هتفتُ باسمِكَ يا حسينُ
سنة 2008
هذا يَراعي بالحروفِ يُتَمْتمُ = فلسانُهُ عندَ القوافي أبْكَمُ
ماذا أقولُ وبَحْرُ شِعْري ناضِبٌ = وفؤادُ صَدْرٍ بالقلاقلِ مُفْعَمُ
إنْ رُمْتُ نَظْمَ الشعْرِ حالَتْ دونَهُ = نفْسٌ مُؤَرَّقَةٌ وَبالٌ مُظْلِمُ
وتَنامُ أحْرُفُ أسْطُري فكأنَّها = أصْحابُ كَهْفٍ للرقادِ اسْتَسْلَموا
فَقَدَحْتُ في أفْقِ القريضِ قريحَتي = طَوْراً تشِعُّ بهِ وطَوْراً تُظْلِمُ
وهَتَفْتُ بِاسْمِكَ يا حُسَيْنُ فأشْرَقَتْ = شَمْسُ الحُروفِ، على ضِياها أَرْقُمُ
فَجَميلُ ذِكْرِكَ في الورى مُتَرَبِّعٌ = يَطْوي مَسافاتِ القُرونِ وَيَصْرِمُ
لكَ يا حُسَينُ بِكُلّ قَلْبٍ مُؤْمِنٍ = عَبْرَ السنينِ حَرارةٌ تَتَضَرّمُ
لَهجَتْ بِذِكْرِكَ ألْسُنٌ وضَمائرٌ = فَمِنَ المَعينِ العَذْبِ كَمْ تَسْتَلْهِمُ
وَفَمُ الزمانِ مُرَدّدٌ : لوْلاك ما = حُفِظَتْ لِوَجْهِ الحقِّ عَيْنٌ أوْ فَمُ
لوْلاك ما شَعَّ الهُدى فينا ولَمْ = يُعْرَفْ على ظَهْرِ البَسيطَةِ مُسْلِمُ
أنْتَ السفينُ إذا طغى مَوْجُ الضّلا = لِ وما سِواكَ مِنَ الضّلالةِ يَعْصِمُ
أنْتَ الشفيعُ لأرْخَبيلِ بِلادِنا = مِنْ كُلِّ صَرْفٍ جائرٍ بِكَ نَسْلَمُ
طوبى لِطَفّكَ فَهْوَ يَنْتَعِلُ السَّما = شَرَفاً وطوبى للذينَ تَقَدَّموا
مِنْ تَحْتِ قُبَّتِكَ الدُّعاءُ جَوابُهُ = ولِنَسْلِكَ الزلْفى وتُرْبُكَ بَلْسَمُ
وعجائبٌ حارتْ لها الأفْهامُ بلْ = للحشْرِ أرْبابُ الحِجى تَسْتفهمُ
والإنْسُ والأمْلاكُ والأفْلاكُ بلْ = كلُّ الخلائقِ تُرْبَ نَعْلِكَ تَخْدِمُ
تَيَّمْتَها بِشَمائلٍ ففؤادُها = مُتَوَلِّعٌ بِكَ ، في هواكَ مُتَيَّمُ
والدِّيْنُ لمَّا أنْ عَراهُ الوَهْنُ إذْ = كادَتْ عُراهُ مِنْ أمَيَّةَ تُفْصَمُ
هزَّتْ دِماؤكَ جِذْعَ عَرْشِ أمَيّةٍ = فَهَوَى على الأنْقاضِ وانتصرَ الدّمُ
سبحانَ مَنْ وهبَ الدماءَ حرارةً = تُرْدي عُروشَ الظالمينَ وتَحْطِمُ
كَمْ مِنْ حَرامٍ حَلّلوهُ بِبِدْعَةٍ = وحَلالِ حُكْمٍ للبريِّةِ حَرَّموا
تيْهاً لآلِ أميَّةٍ قدْ أبْطَلوا = بُنْيانَهُمْ مُذْ أخّروكَ وقَدَّموا
وجَّهْتُ وَجْهي شَطْرَ بابِكَ أرْتَجي = رِفْداً بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ أنْعمُ
وشَدَدْتُ في حبْلِ النَّجاةِ أنامِلي = فَهُمُ إلى نيْلِ المَطالِبِ سُلَّمُ
إنْ كانَ في هذي السّطورِ نواقصٌ = فأنا لديْكُمْ طالِبٌ أتَعَلَّمُ
قِسْ طُولَ شِعْري يا حسينُ وعَرْضَهُ = واحْكُمْ عليْهِ بالتي هيَ أرْحَمُ
إنّي على قَدْري ذَكَرْتُكَ مادِحاً = ولأنْتَ مِنْ هذا وذلِكَ أعْظَمُ