قلْبُ الصَّبرِ
رضا الهاشمي
نارُ الولاءِ لِحُبِّ الآلِ تندَلِعُ=و الشَّوقُ لِلآلِ صَبٌّ عاشقٌ ولِعُ
قصائِدي في مديحِ الآلِ كوْكبَةٌ=و أنجمٌ بالهوى الوهَّاجِ تلتمِعُ
شجاعةُ المرءِ في الهيْجاءِ نادرَةٌ =ما السَّيفُ لولا بهِ الهاماتُ تُقْتَطَعُ
مذْ أسمعَتْ صخْرةُ البيداءِ قافِيتي=ما اهتمَّ شعْري بأنَّ النَّاسَ قدْ سمِعُوا
و الشِّعرُ في مدح آلِ البيتِ مُنْتَفَعٌ=لولاهُ بالشِّعرِ أهلُ المدْحِ ما انْتفَعُوا
لهْفي على فارسٍ كالبرْقِ ضَرْبَتُهُ=كم في الوغى منْهُ أهلُ الشِّركِ قد صُقِعُوا
سَلْ عَنْهُ خَيْبَرَ إذْ منْهُ اليَّهُودُ مضَتْ=نحوَ الحِمَامِ و من ضرْباتِهِ انْصَرَعُوا
يَهوي على ساحَةِ الهَيْجَا مُبارِزُهُ =مثلَ القُلوبِ الَّتي يَهْوي بها الهَلَعُ
وجْهُ التُّقى قدْ حظَى بالصُّبْحِ ناظِرُهُ =و منْ رآهُ خلا منْ قلبِهِ الجَزَعُ
أنعِمْ بِليثٍ يهزُّ الأرْضَ صارِمُهُ=إنْ زلزَلَ الشِّرْكَ منْهُ الشِّرْكُ يَنْصَدِعُ
هذا علِيٌّ سما الإيمانِ تعرِفُهُ =و الدِّينُ يعرِفُهُ و الحِلْمُ و الورَعُ
عدْلٌ من اللهِ في الإسلامِ أنزَلَهُ=و منْهَجُ الحقِّ فيهِ النَّاسُ قد قَنَعُوا
يا كوثرَ الجُودِ في صحراءِ مَعْسَرَةٍ=على ضِفافِكَ أهلُ العَوْزِ تجتَمِعُ
يا مَحشَرَ البِرِّ و الإحْسانُ حيث بهِ=أُولي المَناقِبِ و الإكرامِ قد جُمِعُوا
يا كفَّةَ العطْفِ و الوِجدانُ يَبْسِطُها=على ذِراعِكَ أهلُ اليُتْمِ قد وُضِعُوا
ما الغيثُ يا غيمةَ الفَضْلِ الهَطُولِ إذا=فيضُ الفضائِلِ من يُمناكَ يندَفِعُ
الكونُ لم يتَّسِعْ للنَّائِباتِ و هلْ =قلبٌ كقلبِكَ يا ذا الصَّبْرِ يتَّسِعُ
كادُوا لِعِلْمِكَ أهلُ البَغْيِ فانْبثقَتْ=شمسُ الرَّشادِ و هُمْ في الغَيِّ قد وقَعُوا
يا منْ بِشِرْيانِ دينِ اللهِ سارَ دمًا=في يومِ قتلِكَ كُلُّ النَّاسِ قد فُجِعُوا
فأنتَ موْسُوعَةُ العلْمِ الغزيرِ ففي=أنوارِ مضمُونِكَ الأعلامُ تنتَفِعُ
و يطمَعُ المرءُ في رغْد الحياةِ و ما =يُودي لِخُسْرانِهِ يومًا سوى الطَّمَعُ
طمَعْتُ في حُبِّ ربِّ النَّاسِ مُنْقطِعًا=فكان منْكَ سُجُودُ الهَدْيِ و الرُّكَعُ
مولايَ فاقْبَلْ وَلاءً في القصيدِ بدا=حبْلًا مَتينًا طويلًا ليسَ ينْقطِعُ
و اقْبَلْ سلامًا منَ الأنْفاسِ منْبَعُهُ =ما طافَ حُجَّاجِ بيتِ اللهِ ثمَّ دَعُوا