شعراء أهل البيت عليهم السلام - فداكَ الروحُ

عــــدد الأبـيـات
36
عدد المشاهدات
141
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:00 مساءً

فِداكَ الروحُ من نحرٍ خَضوبِ = تَبَلّجَ تحتَ أنصالِ الخطوبِ فِداكَ الروحُ من جسمٍ تفرّى = على البطحاءِ مهدومَ الجُنُوبِ تجودُ عليهِ أبكارُ المآقي = بهامي الدمعِ كالجفنِ الحَلوبِ تمرُ السافِياءُ عليهِ حزناً = لتمضي عنهُ ساهِجَةَ الهُبوبِ وترشِقُهُ سِهامُ الشمسِ عشقاً = وتأفلُ فيهِ حمراءَ الغروبِ رمتكَ فوادحُ الأيامِ قهراً = وكان سخاؤُها لكَ في الكُروبِ فساقتْكَ المنونُ لبطنِ وادٍ = وقد ضاقَتْ بهِ رحبُ الدروبِ وعِسلانُ الفلاةِ بكَ استدارَتْ = كدورانِ الرحاةِ على الحبوبِ لتملأَ مِنْكَ أكراشاً جِوافاً = وتُطعِمَ مِنْكَ ذا جِرْبٍ سَغوبِ وقفتَ تُقارعُ الأرزاءَ فيها = عَصيَّ النحرِ للسيفِ العَضوبِ فما هِبتَ المقانبَ حينَ دارَتْ = هَزالِجُها عليكَ بلا لُغوبِ فأنتَ وليدُ رئبالٍ هصورٍ = وأنتَ الشبلُ من ليثٍ غَضوبِ وأنتَ ابنُ المجرَّبِ في الدواهي = وأنتَ سليلُ خوّاضِ الحروبِ إذا اصطكَّتْ أسنَّتُها لهيجٍ = وثارَ النَقْعُ مِن وَطْءِ السُّهوبِ وجلجلَ لَجْبُها وبها تعالى = صليلُ السيفِ في يومٍ صَخوبِ وقُطَّبَتِ الجِباهُ الغرُّ فيها = وإنَّ الحربَ دائمةُ القُطوبِ رآكَ القومُ مُبتسماً بشوشاً = وفي الهيجاءِ مختَبَرُ القلوبِ قَلَبْتَ نهارَها ليلاً عَمَاساً = بقانٍ فاضَ بالثجِّ الصَّبوبِ شُغِلْتَ بريِّ سيفِكَ بالنواصي = وَهُمْ شُغِلوا بأحوالِ الهروبِ فصارَ عويلُ شجعانِ الأعادي = كصوتِ الصَّلْقِ من قِطعِ السُّروبِ غَزاها خاطِفٌ فَلَوَتْ فِراراً = إلى البيداءِ عَنْ رتعِ القُنوبِ فِداكَ الروحُ إذ أبلَيتَ فيها = وكنتَ لرُزْئِها حَسُنَ العُظُوبِ فصِرتَ وأنتَ من بينِ الأعادي = كجلمودٍ من السيلِ الزَّعُوبِ حَوتْكَ رِماحُهُمْ من كلِّ حَدْبٍ = وأزهفَ طَعْنُهم من كلِّ صوبِ وأزلَفَتِ السيوفُ إليكَ ظَمْأى = وأزعَفتِ المخارصُ في الثُّروبِ وأرهَقَكَ الظمى والغُلُّ فيها = فصرتَ تنوءُ في ثِقْلٍ وحَوْبِ فوا لهفي عليكَ ذبلتَ منها = ذبولَ الزَّبْرَقانِ من الشحوبِ صَبرتَ بها وأنتَ بلا عضيدٍ = ليدرأَ عنْكَ نازلةَ النُكوبِ وترمقُ صفوةَ الأصحابِ خَرّوا = بها صرعى على حرِّ الجَبُوبِ إذا الأوتادُ مِيطَتْ عن خِباءٍ = يخرُّ وإنْ تَسلَّحَ بالصُقوبِ هَويتَ مُجدَّلاً والخدُّ أمسَتْ = وسادَتُهُ بصاهرةِ العَدُوبِ فكيفَ رأتْكَ فاطمُ بالفيافي = تُسَلِّبُكَ العِدى من كلِّ ثوبِ وكيفَ رأتكَ حينَ أتاكَ شِمْرٌ = يُدنِّسُ طُهْرَ صدرِكَ بالقَسُوبِ يُهبِّرُ سيفُهُ الأوداجَ بُغضاً = ونحرُكَ مثلُ ميزابٍ شَخوبِ وجَازَتْ فوقَ صدرِكَ باغياتٍ = بناتُ الأعوجيّةِ والسُّنُوبِ وكيفَ رأتْكَ بالرمضا ثلاثاً = ورأسُكَ فوقَ أنصالِ الكُعوبِ
Testing