قافيةُ الهائمينَ
سنة 2010
عَفرتُ في نحرهِ المنحورِ ناصَيتي = وقد أقمتُ بهِ فرضي ونافلتي
سرادقُ النورِ طافَتْ حَولَهُ وسَعى = مزمارُ داودَ والناعي مُخيّلتي
وجنّة ُ الخُلدِ والمَأوى بما احْتَوَتَا = قد آزرونيَ في تتويج ِأمسيتي
إذ الملائكة ُالنوراءُ دَيدَنُهَا = نَصبُ العَزاءِ فما أعذارُ قافيتي
وقد تفجَّرَتِ الآياتُ باكية ً = معَ الدماءِ فذابَتْ فيهِ مَوهِبتي
منهُ اتَّخَذْتُ بُراقاً للعَروج ِفَمِنْ = هنا تُحلِّقُ أفكاري بأجنحتي
حيثُ البنفَسجُ أفقٌ لاحَ من دَمِهِ = ليذرفَ الشمسَ تمهيداً لخارطتي
مسيرةً أرتوي من فيضِ مَنبعِها = فسدرةُ المُنتهى تبدو لبوصلتي
صلّى المَليكُ على من قلبُهُ لغة ٌ = للوالهينَ فما أحلاكَ يا لغُتي
في كربلاءَ بدَاياتي قد انعَقدَتْ = فكانَتِ الجَولة ُ العَصماءُ خَاتمتي
شيّعتُ بالصدرِ آثارَ الأكفِّ ولم = أعبأْ بصَدريَ إنَّ اللطمَ تَذكرَتي
إلى العراقِ الذي ما دِيسَ جَانبُهُ = وقد حَملتُ على مَتنيَ أمتعتي
صوتٌ يجيءُ مِنَ الأعماقِ يُخبِرُني= حانَ اللقاءُ بهذي الأرضِ مَقبرتي
يَمَّمْتُ بالشِعرِ شطرَ الطفِّ أذرِفُهُ = فزاحَمتنيَ تأويهَي بخاطرَتي
وقلّبتني على جمرِ الغضا صِورٌ = من الحقيقةِ هدَّتْ وهمَ وسَوستي
أكلَّما رُمْتُ للمظلومِ أنصِرُهُ = هَبَّتْ رِياحٌ عَتيّاتٌ بقافلتي؟
ما زالَ يَستصرِخُ الأجيالَ في ولَهٍ = دوَّى نِداهُ وقدْ أَطلقْتُ تَلبيتي
ها قد أتيتُ بحُبٍ جُنَّ مِنْ زَمَنٍ = فجَّرْتُ عابسَ في البوغاءِ صاعِقتي
حتى أبَدتُ الكُماةَ الصِّيدَ قاطبة ً = فنبضُ قلبيَ تَوقيتٌ لقُنْبلتي
(ماتَ التَّصبُّرُ) يا ماءَ الفُراتِ فخُذْ = عذبَ المدامع ِ للظمآنِ مَشرَعَتي
فقلبيَ النَّهَرُ الجاري بحضرتهِ = وتحتَ قُبتهِ الزهراءِ مَفخرتي
وحولَ مرقدِهِ الأفكارُ طائفة ٌ = وقد تعالتَ بِرَغمِ البُعدِ واعيتي
أنا الذي غُصْتُ في جُرحِ الحُسينِ إلى= أن جاوزَتْ روحُهُ أبعادَ ذَاكرتي
أبَحرْتُ في ثَفنةٍ غَرّاءَ فجَّرَها = أبو الحتوفِ ولم يَرأفْ بأشرِعَتي
وحينما فَتَّ قلبَ الطُهرِ ذو شُعَبٍ = هَويتُ من قَمّتي العَليَا لهَاويتي
ورُحْتُ مُلتقياً كُلَّ السِّهامِ إلى = أنْ خُضِّبَتْ بِدِماءِ السِبطِ أوردَتي
وبالسَّنابكِ أضلاعٌ مُكسّرةٌ = كما القواريرِ دُكَّتْ وَسْطَ جُمجُمتي
على الصَليبِ حُملتُ الآنَ لا نَفَسا ً = غَدَا برَوحيَ فاستجَديتُ مَرثيتي
إلى الرِّواقِ الحُسينيِّ الفَؤادُ هَفا = وفي الضريحِ جَمالٌ ضَمَّ بَعثرَتي
شَمَمْتُ تُربَتَهُ الحَمراءَ في أملٍ =فهي الحياةُ إذا وُسِّدْتُ حَافرَتي
إنَّ الحسينَ لمِصباحٌ يُضيءُ هُدىً = للسالكينَ ومَنجاةٌ لرَاحَلتي
بلى هو الرحمةُ العُظمى التي افترَشَتْ = ألطافُهَا وأنا في رَحمِ والدَتي
فهل أُلامُ إذا ما رُحْتُ أهْزُجُهُ = قصيدةً عَذْبَة ً من نسجِ عَاطفتي
بجُعبتي من لهيبِ الشوق ِمَلحمة ٌ = من الإباءِ فكانَتْ تلكَ رائعتي
سأعتلي مِنبراً وضَّاءَ ذا شَرفٍ = عِمَامتي العِشقُ والإبداعُ حَنجرَتي
لأسكبَ اللؤلؤَ المكنونَ من خَلدٍ = يَصبُّ رَيّانُهُ الفيَّاضُ ناحَيتي
شِعَارُنا يا لثاراتِ الحُسينِ عَلَتْ = مع ّالمؤمّلِ يا للهِ أُمنيتي
يُقيمُ مَأتمُ ذِكرَى الطَّفِ صَرَختَهُ = هيهاتَ هيهاتَ منا الذُلُّ يا أبتي