خير النساء
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
أوَما سَمعتَ (ببضعةِ المختارِ) = خَيرِ النساءِ، خزانةِ الأسرارِ
عَنْ نَوحِها، عَنْ جُرحِها، عمَّا اعتر..=..اها من أذى الكُفَّارِ والأشرارِ
لو كان عَدٌّ للأسى، مِعشارُهُ = للناسِ وهيَ بتسعةِ الأعشارِ
قِفْ (بالمدينةِ) نَاعيًا مُتفجِّعًا = وحَذارِ مِن حَبْسِ الدموعِ حَذارِ
فهناكَ تلقى محنةً تُنبيكَ عَنْ = خَبَرٍ وليسَ كسائرِ الأخبارِ
خَبرٍ به بنتُ (الرسولِ) برغمِ ما = لاقتْ مِن الأحزانِ والأكدارِ
مُنعتْ تُقيمُ مناحةً لرثاءِ مَنْ = لولاهُ صارَ الكونُ رهنَ بوارِ
يا للوقاحةِ! أيُّ فِعلٍ شائنٍ = يبقى بوجهِ الدهرِ وصمةَ عَارِ؟!
أو أيُّ قَولٍ، أنْ يُقالَ: أذيةٌ = طُولُ العويلِ وكثرةُ التزفارِ؟!
هيَ إذْ تَبثُّ إلى (الرسولِ) شِكايةً = من بعد عَقدِ (سقيفةِ) الفُجَّارِ
هُمْ أمعنوا في غيِّهمْ مُذْ أُرشدوا = بعمى البصيرةِ، لا عمى الأبصارِ
مِن بعدِ نقضِ العهدِ في (خُمِّ) التي = شهِدتْ ولايةَ (حيدر الكرارِ)
من بعدِ ما انقلبتْ على أعقابِها = زُمَرُ الصحابِ بإمرةِ الغدَّارِ
زحفوا، كأنَّ (المصطفى) لم يُوصِهمْ = وتجمعَّوا بالجورِ حولَ الدارِ
هُمْ أمعنوا في ظُلمِهمْ لمَّا استبا..=.حوها (وفاطمةٌ) بدون خِمار
لهفي لها وأنينَها لمَّا بَقتْ = ما بينَ بابٍ للهُدى وجِدارِ
هل يا تُرى تشكو الجنينَ مُعفَّرًا = أوْ صدرَها من طعنةِ المسمارِ؟
أو ضلعَها المكسورَ، أو مَتنًا بهِ = من سوطِ (قُنفُذَ) واضحُ الآثارِ
أمْ نثرَ قُرْطٍ، يا لحى ( اللهُ ) الذي = قد سنَّ ظُلمَ سليلةِ الأطهارِ