الشعرُ في لغةِ الجراحِ
سنة 2008
أرخِ اللجامَ وأرخِ قافيتي معَكْ = فالشدُّ يتعبُها ويتعبُني معَكْ
مولايَ قد حارَ الفؤادُ بأحرفي = وتبدّدَتْ كلُّ الحروفِ لأجمعَكْ
لتكونَ لي ترحالَ عشقٍ سافرَتْ = كلُّ الدموعِ إليهِ صارَتْ موطنَكْ
ونسجْتَ من حزنِ الخيالِ الشعرَ والأق = لامَ كي ترثيكَ لا بلْ تمدحَكْ
أنا من يحدِّثُ شعرُهُ والشعرُ يخ = ذلُ شاعراً لكنهُ يجثو معَكْ
كيفَ استقرَّتْ رؤيتي في الشعرِ والأ = وزانِ والتاريخَ أبهرَ موقفُكْ؟
أنّى لهُ الرؤيا وأنتَ دليلُهُ = كيفَ استطاعَ الشعرُ أن يتملكَكْ؟
بل كيفَ قيَّدَكَ الفؤادُ بلِ انَّهُ = رهنٌ – إذا أصغى – لموضعِ إصبعِكْ
قد قالَ أكتبُ فانثنى قلمي على = ورقِ البياضِ فخطَّ حبرًا من دمِكْ
ما للدماءِ من الرؤوسِ نواهلٌ = ما للعقيلةِ صبرُها من علقمِكْ؟
ما للمنيةِ في جسامٍ إذْ هوَتْ = فوقَ الوطيةِ جثةً من ورَّثَكْ؟
ما ذلكَ الرأسُ البهيُّ على القنا = والجسمُ منهُ بلا يدينِ كما الفلَكْ؟
والإبنُ كيفَ الإبنُ مصروعُ الجنا = كيفَ السيوفُ هوَتْ تقبِّلُ منحرَكْ؟
كيفَ الرضيعُ الإبنُ يُسقى هكذا = أينَ الدماءُ القائلاتُ: الثأرُ لَكْ؟
الآنَ قد وقفَتْ دواةُ الحبرِ من = كفّي وصارَ الحبرُ – يا مولايَ – لَكْ