قف بالديار التي كانت معاهدها
الشيخ محمد بن يوسف البلادي
قف بالديار التي كانت معاهدها = على الهدى والندى قامت قواعدها
ولم تزل بالتقى والعدل باسمة= تبدو إذا ابتسمت بشراً نواجدها
وانظر مهابط وحي الله كيف غدت = تبكي بكاء الذي قد غاب واحدها
وانظر إلى حجرات الوحي كيف خلت = وغاب صادرها عنها وواردها
والحظ معادن وحي الله مقفرة= من بعدما أزعجت عنها أماجدها
واجزع لها بعد ذاك البشر عابسة= إذ غاب عابدها عنها وعايدها
واخشع لها بعد ذاك العز خاشعة = يطير ظالمها بشراً وحاسدها
واسكب على الطلل البالي الذي عصفت= بربعه زعزع والكفر قايدها
واسكب دموعك للسادات من مضر= وفتية قط لا تحصى محامدها
وخيرة في العلى عنها الوجود نشا= شالت رؤوسهم ظلماً مصاعدها
ودوحة نال منها من تفيّأها= فعلا شنيعاً يذيب القلب واحدها
يا للرجال ويا لله من شطط= أتاحه عصبة ضلّت مقاصدها
لا أمطر الله سحب المزن ان هطلت = وآل أحمد قد سُدّت مواردها
لا أمطر الله سحب المزن إذ قتلت= صبراً وما بلّ منها الغلّ باردها
لا أضحك الله سن الدهر ان ضحكت = وآل أحمد قد أعفت معاهدها
تخالهم كالأضاحي في مجازرها= قد عمّ كل الورى نوراً مراقدها
معفرين وجوهاً طالما سجدت= لربها ولكم نارت مساجدها
يا حجة الله يابن العسكري ترى= ما نحن فيه مرارات نكابدها
خلّص مواليك يا بن المصطفى فلقد = ضاق الخناق وخانتها مقاصدها
إلى متى يا غياث المسلمين ويا= غوث الانام فأنت اليوم واحدها
سل ربك الاذن في إنجاز موعده= فأنت يا بن أباة الضيم واجدها
لا زال تسليم من عمّت مواهبه= يغشاك ما خرّ للرحمن ساجدها
يا سادة الكون يا من حبهم عملي = وليس لي غيره حسنى أشاهدها
انا العبيد الفقير اليوسفي لكم= حرب لأعدائكم حرب معاندها(1)