أبو الأئِمَّةِ
رضا الهاشمي
النفسُ مِنْ حُبّ آلِ البيتِ ما شَبِعَتْ = و الرُّوحُ لو مُنِعَتْ عنْهُمْ فمَا امْتَنَعَت
شُموسُ طُهْرٍ سَماءُ الدِّينِ تحْضِنُها = نُجُومُ فِكْرٍ تَشِعُّ العِلْمَ ما لَمَعَتْ
و القَلْبُ ينْظُرُهُم و العَقْلُ يَتْبَعُهُمْ = و الأُذْنُ تشْتَاقُ عنْهُمْ كُلَّمَا سَمِعَتْ
يُحْيِي مَوَالِدَهُمْ نُورٌ يُوَشِّحُهُ = بَدْرٌ إذَا طَلَّ أوْ شَمْسٌ إذَا طلَعَتْ
يا موْلِدًا تَهْتَدِي فيهِ الشُّمُوسُ و هَلْ = مِنْ دُونِهِ الشَّمْسُ فِي أُفْقِ السَّمَا سَطَعَتْ
فيهِ الحُسَيْنُ وَلِيْدٌ حَيْثُ تحمِلُهُ = بِنْتُ النَّبِيِّ و مَا أدْرَاكَ مَا وَضَعَتْ
سِبْطًا زَكِيًّا رَشِيدًا سيِّدًا عَلَمًا = كَأَنَّ فيهِ خِصَالُ المُصْطَفَى جُمِعَتْ
فاليومَ نُحِيِي بِمِيلَادِ الحُسَيْنِ هَوًى = أغْرَاسُهُ مِنْ رُبَى الأَزْمَانِ مَا اقْتُلِعَتْ
وَجِّهْ فُؤَادَكَ نَحْوَ السِبْطِ مُبْتَهِجًا = و امْسَحْ دُمُوعاً على فَقْدِ الحُسَيْنِ نَعَتْ
فَذِكْرُ مِيلَادِهِ مَجْدٌ و مُفْتَخَرٌ = مَا أجْمَلَ العَيْنَ فِي الأَفْرَاحِ لَوْ دَمَعَتْ
أنعمْ بِسِبْطٍ رَسُولُ اللهِ مِنْهُ وَ هُوْ = مِنْهُ وَ هُوْ بِضْعَةٌ مِنْ جَدِّهِ بُضِعَتْ
قَتَّالُ مَنْ أنْكَرَ الإسْلَامَ وَالِدُهُ = و كَمْ بِأَسْيَافِهِ أهْلُ البَغَا صُرِعَتْ
و أُمُّهُ فِاطِمُ الزَّهْرَاءِ مَوْضِعُهَا = يَكْفِيهِ فَخْراً بِقَلْبِ المُصْطَفَى وُضِعَتْ
أخَوهُ تَاجُ التُّقَى مِنْ مَجْدِه شَمَخَتْ = في كَفِّهِ رَايَةُ الإِسْلَامِ و ارْتَفَعَتْ
يا سَيِّدًا في شَبَابِ العَدْنِ طابَ لَهُ = مَنْ نَفْسُهُ بالحُسَيْنِ الطَّاهِرِ اجْتَمَعَتْ
في الحَرْبِ أنْتَ هِزَبْرُ الحَرْبِ أنْتَ لَهَا = تَكاشَفَ الشِّرْكُ لوْ ثَارَاتُكَ انْدَلَعَتْ
يا رَوْعَةَ النُّورِ في خَلْقِ الحُسَيْنِ بَدَتْ = تَبَارَكَتْ قُدْرَةُ البَارِي بِمَا صَنَعَتْ
خُطَّتْ على العَرْشِ مِصْبَاحُ الهُدَى و سَفَي = نَةَ النَّجَاةِ بِنُورِ اللهِ و انْطَبَعَتْ
أبُو الأَئِمَّةِ فاقْبَلْ شِعْرَ مُنْقَطِع ٍ = في حُبِّكُمْ رُوحُهُ في المَالِ ما طَمَعَتْ
بَلْ تَطْمَعُ الرُّوحُ في مَرْضَاتِكُمْ و كفى = لو أنّ لِلشِّعْرَ هَذَا فاطِمُ اسْتَمَعَتْ