وُقوفاً على وَجَعِ الطفِّ
سنة 2010
وَقَفَتْ كأنَّ النحْرَ يَسْكبُ دَمْعَهَا=آياً وَمِحْرَابُ الشهَادَةِ يُلهِمُ
سَجَدَتْ وَقِبلتُهَا الدِّمَاءُ وخَلفهَا=سَجَدَ الغرُوبُ إلى الضُّلوع تُيَمِّمُ
لَمْ تعْرفِ الأنَّاتُ لونَ مَآتمٍ=للحُزنِ إلا حينَ جَفَّتْ أنجُمُ
وعَلى وُجُوهِ الغيمِ .. مَلحَمَةُ الرُّؤى=رَسمٌ ومِنْ مِثلَ المَلائِكِ يَرسِمُ
نَحوَ ارتمَاءِ الطرْفِ يَتّجِهُ المَدَى=وإلى مَواجعِ كرْبَلا يَتقدَّمُ
حَيْثُ السَّمَاءُ تهشّمَتْ أفلاكُهَا=والريحُ صَمْتٌ والأهِلَّةُ تُقسِمُ
لو أنّهَا عَلِمَتْ بأنَّ وُجُودَهَا=في الكونِ آلامَ الطفوفِ يُترجِمُ
لمَحَتْ ضياءَ وُجُودِها وتنزَّلَتْ=ظِلاً عَلى وَجهِ الظلامَة تظلمُ
قِفْ عِندَ مَاءِ الطفِّ دَمْعاً طاهِراً=واسْألْهُ هَلْ وَرَدَ الشهيدُ الأعْظمُ
واسألْهُ عَن كَبدٍ تقطّعَ حينمَا=بالسَّهمِ صَوَّبَهُ اللعينُ الأشأمُ
قِفْ واسْألِ الشمْسَ التي كُسِفَتْ وقُلْ=هَل كان يَدري بالمُصابِ مُحَرَّمُ؟
هَل كانَ يُدركُ أن عَاشرَ قصَّةٌ=فيها نُفوسُ بَني النبوَّةِ تُظْلَمُ
وَيَجيءُ مِن وَجَعِ السَّمَاءِ ندَاؤُها=جبريلُ بالقلبِ الأليمِ يُسلِّمُ
تبكي الشُّموسُ عَلى ضِفافِ غُروبِها=ونَسيمُ مَاءِ الفَجرِ يُشعلُهُ الدَّمُ
دَمُ كربَلاءَ .. دَمُ الحُسينِ مُعَظماً=دَمُ قِبلةِ التاريخ حُزناً تلطمُ
مِحْرابُهُ رَزقَ السُّكونَ صَبَابةً=وإليهِ تتّجهُ القلوبُ وتحْرمُ
فلذا يُردِّدُهُ الزمَانُ برُوحِهِ=ولذا ترَتِّلُهُ الرُّؤى فتُتَرْجَمُ