سَيِّدُ الإِبَاْءِ
سنة 2010
تَحْتَاْرُ فِيْ كُنْهِكَ الأَمْلاكُ وَالبَشَرُ = تَتِيْهُ فِيْ وَصْفِكَ الآيَاْتُ وَالسُّوَرُ
قَدْ صِرْتَ فِيْ سَاْحَةِ الأَحْرَاْرِ سَيِّدَهَاْ = وَفِيْ دُجَىْ اللَّيْلِ أَنْتَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ
أَقْنِعَةُ الفُحْشِ قَدْ عَرَّيْتَ زِيْنَتَهَاْ = فَأَصْبَحَتْ مِنْ دَنِيْءِ القُبْحِ تَسْتَتِرُ
حَاْرَبْتَ بِالدَّمِّ جُنْدَ الكُفْرِ مُنْتَصِرَاً = وَالدَّمُّ إِنْ وَاْجَهَ الطُّغْيَاْنَ يَنْتَصِرُ
تَظَلُّ إِنْ يُذْكَرِ الإِبَاْءُ مُنْفَرِدَاً = وَتَنْتَهِيْ عِنْدَكَ الأَخْبَاْرُ وَالسِّيَرُ
فَعِزُّكُمْ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ مُنْبَثِقٌ = وَنُوْرُكُمْ مِنْ ضِيَاْءِ العَرْشِ مُنْحَدِرُ
مِنْكَ عَظِيْمُ الهُدَىْ وَالرُّشْدِ مُنْبَعِثٌ = وَفِيْ ثَرَىْ مَجْدِكَ الأَحْرَاْرُ قَدْ بُذِرُوْا
فَأَنْتَ كَالشَّمْسِ تُهْدِيْ الكَوْنَ أَنْوَاْراً = وَأَنْتَ كَالْبَحْرِ في أَعْمَاقِكَ الدُّرَرُ
***
سَطَّرْتَ فِيْ كَرْبَلاْ بِالدَمِّ مَأْثَرَةً = قَدْ حَاْرَ فِيْهَاْ القَضَاْ والغَيْبُ وَ القَدَرُ
رَغْمَ الرَّزِيَّاْتِ لَمْ تَخْضَعْ وَلَمْ تَرْكَعْ = كَمِثْلِ أَيُّوْبِ مِنْكَ الصَّبْرُ يَنْهَمِرُ
تُضَمِّدُ الجُرْحَ بِالآهَاْتِ وَاْ أَسَفِيْ = تَقُوْلُ صَبْرَاً فَهَذَاْ المَوْتُ يَنْتَظِرُ
فَعَسْكَرُ الفِسْقِ مَاْ رَاْعُوْا لَكُمْ حُرَمَاً = كَأَنَّهُمْ لْوَصَاْيَاْ الرُّسْلِ مَا ادَّكِرُوْا
قَدْ نَاْصَبُوْكَ العَدَاْ حِقْدَاً فَيَاْ عَجَبَاً = مِنْ أُمَّةِ العُرْبِ قَدْ أَوْدَىْ بِهَاْ السَّكَرُ
بَقِيْتَ فِيْ حَوْمَةِ الهَيْجَاْءِ مُنْفَرِدَاً = وَمِنْ سُيُوْفِ العِدَاْ يَطَّاْيَرُ الشَّرَرُ
تَصِيْحُ فِيْهِمْ بِوَعْظٍ ضَاْعَ سَاْمِعُهُ = قُلُوْبُهُمْ قَدْ عَمَتْ فَلَيْسَ يَنْزَجِرُوْا
قَدْ أَضْمَرُوْا الشَّرَّ فِيْ قُلُوْبِهِمْ ظُلْمَاً = بِخَاْمِسِ الآلِ – ثَاْرِ اللهِ – قَدْ غَدَرُوْا
