك دونَ وقفٍ = فجلدي اسلخْ يكونُ بذا لثاما
وإنْ تكُ أصلعاً شعري جُفالٌ = فقمْ واحلقْ بأمواس ٍجماما
وإنْ تكُ من شغا الأضراسِ تشكو = ومن قَلَح ٍ، ومن هَتْم ٍ دعاما
فبالمخصرَّةِ الأسنانَ كسِّرْ = وخذْ من ظَلْمِها حتى رضاما
وأنفُكَ إنْ بهِ خَشْمٌ وخَرْمٌ = فخذْ أنفي عسى تقوى اشتماما
وإنْ تكُ من عَشَا الإبصارِ تشكو = ومن جَهَر ٍوقد أمسَتْ صماما
أو استعصى الكُبادُ أو القُدادُ = وأبلتْ ذبحة ٌفيكَ النُّعاما
أو استطغى بقلبِكَ كلُّ داءٍ = فلا تخشى فإنّ لِيَ انتحاما
ولا تحزنْ إذا جادَتْ عيوني = وما دامتْ إذا ربّي أداما
فخذْ عيني وخذْ نحري وحشوي = وصوِّبْ لانتزاعِهِمُ السّهاما
وإنْ بَلَغَ الصداعُ بكَ انبجاسًا = فخذْ رأسي عن الجسدِ اقتساما
وإنْ تشكُ من البردِ الشديدِ = ولم تلقَ ثيابًا أو ضراما
فجرِّدني من الثوبِ الزهيدِ = وخذْهُ ربَّما يكفيكَ عاما
وإنْ كانَتْ يداكَ بها اعتلالٌ = فهاكَ يديّ قطِّعْ خُذ ْحساما
وهذا غيضُ فيض ٍيا حبيبي = وسامحني لتقصيري إذا ما
ومذْ سمعَ النصيحة َمن حسين ٍ = أحسَّ الدينُ أنَّ بذا أثاما
فردَّ عليهِ ما التقصيرُ تعني؟ = فمثلُكَ ينبغي ألا يُلاما
فلو أدري بقتلِكَ ذا علاجي = لَمَا جئتُ وأحتملُ السقاما
فليتَ لنا من المكتوبِ شيئًا = يقدِّم أو يؤخِّر وانعداما
فسامحْني وسامحْني حسينٌ = علاجي سوفَ ينتهكُ الذماما
وإنَّ أميةً ليست تراعي = بدينِ اللهِ كُرهًا أو حراما
ولكنّ الإلهَ بنى مقامًا = إذا استُشْهِدْتَ تمتلكُ المقاما