عشقتُكَ في الآفاقِ
سنة 2011
عَشقتُكَ فِي الآفاقِ قُطباً ومِحورا = فأوقدْ لِي الأيامَ بالحزنِ مِجمرا
وصُغتكَ مِن دَمعِ المُحبينَ مَأتَماً = رقيتُ بهِ فوقَ المجرةِ مِنبرا
وعشتكُ آلاماً إذا ما نكأتُها = أتيتُ المنايا هازئاً مُتبخترا
تَأوَّهَ قلبِي عند ذِكراكَ لَوعةً = فكادَ من الآهاتِ أنْ يتفطّرا
ومدّتْ له الدنيا كفوفاً تبعثرتْ = عَلى رَاحةِ التاريخِ وُسطى وخُنصرا
مصائبُ يَسبِي أعينَ الدهرِ هَولُها = فترجو بأنَهارِ الدُّموعِ التَحرُرا
تسيلُ على خَدِّ الحياةِ مراجِلاً = فتحفرُ فِي وادي المحاجرِ أنْهرا
أتيناكَ أفواجاً نَحجُّ لِمشعَرٍ = أقمتَ بهِ قلبَ الموالينَ مَشعَرا
وطُفْنَا بأشلاءِ الضحايا تَقودُهمْ = إلى المجدِ والعلياءِ نصراً مُؤزرا
وجئناكَ من خلفِ الغيوبِ جحافلاً = نَمدُّ لكَ الأشواقَ جِسراً ومَعبرا
ولكننا فِي رحلةِ الشوقِ خانَنا ال = مسيرُ المُدمَّى فامتطيناهُ قَهقَرى
نسجْنَا على ذكراكَ ألفَ حكايةٍ = وخِطنا بِها حولَ الأساطيرِ مِئزرا
حصرْنَاكَ في دمعٍ تدفّقَ سيلُه = بثغرِ خَطيبٍ ينفُثُ الدمعَ أحمرا
رآكَ بِمحرابِ الدموعِ جنازةً = على نَهرِها المَكلومِ صلّى وكبّرا
يُبالغُ فِي رسمِ التصاويرِ ظِنةً = بأنْ نَتلقّى السبطَ رَسماً مُصوَّرا
ويَفتكُ بالتأريخِ فَتكَ مُزوِّرٍ = فلا نُبصرُ التأريخَ إلا مُزوَّرا
ولكنّنا في مشهدِ الطفِّ عاصفاً = وجدناكَ من كُلِّ الأحاديثِ أكبرا
وجدناكَ نِبراساً يُزِيحُ ضياؤهُ = ظلامَ عقولٍ لمَ يزلْ مُتجذّرا
وجدناكَ فِي ليلِ الخُنوعِ مَشاعلاً = تُمدُّ لتَهدِي تائهاً مُتحيّرا
أيا أملَ الأحرارِ : تَمتدُّ أعصرٌ = وثورتُكَ الحَمراءُ تَمتَدُّ أعصُرَا
ويا مُوقِظَ الجيلِ الجديدِ قذائفاً = إذا في ظلامِ البَغي حَاصَرَها الكرى
ويا لُغةَ الثوارِ حِينَ تَخونُها = معاجِمُها فِي حَومَةِ الثأرِ مَصدَرا
فتلقاكَ أستاذاً يَخطُّ يَراعُهُ = لها الدربَ لَحْباً إنْ تكفّأَ فِي السُرى
وتَبنِي على هامِ الزمانِ شَوامخاً = هيَ النورُ والعَلياءُ والمجدُ للورى
تَحدَّثْ أبا الأحرارِ كيفَ بغابةٍ = بِها الليثُ غَضباناً على الأُسْدِ زَمجَرا
وكيفَ تراءى الموتُ ما بينَ عينهِ = زُؤاماً ، وللموتِ المحُاصرِ شَمَّرا
رأى صحبَهُ صَفاً يَسيرونَ للوغى = عُجالَى ، وداعي الموتِ فِي الأُفقِ كَبَّرا
فثارَتْ بهِ من هاشمٍ عَبقَريةٌ = أعادَتْ إلى الأذهانِ فِي الحَربِ حَيدَرا
وخيبرُ تبدو من طيوفٍ بعيدةٍ = وحيدرةٌ يَدحو بِها بَابَ خَيبرا
تكالبَتِ الأعدا عليكَ فَهالَها = ثباتُكَ فِكرَاً واضِحَ النهجِ نَيِّرا
فأنتَ وصمصَامُ المنيةِ تَوأَمٌ = تَحَدَّرَ مَبهُورَاً وَحلّقْتَ مُبهِرَا
إلى أنْ أصَابَتْكَ المنونُ بسهمِها ال = مُثلَّثِ لَمْ يُخطِئْ لقَلبِكَ مَعبَرا
لكَ اللهُ مَذبوحاً يَئِنُ منَ الظما = وفِي قلبِهِ نَهرٌ منَ الدمِ فُجّرا
تَجولُ عليهِ الخيلُ عَدوَاً ، فَصَدرُهُ = وقدْ كانَ مِحرابَ النبوّةِ – كُسِّرا
سَلامٌ على جِسمٍ عَفِيرٍ بِقَتلِهِ = فؤادُ عليٍّ لوعةً قد تَعفّرا
سلامٌ على رأسِ الحُسينِ على القنا = سلامٌ على جِسمِ الحُسينِ على الثرى
فوَ اللهِ لَو يبكيكَ بَحرُ دموعِنا = لَمَا كانَ وَفَّاكَ النَّجِيعَ الذي جَرى