مِنْ كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ قَدْ أَحَاْطَ بِهِ = جَحَاْفِلٌ يَخْتَفِيْ فِيْ هَوْلِهَاْ الأَثَرُ
قَدْ قَطَّعُوْا جِسْمَ سِبْطِ المُصْطَفَىْ إِرَبَاً = فَسَاْلَ دَمُّ الإِبَاْ كَأَنَّهُ المَطَرُ
وَفَاْضَت الرُّوْحُ تَمْضِيْ نَحْوَ بَارِئِهَاْ = فَضَجَّت الأَرَضُ وَالأَفْلاكُ وَالدِّيَرُ
***
اَلْجِسْمُ فِيْ نَيْنَوَىْ الأَطْيَاْرَ يُؤْنِسُهَاْ = وَإِنْ أَتَىْ اللَّيْلُ لَهْوَ الدِفْءُ وَالسَّمَرُ
وَالرَّأْسُ فَوْقَ القَنَاْ قَدْ طَاْفَ أَمْصَاْراً = فَمِنْ سَنَاْ نُوْرِهِ تَحَيَّرَ النَّظَرُ
يُسَبِّحُ اللهَ حَتَّىْ بَعْدَ مَنْحَرِهِ = مِنْ ثَغْرِهِ تُقْرَأُ الآيَاْتُ وَالسُّوَرُ
يُكَفْكِفُ الدَّمْعَ بالنَّسْمَاْتِ فِيْ شَجَنٍ = حَرَاْئِرُ الآلِ بِالأَسْيَاْطِ تُؤْتَمَرُ
سُكَيْنَةٌ تُطْلِقُ الآهَاْتِ بَاْكِيَةً = وَزَيْنَبٌ دَمْعُهَاْ كَالسَّيْلِ يَنْحَدِرُ
هَذَاْ المُصَاْبُ يُمِيْتُ الرُّوْحَ، يُشْعِلُهَاْ = وَنَاْرُهُ فِيْ سُوَيْدَاْ القَلْبِ تَسْتَعِرُ
فَكُلُّ حُرٍّ دَمَتْ عَيْنَاْهُ مِنْ كَمَدٍ = وَانْشَقَّتِ الأَرْضُ حُزْنَاً وَدَمَىْ المَدَرُ
لَمْ يَرْفَعُوْا الرَّأْسَ فَوْقَ الرُّمْحِ بَلْ رَفَعَوْا = عِلْمَ الكِتَاْبِ وَمَاْ جَاْءَتْ بِهِ الزُّبُرُ
لَمْ يَسْحَقُوْا الصَّدْرَ بِالْعَوْجَاْءِ بَلْ سَحَقُوْا = قَلْبَ النَبِيِّ فَلَيْسَ القَلْبُ يَنْجَبِرُ
سَيَحْكُمُ اللهُ فِيْهِمْ فِيْ المَعَاْدِ غَدَاً = مَأْوَاْهُمُ بَعْدَ حُكْمِ اللهِ هُوْ سَقَرُ
***
حَيَاْتُنَاْ قَدْ غَدَتْ مِنْ ذَاْ المُصَاْبِ جَوًىْ = قُلُوْبُنَاْ فِيْ تُرَاْبِ الوَجْدِ تَعْتَفِرُ
لِلْمَوْتِ نَبْقَىْ شَرَاْبَ الهَمِّ نَجْرَعُهُ = وَدَمْعُنَاْ مِنْ غَمَاْمِ العَيْنِ يُعْتَصَرُ
حَتَّىْ نَرَىْ صَاْحِبَ الثَّاْرَاْتِ مُنْتَقِمَاً = ذَاْكَ الَّذِيْ بِإِزَاْرِ الثَأْرِ يَأْتَزِرُ
نَدْعُوْهُ فِيْ لَوْعَةٍ طَاْلَ غِيَاْبُكُمُ = أَقْبِلْ عَلَيْنَاْ فَإِنَّ القّلْبَ مُنْفَطِرُ
مِنْ دُوْنِكُمْ شَمْلُنَاْ قَدْ صَاْرَ أَشْتَاْتَاً = لِلْقَاْئِدِ الحَقِّ إِيْ وَاللهِ نَفْتَقِرُ
