رجــحَـتْ بـحـبِّـكَ كــفـةُ
الـمـيزانِ فـانسقتُ فـي حـممٍ مـنَ
الأحزانِ
الــحــبُّ يـسـعـدُ نـائـلـيهِ
وإنَّــنـي مــذْ نـلـتُهُ أعــدَدْتُ لــي
أكـفـاني
لــم أرتـوِ عـسلَ الـهوى بـل
إرتـوَ يْــتُ بـمـا يـذيـبُ جـنادلَ
الـصوّانِ
ونشأتُ من عظمِ الأسى لمصابِكُمْ فـــي دمـعـةٍ وغـشـاؤها
يـغـشاني
وتـحـيَّـرت مــنّـي الـنُّـعـاةُ
لأنّــنـي خـلَّـفْتُ بـحـراً مــن دمـوعِ
جَـناني
لـلـهِ رزؤكَ يــا حـسـينُ ومــا
لَــهُ مــن ثـلـمةً قــد أقـرحَتْ
أجـفاني
لـكَ مـوقفٌ والـضلعُ مـنكَ
مقوَّسٌ حــزنـاً لـفـقدِ الـضـيغمِ
الـعـدناني
وتـطـوفُ حـولَـكَ لـلـوداعِ فـواطمٌ كـطـوافِـهِـنَّ بـكـعـبـةِ
الــرحـمـانِ
مــا كـنتَ مـن وقْـع الـمنيةِ
خـائفاً بــل كـنتَ إعـصاراً عـلى الـطغيانِ
ســارتْ مـلامـحُ هـيـبةٍ لـلحربِ
إذْ أرواحُــهُـم قُـلِـعَـتْ مــن
الأبــدانِ
وضـربـتَهُم بـعصاةِ مـوسى
ضـربةً فـفـلقتْهُمُ وعـبـرْتُ فــي
الـميدانِ
لـكـنّما الأقــدارُ شــاءَتْ أن
تــرى أســسَ الـهـدى وقـواعـدَ
الإيـمانِ
فـهـويـتَ والإســـلامُ تـــمَّ
بــنـاؤُهُ فـلَـنِـعْمَ مــا يُـبـنى ونِـعْـمَ
الـبـاني
مُـلِئَتْ جـراحُكَ بـالجراحِ فـلم
تجدْ ضــمــداً لــهــا إلا بــوكـزِ
ســنـانِ
عـشقتْكَ حـباتُ الـرمالِ
فـعانقَتْكَ بــطـبِّـهـا كــشـقـائـقِ
الــنـعـمـانِ
نـثـروكَ أشــلاءً عـلـى حـرِّ
الـثرى فـتـنـاثرَتْ بـــكَ أحـــرفُ
الـقـرآنِ
وزرعـــت َســـراً فــارتـوى
دمّـــاً فـأنـبَتَ قـبّةً تـزهو مـدى
الأزمـانِ
جـــاءتْ تـظـلِّلُكَ الـغـمائمُ
مـثـلَما كــانــتْ تـظَـلِّـلُ خــاتـمَ
الأديـــانِ
رفـعـوهُ رأسَــكَ دامـيـاً فـأنارَ فـي لــجـجِ الــظـلامِ مـكـارمَ
الأكــوانِ
قُـلِبَ الـزمانُ بقلبِ جسمِكَ
مذهلاً حــدثَ الـذي مـا دارَ فـي
الأذهـانِ
أتـكـونُ مـسـلوبَ الـعمامةِ والـرِّدا وبـراحـتـيـكَ حــضـارةُ الإنــسـانِ؟
أنــــتَ الــهـدايـةُ لــلأنـامِ
وأيـنَـمـا قــد كـنـتَ كـانَـتْ نـبعةُ
الإحـسانِ
أهـواكَ يـا مـلكَ الـقلوبِ وكـيفَ
لا أهــوى هـواكَ وأنـتَ سـرُّ
كـياني؟
كـفّاكَ، جـرحُكَ، ناظراكَ،
وذكرُكُمْ رزقـي، هـمومي، ثـورتي، ولساني
فــي كــلِّ يــومٍ فـجـرُكُم
مـتـجدِّدٌ حــاشـا بــأنْ أنـسـاكَ أو
تـنـساني