نَكَأْتُ الجِراحَ
سنة 2010
وافتحْ جراحاتِ الهدى النّديَّة = لكي نُواسي المرتضى عليا
وأجِّجَّنَّ كَسْرةَ الضُّلوعِ = و لطمةَ العينِ مِنَ الزكيَّة
ولَمْلِمَنَّ مِنْ حشا الزكيِّ = ما قَطَّعَتْهُ تلكمُ الدّعيَّة
وفجِّرنَّ زمزمَ المآسي = لكي تنوحَ قسوةُ البليَّة
وامخُرْ لبابَ النفسِ لو تراها = حادتْ لدربٍ ماحلٍ قصيَّة
واستنطقِ الأدهرَ عن حكايا = جادتْ بها السيرةُ أحمديَّة
ليشهدَ الآتونَ والأوائلُ = أنَّ الجراحَ لم تزلْ طريَّة
و الطفُّ ذي مدرسةُ السجايا = نسمتُها لمَّا تزلْ نقيَّة
والشِّمرُ ما حزَّ سوى وريدٍ = صعبٍ بأنْ تقهرَهُ المنيَّة
والنسخةُ الآنَ كما نراها = تكتبُها الأقلامُ أبجديَّة
ففي القصيدِ حمرةُ الدماءِ = وفي الرويِّ صرخةُ الخطيَّة
فانظرْ بعينَي باصرٍ تعنَّى = لا بالعيونِ الحُوْلِ والحيِّيَّة
مازالَ ملقىً سيدي و مدمىً = مما أتتهُ العصبةُ الشقيَّة
مازالَ ملقىً ثأرُكم ينادي = هلاَّ انتفضتم غيرةً أبيَّة
مازالَ ملقىً ثأرُكم تشظّى = أيا أباةَ الضيمِ و الحميَّة
مازالَ ملقىً والجوادُ يعدو = محمحماً في صيحةٍ قويَّة
مازالَ ملقىً والخباءُ يبكي = مِنْ جَمرةٍ ظلتْ بهِ لظيَّة
مازالَ والسافي عليهِ يحنو = عارٍ كأنْ ليسَ له هويَّة
مازالَ والروحُ إلى التراقي = يصرخُ يا جدَّاهُ في الرزيَّة
واللبوةُ المكلومةُ استطارتْ = بل أرعدتْ بالندْبِ يا أُخيَّا
كأنّ في زفْرَاتِها رياحٌ = تقولُ مهلاً يا بني أميَّة
لم تذبحوا شيخي وما استطاعت = شفرتُكُمْ أنْ تقتلَ القضيَّة
أنتم ذبحتُمْ للحسينِ شِبهاً = أَوْ لا ؟ فقوموا عاينوا الدّنيَّة
في كربلا قصرُ الحسينِ ذاكَ = يفتحُ أبواباً إلى الرعيَّة
الحاجبُ الشيخُ نعمٍ حبيبٌ = يأذنُ إصباحاً إلى العشيَّة
والشِّربُ من جودِ أبي المعالي = عباسِ في وقفتِهِ السَّخية
يمُدُّ كفاً للضيوفِ تُعطي = أمناً إذا ما أعوزَ البريَّة
وإذْ ترى الأنجمَ في سماهُ = تلألأتْ في تلكمُ المسيَّة
فدقِّقّنَّ قد ترى غلاماً = يحملُ إلهاماً وأريحيَّة
فإنَّهُ القاسمُ دونَ شكٍّ = ينثرُ من مبسمِهِ الهديَّة
هذا الربيعيُّ على الفصولِ = قد آب في نغمتِهِ الشجيَّة
وإنْ رأيتَ فارساً جميلاً = تسحرُكُمْ هيبتُهُ البهيَّة
فاعلمْ بأنَّ الأكبرَ اخضرارٌ = يشتدُّ إنْ قدْ عَجْعَجَتْ سريَّة
بالبأسِ والهيبةِ والشَّجاعةِ = وبالإباءِ جُمِّعتْ سويَّة
والأنفسُ النَّوراءُ مَنْ فدَوْهُ = بل هم حواريًُّوهُ والرضيَّة
قالوا لأنْ نذبحَ في هواكُمْ = صُحبٌ كرامٌ لم تكنْ مخزيَّة
والآنَ هلاَّ أفصحَ الزمانُ = أَماتَ من بلَّلنا النديَّة ؟
أّماتَ والعالمُ كم ينادي = في إثرِهِ يا صاحبَ السجيَّة
أماتَ من ألبَسَنَا المعزَّةَ ؟ = من نحرِهِ بأعظمِ الضحيَّة
هذي وريقاتُ دمِ الحسينٍ = تبعثُنا من رقدةٍ عتيَّة
فلتركعِ التيجانُ في مداهُ = ولتنحنِ بأروعِ التحيَّة