سَيِّدُ الأخْلَاقِ
رضا الهاشمي
شِعري بِحُبِّ المُصطفى دَفَّاقُ = و المَدْحُ في آفاقِهِ خَفَّاقُ
أطْلقْتُ في وصْفِ النَّبِيِّ مدائِحِي = و مِنَ الفُؤادِ تَهَيَّأَ الإِطْلاقُ
و إلى حبيب اللهِ شَوْقُ حشاشَتِي = و اللهُ يعلَمُ ما هِيَ الأشْواقُ
سِرْ يا قصيديْ في محبَّةِ أحمَدٍ = و دَعِ القَصِيدَ بمَا حكَى العُشَّاقُ
لَقَّنْتُ أشْواقِي حُرُوفَ مَشاعِرِي = فَهَمَى الشُّعُورُ و هاجَتِ الأعْماقُ
يا سيرَةَ الإسْراءِ و المِعْرَاجِ كَمْ = يَهْتَزُّ مِنْ مَوْضُوعِكِ المِعْلاقُ
فنَبِيُّنَا ذاكَ الأمِينُ بِفِعْلِهِ = ذاكَ الصَّدُوقُ الصَّادِقُ المِصْدَاقُ
أسْرَى بِهِ رَبُّ الأنَامِ بِلَيْلَةٍ = وَ كَأَنَّمَا ذاكَ الدُّجَى أفْلَاقُ
كمْ كانَ نَجْمُ الرُّشْدِ يُشْعِلُ ضَوْءَهُ = حَتَّى يُخَالُ بِأَنَّهُ البَرَّاقُ
كَالبَرْقِ لِلْأَقْصى المُبارَكِ قدْ مضَى = طَهَ و حَيَّتْ نُورَهُ الآفَاقُ
مِنْ مَسْجِدٍ طافَتْ عَلَيْهِ حَجِيجُهُ = سَارَ النَّبِيُّ و قلْبُهُ مُشْتَاقُ
هُوَ سَيِّدُ الأخْلَاقِ في أخْلَاقِهِ = ذابَ الكَمَالُ و هَامَتِ الأخْلَاقُ
في المَسْجِدِ الأَقْصَى أمَمْتَ الأنْبِيَا = شَمْسًا يُصَلِّي خَلْفَهَا الإِشْرَاقُ
و رَكِبْتَ في المَسْرَى البُرَاقَ و ما سَرَى = بِسِوَاكَ ما بَقِيَ الزَّمانُ بُرَاقُ
و عَرَجْتَ لِلْأَعْلَى وَ سِدَرَةِ مُنْتَهَى = ليُرِيكَ سِحْرَ الجَنَّةِ الخَلَّاقُ
و تَفَتَّحَتْ فِيكَ السَّعادَةُ وَرْدَةً = و السَّعْدُ غُصْنٌ و الهَنَا أَوْرَاقُ
يا سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ كانَتْ رِحْلَةٌ = فيها الجَمَالُ مَحَبْةٌ وَ وِفَاقُ
يا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ يا نُورَ الفَضَا = هَلْ لِي بِوَصْلٍ يَحْتَويهِ عِنَاقُ
تَعِبَ الفُؤادُ منَ الغِيابِ و ما اكْتَفَتْ = بِطُيوفِكَ الأنْفَاسُ و الأَحْدَاقُ
ياربِّ فارْزُقْنَا شَفَاعَةَ أحْمَدٍ = إِذْ أنْتَ أنْتَ الرَّازِقُ الرَّزَّاقُ