شعراء أهل البيت عليهم السلام - رَضيعٌ يُرَتِّلُ نَوحَ العِراقِ

عــــدد الأبـيـات
22
عدد المشاهدات
160
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:47 مساءً

أراكَ أيا حُسينُ رُؤاكَ طفُّ = لأقرَأَ منْ رَضيعِكَ فهو نزْفُ كأنَّ عُروقَ عاشِرِكَ امتِدادٌ = عَلى جَسَدِ العِراقِ فهَلْ تجفُّ ؟ وَألوية ٌتخادِعُ للمَرايا = نَتوهُ بلونِها فيعودُ خوفُ فبوصَلةُ الجُيوشِ بلا جِهاتٍ = فيَسْألُ قَذفُها وَيُجيبُ حَتفُ قراصِنةُ الدِّماءِ تَجوبُ بَرَّاً = لِتقْتلِعَ العُيونَ وَما يَرِفُ وَأشْرِعَةُ المَكائدِ دونَ سَقْفٍ = كأنَّ فِخاخَها مَطرٌ وعَصْفُ وَحينَ تَلذَّذوا بِجُنونِ دَم ٍّ = تَنافرَتِ الأكُفُّ وَماتَ صَفُّ غَدَتْ أشْلاؤهُمْ كَدُمىً رَموها = بِمُفترَقِ الطريقِ وَلا تَكُفُّ تُعاهِدُ غَدْرَها وَتَطوفُ سَبْعاً = عَلى وَطَنِ الكَرامَةِ تَسْتَخِفُ وَدِجْلةُ ماؤهُ مَزَجوهُ زيفَاً = لِتَسْكَرَ فِتْنَةٌ وَيَلَذَّ غَرْفُ تهاوَتْ ضِفتاهُ مَعَ اغتِرابٍ = فَهلاّ تَلتَقي كَفٌّ وَكفُّ رَضيعُكَ ياحُسينُ يُعيدُ جُرحَاً = هُناكَ إِلى العِراق يَلوذُ طَرْفُ وَمِنْ نَحْرِ الرَّضيعِ جَرى فُراتٌ = فَنِصفٌ كَربَلاءُ وَسارَ نِصْفُ تُخَضِّبُكَ السُنونُ أيا عِراقٌ = يُصاحِبُ شَمْسَكَ العَذْراءَ كَسْفُ صِغارُكَ تَسْتريحُ بِحُضْنِ فَجْرٍ = تُسَرْبِلُها الدِّماءُ فَكيفَ تَغْفو ؟ كَأجْنِحَةِ الحَمائمِ أينَ تَمْضي = يُعاقِبُها الفَضاءُ وَما يَلِفُّ ؟ لَقَدْ وَأَدوا بَراءَتَها جِهارَاً = إلى عَتَباتِ بارِئها تُزَفُّ فَلا أَمَلٌ يُناظِرُ مُقْلتَيْها = فَطوقُ مَلاذِها وَجَعٌ وَكَهْفُ يُطارِدُها العَذابُ كَما سَرابٍ = تُصَعِّرُ خَدَّها أَيَلوحُ لُطْفُ ؟ تُشاطِرُها الدُّموعُ بُكاءَ أَرْضٍ = عَلى أحْلامِها سَيُمَدُّ خَسْفُ وَتَصْهرُها الخُطوبُ كَشَمْعِ عُرْسٍ = رِياحُ الموتِ لِلأطفالِ عَزْفُ يُحاصِرُها السَّوادُ كَما رَهينٍ = يُقادُ إلى الرَّحيلِ وَغابَ عَطْفُ
Testing