الباقرُ الطّاهرُ
رضا الهاشمي
عجزتُ أن أكتبَ الأشعار َ معتذراً = لأهل بيت رسول اللهِ منكسرا
فكيف أمدحهمْ والله قال بهم = من أجلهم قد خلقت الشمسَ والقمرَ
صياغةُ الشعر ِ في مدح الشّموسِ خُطىً = تَخْشى بمِشيتها وعْراً و منحدراً
أخاف أن لا أصيب المدْح أجملَهُ = فيُغْضِبُ الآل شعْري أينما ذكرَ
ولستُ أهوى بأنْ يبقى المديحُ بهمْ = غيماً جرى دونما غيثٍ وقد عبرَ
سأمطرُ الروح شعراً في محبّتهم = وأقتني مدْحَهُم في النّاس مفتخراً
يا قلبُ قد متّ حبّاً في ولايَتِهِم = ولستَ إلاّ بهذا الحبّ ِ منتصراً
فكيف أنْهي هوىً لا ينتهي أبداً = سيلٌ فما حدّه ُ سدٌّ ولا انحسرَ
أطهارُ خلْق ٍ فلا تُخفى شمائلهم = وعلْمُهُمْ لا يَزَالُ اليَومَ مُنْتَشِراً
حيِّيتَ يَا خَامِسَ الأطْهارِ موْلدُهُ = شمْسٌ به السعْد مثْل النّور قد حضرَ
الباقرُ الطاهرُ الماضي بحكْمته = والعالمُ العاملُ القاضي بما أُمرَ
محمدُ ابن عليّ ٍ منْ بسجْدته = أفْق السّماء وكوْن الله قد شعرَ
كم صارع الظلم بالإيْمان مصطبراً = وكم على جوْر من عاداه قد صبرَ
هذا الذي تعْرفُ الأذْهانُ فطْنَتَهُ = ومنْ رسى في النُهى فُلْكاً ومنْ بقَرَ
يُهاب ُ مثْل الجِبَالِ الشُّمّ ِ جَانِبُهُ = لوْ يرْمِقُ الصَّخْرَ فرَّ الصخْرَ و انْكسرَ
في همْسهِ الصِّدْقُ في أنْوارِه ُ الأمَلُ = في رُوحِهِ الذِّكْرُ رَوْح ٌ لم يزلْ عطِراً
والجُّود في كفّهِ جادتْ سَحَائِبُهُ = فَوْقَ البَرايا و كمْ هلّ السَّخا مَطَراً
أنعمْ بهِ نسَبا ً أكرِمْ بهِ أدبا ً = أبْصر بهِ ذهَبا ً ما كانَ ذا بشَراً
والنُّور صورَتُهُ و الفِقْهُ سُورَتُهُ = والحَقُّ ثَوْرَتُهُ لَيْث ٌ و قَدْ زَأَرَ
ما سرَّ إلاَّ التُقَى في قلْبِهِ وكَمَا = ما قاَلَ إلاَّ جَمِيلاً كلَّمَا جَهَرَ
تلْميذُهُ العِلْم ُ كمْ يُصْغِي لمنْطِقِهِ = ويسْطع النُّور عِلْماً كلَّمَا ظهَرَ
زرَّاعُ للدِّينِ فِي قلْبِ الحَيَاةِ وكَمْ = تقْوَاهُ بيْن البَرايا أنْبتَت شَجَراً
قرّبْ منَ القحْلِ كَأْساً منْ مكارِمِهِ = سيُصْبِح ُ القحْلُ كَالبُسْتَانِ مُزْدَهراً
مِنْهُ الحَدِيثُ كَآيات ٍ مُحَكَّمَة ٍ = كانَ التُقَى و الهُدَى فِي ضمْنها سُوَرَا
لِلًّهِ درُّ الثَّرَى يرنو بِخُطْوَتِهِ = و دَرُّ بحْر ٍ حَوَى منْ نُطْقِهِ دُرَراً
أُسَاقِطُ الشِّعْرَ منْ نخْلِ المَدِيحِ ومَا = شعْري إذا لمْ يكُنْ فِي مدْحكُمْ ثَمَرا
لهْفي إلى البَّاقرِ العَلاّمُ أحْسَبُهُ = منْ جُلّ شوْقي أمَام َالعَينِ قدْ ظهَرَ
ياربِّ فرّجْ بشعْري ها هُنا كُرُباً = أضحَتْ ظلاما ً فأعْمَى غمُّها البَصَرَ
لمَوْلِدِ البّاَقرِ المَرْضيِّ رائِعَة ٌ = سيُؤْجَرُ المَدْحُ فيها كلَّما اشْتُهِرَ
يا باقرَ العِلْمَ فاشْفَعْ عنْد بارئِنَا = لنا بيَوْم ٍ يوَدُّ المَرْءُ مَا حُشِرَ