لأنهم كفروا
ديوان نور على نور - ماهر الشهابي البحراني
على (الزهراءِ) مضَّنيَ البَلاءُ = وحزني لا يُغادرُهُ انقضاءُ
قفا نبكِ ونُجري الدمعَ وجدًا = وأحرى أن يطولَ بنا البُكاءُ
على مَن جاءها الظُلاَّمُ جورًا = وهُمْ قد أفسدوا ولها أساءُوا
قدِ ارتكبوا فِعالاً، مُنكرَاتٍ = تكادُ لهولِها تهوي السماءُ
فعالاً كلُّ ما فيها قبيحٌ = وقُبْحُ الفعلِ يعقبُهُ الشقاءُ
فيا أسفًا إذا ارتدَّوا وضاعوا = وبالخُسرانِ والإذلالِ باءُوا
وذُلوا واستكانوا واسترابوا = وما في الأمرِ شَكٌّ أو مِراءُ
أحاطوا الدارَ (والزهراءُ) فيها = تُجللُها المهابةُ والنقاءُ
وبعدَ (المصطفى) تُجزى بسوءٍ = فيا (للهِ)، ما هذا الجزاءُ!
لهمْ ما رفَّ جفنٌ من حياءٍ = وهل يدنو مِن الرجسِ الحياءُ؟!
أرادوا غَصْبَ حقٍ باركتهُ = أيادي العرشِ، فانعقدَ الولاءُ
فأين (المصطفى) كيما يراها = عليها اليومَ قد حَلَّ البلاءُ
فقد لاذتْ وراء البابِ سِترًا = فليتَ لنفسِها، نفسي وقاءُ
فما راعوا عُرى (المختارِ) فيها = ومنها في الثرى سالتْ دماءُ
ظُلاماتٌ لها شهِدتْ عليها = عيونُ الدهرِ ليس لها انتهاءُ
ومأساةُ الهجومِ (وكربلاءُ) = هما بالحزنِ في البلوى سَواءُ
فضلعٌ ها هنا وهناكَ ضلعٌ = بأيدي الحقدِ نالهما العداءُ
وطفلٌ ها هنا وهناكَ طفلٌ = يذوقانِ الأذى وهما بُراءُ