الحسينُ سرُّ الحياةِ
سنة 2010
تباركَ إسمُكَ يا ذا العلا = توحَّدْتَ ربًّا وإلاكَ لا
قديرٌ تصوَّرَ مِنْ عَدَمٍ = كما شئتَ لم تبتغِ مَثَلا
أراكَ إلهًا رحيمًا كري=مًا وذا قوّةٍ آخراً أوَّلا
أفي اللهِ شكٌّ بديعُ السماءِ= وإنْ شكَّ عبدٌ فقدْ جهِلا
أيُعصى الإلهُ ومن فضلِهِ= ليعطى المؤمِّلَ ما أمَّلا
فإني لأرجو بأن أهتدي = لأتبعَ منهاجَهَ الأمثلا
وسيلةَ كلِّ ذوي حاجةٍ = ومَنْ غيرَهُم رامَ قد ضُلِّلا
بِطَهَ وفاطمةَ وعليٍّ = وآلِهِمُ النُّجَبَا فُضِّلا
إذا ألبستني الخطايا الهوانَ= فَهُمْ تاجُ عزٍّ لِمَنْ ذُلِّلا
تمسّكْتُ حبلَ النجاةِ بِهِمْ= فَعَنْ غيرِهِمْ حبلُهُ حُوِّلا
وأُبْدي بأفراحِهِمِ فرحتي= ولا أكتمُ الحزنَ يومَ البلا
وإني جزوعٌ ودأبي البكاءُ =كفردٍ بواحدِهِ أُثكِلا
لسيّارةٍ ركبُهُمْ إذْ يسيرُ =يسايرُهُ الموتُ مستعجلا
بجبِّ الإبا أنْزَلُوا دلوَهُمْ= إذا دلْوُهُمْ بالمنونِ امتلا
لئِن نزلُوا أو لئِن رحلُوا =للازمهم نزلاً رحلا
إلى حيثُ يبنونَ أمجادَهُمْ= وتحضنُ أجسادُهُمْ كربلا
فما استعذبًوا مثلَهُ مشرباً= ولا طلبوا بعدَهُ مأكلا
قرومٌ كرامٌ ثقاةٌ تقاةٌ = وليسَ أولو سفهٍ جُهَلا
"قليلاً من الليلِ ما يهجعونَ" =يناجُون بارئَهُمْ في الخلا
فسلْهُ سيُنْبِيكَ عَنْ أمرِهِمْ =وعَنْ جوفِهِ مَنْ بِهِ انتفلا
سَلِ البدرَ عنْهُمْ سيعرِفُهُمْ =برقدتِهِمْ قطُّ ما أفلا
سلامٌ عليهِمْ على تربةٍ= حَوَتْ أجسُمًا قُطِّعَتْ قُبُلا
فما قُدِّسَ التربُ مِنْ قبلِهِمْ= وكلُّ الذي قبلَهُمْ أُهمِلا
سلامٌ على الميِّتِينَ الظِّمَاءِ= بطامٍ قريبٍ لِمَنْ هَرْوَلا
سلامٌ عليكَ حسينُ السلامُ= على جسدٍ رأسُهُ فُصِلا
فديتُكَ نهباً لكلِّ دنيءٍ = فديتُكَ عارٍ بوسْطِ الفَلا
وقد رضَّضَتْ جسمَكَ الصّافِنا=تُ فَكَسَّرَتِ الضلعَ والمفصلا
حملتُك في خافقي دفقةً= يضخُّكَ في وجنتي منهلا
وطيَّرْتُ معْ رائحاتِ النسيمِ= شوقًا إلى كربلا مُرسلا
وقد نسجَ الشوقُ في خاطري= هواكَ فأودى بهِ ثمِلا
وأنتَ الحياةُ لروحي التي= تُلِحُّ على الموتِ أن يرحلا
فحلِّقْ بروحيَ نحوَ الحياةِ= فَمِنْ موتِها أُشبِعَتْ مللا