اقرأ بِاسْمِ الذّبيحِ
سنة 2009
قد أُوحِيَ الحزنُ المُقدّسُ فاسمعي=آيَ الحسينِ تنزلتْ في أضلعي
هزّتْ حِراءَ القلبِ تُحْكِمُ رزءَها=وكأنّ جبريلاً بِهيبتهِ معي
( اقرأ / .. دعتني كربلاء وأردفت=بِسْمِ الذبيح / .. بلوعةٍ وتفجُّعِ
رتِّل كَهَيَعَصَ* بالنشيجِ مُولوِلاً=إنَّ اختصاري موجزٌ بتقطعِ
سَبِّحْ نحوراً شاءَ ربّكَ أن يرى=فيها انكشافاً للخلودِ الأروعِ
قُل.. هل أتى ذِبحٌ كما في عاشرِ؟=أم هل أتى يومٌ كيومِ المصرعِ ؟
أم هل أتاكَ حديثُ غاشيةِ الردى ؟=وتجدّلِ الزيتونِ بين البلقعِ
والشمسُ خَجلى من رؤوسٍ وهجُهَا=شقَّ المجرّةَ بالوميضِ الألمعِ
فتلوتُ أصدقَ ما تجلّى ناصعاً=في لحظةِ الإشراقِ حيثُ تطلُّعي
وولجتُ فاتحةَ القصيدِ يرفُّ بي=تأويلُ رؤيايَ التي لم تُسجَعِ
كفراشةٍ في دهشةِ الضوءِ.. اشتهتْ=روحي تُحلِّقُ للمقامِ الأرفعِ
تنثالُ ذاكرةُ الجراحِ لِتنتضي=حزناً تناسلَ كالبياضِ بأجْمَعي
مازالَ يومضُ قابَ جفنٍ يلتظي=حتى تبلورَ باذخاً في أدمعي
ورقيتُ أستسقي الرُّؤى مستلهماً=فإذا الطيوفُ هَمَتْ بوقعٍ مُوجعِ
أستنبئُ الريحَ التي ألْقتْ بما في=صدرِها / "هل من معينِ؟" / بمسمعي
وأُصيخُ للماءِ الذي من ذنْبهِ=جُنَّتْ بهِ القطراتُ .. هامت لا تعي
والرملُ ما أدراكَ ما باحَتْ بهِ=الذراتُ من سرِّ النجومِ الصُّرعِ
والنخلُ أومأَ لي يقصُّ حكايةَ=الطفلِ الذي يُسقى بسهمٍ مُترعِ
وتداركَ الغيمُ الحديثَ متمِّماً=فتهاطلتْ سِورُ الدماءِ بمطلعي
وإذا بِوَحيِّ الطفِّ يغزلُ أحرفي=ضوئيةً بكفوفِ بدرٍ قُطّعِ
ويصوغُني لحناً سماويَّ الخُّطا=يمشي بقافيتي لأعظمِ مُبْدعِ
ما اخترتُ عزفَ الشِّعرِ .. بل قد خِيْرَ لي=فحسينُ دوزنَني وقيثاري يعي..