عندما تحينُ كربلاءُ
سنة 2008
أرسيتَ جرحَكَ للهدى إعلاما=وطفقتَ في مرأى القلوبِ مراما
فالعشقُ أثَثَ في رياضِكَ نبضَهُ=مُذْ سامرَ الروحَ الولاءُ وساما
ونسجتَ من تربِ الرفاتِ مواسماً=تحكي بجرحِكَ بالمدى أعواما
يا مَنْ جعلتَ التربَ نجمَ هدايةٍ=للعاشقين تؤمُّهُ أقواما
أرخي إباءكَ بالقلوبِ تلمّها=في راحتيكَ تسابقُ الأحلاما
قد ضمَّهُم فيكَ ارتواءُ مَعينِهِمْ=وإليكَ لبّوا بالطفوفِ هُيَاما
قرآنُ طفّكَ للورى آياتُهُ=نَثَرَتْ إباءَكَ بالوجودَ فَهَاما
يا واهبَ التربِ الحياةَ تصوغُهُ=درباً تجسّدَ في عُلاكَ فقاما
فالسائرونَ على خطاكَ تؤمُّهُمْ=تلكَ الدموعُ على الخدودِ نظاما
آهٍ ليومِكَ سجدةِ الشكرِ التي=صانتْ دعائمَ دينِنا إسلاما
ملكوتُ يومكَ شاطَأَ الحزنَ الذي=عبرَ الزمانَ يطوفهُ إعلاما
ويجمهرُ العشاقَ يُلبسُ دمعَهُمْ=صوتَ الحسينِ محبةً وغراما
ولكربلاءَ روايةٌ بنفوسِنَا= تستمطرُ الأزمانَ والأيّاما
والقارئونَ طفوفَ أرضِكَ إنّما=قرأوكَ وحياً جاءَهم إلهاما
حجّوا لطفِّكَ بالقلوبِ قوافلاً=ودموعُ أعيُنِهِمْ غَدَتْ إحراما
جاءوكَ تُمطرُهُمْ بفيضِكَ رحمةً=لتلمَّهُمْ في كربلاءَ مقاما
وسعوا كزينبَ بالطفوفِ ثواكلاً=يغشاهُمُ حزنٌ عليكَ تسامى
ناحتْ بجنبِ العلقميِّ نفوسُهُمْ=إذْ دمعُكَ الحاني يطوفُ كلاما
وحَثَوا دموعكَ بالقلوبِ تنيرُهُمْ=وصراطُ وحيِكَ أمَّهُمْ أقلاما
يا كعبةَ الأحرارِ يا فيضَ الندى=تبقى بمحرابِ النفوسِ إماما