نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ
(01) المركز الأول
لأنَّ مَعْناكَ حَيٌّ عِنْدَ كُلِّ نِدَا=يُؤَوِّلُ المَوْتَ فِكْراً وانْعِتاقَ صَدَى
لأنَّ مَعْناكَ فِي الْجِينَاتِ مُخْتَزَلٌ=مَا زِلْتَ في نُطَفِ الْأَحْرَارِ مُنْعَقِدَا
مَا زِلتَ صَوْتاً إلى ( هَيْهاتَ ) مُرْتَحِلاً= حَتَّى تُرَسِّخَ فِي الْوِجْدَانِ مُعْتَقَدَا
مَا زِلْتَ في مَشْهَدٍ طَابَ العُرُوجُ بِهِ=وَقَدْ تَجَلَّى يَقِيناً ، حِكْمَةً ، وهُدَى
فَبَيْنَمَا ( تَجْمَعُ ) الْإِصْلَاحَ فِي قِيَمٍ=يَجِيءُ صَبْرُكَ يَوْمَ الطَّفِّ ( مُنْفَرِدَا )
وَبَيْنَمَا يَشْتَكِي الْأَطْفَالُ مِنْ ظَمَإٍ=سَيَشْرَبُ النَّهْرُ مِنْ كَفَّيْكَ نَخْبَ فِدَا
وبَيْنَمَا زَيْنَبٌ فِي الْبَرِّ تَائِهَةٌ=يَمْتَدُّ رَأْسُكَ خَطْوَاً ، أَذْرُعاً ،، وَيَدَا
وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْخَيْلَ قَدْ وَطَأَتْ=فِي صَدْرِكَ الْحَقَّ ، لَكِنْ يَوْمَهَا وُلِدَا
***
آمَنْتُ أَنَّكَ تَجْرِي فِي دُمُوعِ أَبِي=وَكُنْتُ أَسْمَعُ مَنْ يَنْعَاكَ فِي الشُّهَدَا
“مَا غَسَّلُوهُ ولا لَفَّوْهُ فِي كَفَنٍ=يَوْمَ الطُّفُوفِ ولا مَدَّوا عَلَيْهِ رِدَا” *
وحِينَ أُمِّيَ شَقَّتْ جَيْبَ لَهْفَتِهَا=وَجَدْتُ حُزْنَكَ فِي شَرْيَانِيَ احْتَشَدَا
يَا سَيّدِي كُلَّمَا قَلْبِيْ تَصَدَّعَ بِي=شَدَّ الرِّحَالَ إِلَى ذِكْرَاكَ وابْتَعَدَا
وَكُلَّمَا أَغْرَقَتْنِي فِيكَ عَاطِفَتِي=أَحْسَسْتُ أَنَّ جَمَالَ الْعَالَمِينَ بَدَا
تُرَوِّضُ الرِّيحَ لوْ جَاءَتْكَ عَاتِيَةً=تُكَثِّفُ الْوَرْدَ حَتَّى يَجْتَلِيكَ نَدَى
وَتَعْتِقُ الرُّوحَ مِنْ أسْمالِ غُرْبَتِهَا=إِلَى امْتِدَادِ حَنِينٍ فِي سَمَاكَ عَدَا
وَتَسْكُبُ الشَّمْسَ مِنْ رَمْضَائِهَا لِأَرَى=شَلَّالَ نُورٍ عَلَى أَشْلَائِكَ اتَّحَدَا
وتَغْرِسُ الْحُبَّ فِي أَعْمَاقِ مَنْ عَرَفُوا=مَعْنَاكَ حِينَ تَحَرَّوا فِي الْهَوَى رَشَدَا
***
يَا سَيِّدِي كُلَّمَا نَادَتْكَ أَخْيِلَتِي=رَأَيْتُ كُلَّ عَرَاءٍ فِي الثَّرَى جَسَدَا
وَحِينَ غَطَّاكَ وَهْجُ الشَّمْسِ مُنْكَسِراً=بَكَتْ عَلَيْكَ غُيُومٌ وافْتَرَشْتَ مَدَى
وَالسَّيْفُ خَرَّ بِوَادِي كَرْبَلَا صَعِقَاً=مُذْ لَاحَ طُورُكَ فَوْقَ الرَّمْلِ مُتَّقِدَا
لِذَا تَخَفَّفْتَ حَتَّى غِبْتَ فِي دِيَمٍ=يَسُوقُهَا اللَّهُ في الدُّنْيَا لَنَا مَدَدَا
واخْتَرْتَ مَوْتَكَ مِنْ لَوْحِ الْخُلُودِ ، كَمَنْ=أَحْيَا عَلَى مَفْرَقِ الْأَزْمَانِ كُلَّ رَدَى
***
يَا سَيِّدي ضِفَّتِي فِي الْحُبِّ ظَامِئَةٌ=وَأَنْتَ نَهْرٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ مَا نَفِدَا
يَأْتِيكَ ظِلِّي وَأَبْقَى فِيكَ هَائِمَةً=وَيَحْبِسُ الشَّوْقُ صَوْتِي كُلَّمَا صَعَدَا
فَيَا حُسَيْنٌ إِذَا لَبَّتْكَ سَارِيَتِي=فَفِي الْمَرَافِئِ مَوْجٌ بَيْنَنَا شَهِدَا
وَلِي مَرَايَاكَ لَوْ صَلَّى الْغَرَامُ بِنَا=شَفَّتْ مَلَامِحَ وَجْهِي كُلَّمَا سَجَدَا
وَلِي خِيَامُكَ حَتَّى حِينَمَا احْتَرَقَتْ=ظَلَّتْ مَلَاذاً لِمَنْ تَحْيَا بِهِ أَبَدَا