يَرُدُّ مَهْدِيُّنَاْ وَالقَلْبُ مُنْثَلِمٌ = صَبْرَاً فَعَمَّاْ قَرِيْبٍ يَصْدُقُ الخَبَرُ
صَبْرَاً أَيَاْ شِيْعَتِيْ فَاللهُ مُمْتَحِنٌ = وَالمُؤْمِنُوْنَ بِطُوْلِ الصَّبْرِ يُخْتَبَرُوْا
فَلْتَجْعَلُوْا الصَّفَّ كَالْبُنْيَاْنِ، وَالْتَحِمُوْا = حَتَّىْ يُقَاْلُ بِأَنَّ العَظْمَ يَنْكَسِرُ
وَلْتَزْرَعُوْا القَلْبَ صَبْرَاً قَلَّ زَاْرِعُهُ = فَصَبْرُكُمْ بَذْرَةٌ وَمَطْلَعِيْ الثَّمَرُ
رُغْمَاً عَنِ الظُّلْمِ وَالظُّلاَّمِ، قَاْنُوْنٌ: = لا بُدَّ لِلْحَقِّ أَنْ يَعْلُوْ، وَإِنْ كَثَرُوْا
***
حُسَيْنُ يَاْ سَيِّدِيْ تَظَلُّ مُؤْتَلِقَاً = وَكُلَّمَاْ مَرَّتِ الأَزْمَاْنُ تَزْدَهِرُ
تَبْقَىْ أَيَاْ خَاْطِفَ الأَمْجَاْدِ فِيْ صِرْحٍ = مُشَيَّدٍ لِلْعُلاْ أَنْوَاْرُهُ زُهَرُ
كَمْ حَاْوَلُوْا مِنْ قَدِيْمِ الدَّهْرِ وَاجْتَهَدُوْا = كَيْ يُطْفِئُوْا نُوْرَكُمْ وَاللهِ مَاْ قَدِرُوا
لَمْ يَعْلَمُوْا إِنَّمَاْ الخُلُوْدُ لازِمُكُمْ = وَأَنَّ مِنْكُمْ نَمِيْرَ الْخُلْدِ يَنْفَجِرُ
فَأَنْتَ نُوْرٌ عَلَىْ نُوْرٍ عَلَىْ نُوْرٍ = وَمِنْكَ يَاْ سَيِّدِيْ يُنَوَّرُ البَصَرُ
يَاْ سَيِّدِيْ كِذْبَةُ الفَنَاْءِ تَسْحَقُهَاْ = وَكِذْبَةُ المَوْتِ فِيْ كَفَّيْكَ تَنْدَثِرُ
حَقَّقْتَ نَصْرَاً عَلَى التَّاْرِيْخِ فِيْ مَجْدٍ = فَصَاْرَ لِلنَّصْرِ مِنْ أَمْجَاْدِكُمْ صُوَرُ
فَمَاْ عَسَىْ – سَيِّدِيْ – الأَحْرَاْرُ إِلا أَنْ = يَسْتَلْهِمُوا النَّصْرَ مِنْكُمْ ثُمَّ يَصْطَبِرُوْا
يُوَجِّهُوا رَحْلَهُمْ لأَرْضِكُمْ شَوْقَاً = لِبُقْعَةِ الطَّفِّ – شَوْقَاً – يُقْصَدُ السَّفَرُ
كَيْ يَنْهَلُوْا مِنْ فُرَاْتِ العِزِّ عَبَّاْسٍ = مِنْ وَاْفِيِ العَهْدِ دَوْمَاً تُأْخَذُ العِبَرُ
وَبَعْدَهَاْ يَغْرِفُوْا مِنْ نَبْعِكُمْ غُرَفَاً = يُجَدِّدُوْا العَهْدَ فَالذُّنُوْبُ تُغْتَفَرُ
كَأَنَّمَاْ سَعْيُهُمْ مَاْ بَيْنَ قَبْرَيْنِ = كَلَوْحَةٍ مِنْ بَدِيْعِ الفَنِّ تُبْتَكَرُ
كَأَنَّهُ الحَجُّ وَالعَبَّاسُ مِيْقَاْتٌ = وَالبَيْتُ أَنْتَ لَكَ الحُجَّاْجُ يَعْتَمِرُ