موجةٌ من سُلالةِ (لا)
سنة 2011
حسبي من الكلماتِ الحُمْرِ مقتطفُ = حرفانِ في كرب (لا)ءَ : اللامُ والأَلِفُ
أدغمْتُ عَبْرَهُمَا روحي مُصاهَرَةً = حتَّى تماهى بذاتِ الجمرةِ التَّلَفُ
وقلتُ : يا نارُ كوني الآنَ قنطرَةً = إلى السماءِ التي يفتضُّها الشَّرفُ
قد ترتمي أحرفُ الدُّنيا مُعَوَّقَةً = لكنَّ (لا) بشموخٍ واثقٍ تَقِفُ
يا شذرةً من قواميسِ النِّضالِ زَهَتْ = وخيرَ ما أجَّجَتْهَا الألسنُ / الصُّحُفُ
هِيَ اشتعالُ زفيرٍ ، وامتدادُ رؤًى = مازالَ منها صدى الأحرارِ يغترفُ
سحابةٌ تحملُ التاريخَ في دَمِهَا = طافتْ بأسرارِ من ضَحُّوا وَمَنْ نَزَفُوا
مِنَ الأذانِ أطلَّتْ مِنْ قداستِها = شهادةً برؤى التوحيدِ تعترفُ
تلاحَمْتْ صُورٌ شتَّى لهيبتِهَا = أيقونةٌ عن طيوفِ الكونِ تختلفُ
كانتْ على شكلِ فأسٍ حينما انهمرَتْ = أيدي النَّبيينَ ، والأوثانُ تنكسِفُ
والفلسفاتُ أحاطتْهَا بأعيُنِها = كأنَّها لؤلؤٌ قدْ ضمَّهُ صَدَفُ
وعندما احتضنتْ ثغرَ الحسينِ غَدَتْ = حقيقةً في مُصَلَّى الفِكْرِ تعتكفُ
ما قالها فيضَ أهواءٍ مبعثرةٍ = بَلْ خطَّهَا فكرةً تسمو بها الغُرَفُ
الرفضُ أحفورةٌ في بطنِ أزمنةٍ = مَنْ ذا يَرى بُعْدَهَا النائي ويكتشفُ ..؟
والرفضُ زلزلةٌ محَشْوةٌ فزعًا = فالصَّولجانُ معَ التيجانِ يرتجفُ
ما اخترتُ إلاكَ يامولايَ مُنْعَرَجًا = حتَّى تبسَّمَ لي في أفقِهِ الهَدَفُ
مَزَّقْتُ أوراقَ تقويمِ الخريفِ لكي = أراكَ خلفَ المدى .. تزهو وتزدَلِفُ
لا أقبلُ الوَقْتَ ساعاتٍ محنطةً = ولنْ أراكَ إذا لم تخْشَعِ السُّقُفُ
يحلو المسيرُ إليكَ ، القلبُ بوصلتي = وملءُ زوَّادَتي الأشواقُ والشَّغَفُ
وأنتَ ذاتي .. مسافاتي مُعَبَّاةٌ = بالمستحيلِ ، وبالآلامِ تنرصِفُ
يا أيُّها الوَتَرُ المُرْخَى على هُدُبي = لحّنْتُ رؤياكَ حيثُ النُّورُ ينعزفُ
جسمي وثوريّةُ الإيقاعِ مُتَّحِدٌ = وجهي بسيماءِ طينِ النَّارِ يتَّصِفُ
خُلِقْتُ أبيضَ ، والنسرينُ مُعْتَقَدِي = لكنَّ بي غيمةً سوداءَ تلتحِفُ
والطفُّ مائيَّةُ الأسرارِ ، يا عجبًا = سيَّانِ أظمأُ في الذِّكرى وأرتشفُ
يا مَنْ تزيَّا بأقداسٍ مُطَرَّزَةٍ = سِحْرًا توحَّدَ فيكَ الطَرْفُ والطَّرَفُ
هذي النخيلُ التي في جوفِنا انغرستْ = تسمو إليكَ ، وها جنحانُها / السَّعَفُ
والبحرُ ينحازُ للثٌّوارِ مُنتفضًا = مدًا إلى جهةِ الأحداثِ ينعطفُ
ما يومُكَ الملتظي يومًا نكابدُهُ = ريحًا تهبُّ علينا ثمَّ ننجرفُ
بل نقطةُ البدءِ تكوينًا وبسملةً = كأنَّنا الآنَ في تاريخِنا نُطَفُ
ننمو مَعَ الطفِّ أعراقًا مُشَجَّرَةً = مَهْمَا اختلفْنَا فبالأشجان ِنأتلفُ
ميلادُنا حيثُما تنهلُّ صاعقةٌ = وأينَما ترتمي الأهوالُ والكِسَفُ
حتى إذا ما احتوانا حضنُ مَدْرَسَةٍ = ننسى الحروفَ ، وتبقى اللامُ والألفُ