شعراء أهل البيت عليهم السلام - راهب النهر

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
1879
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
23/08/2019
وقـــت الإضــافــة
7:03 مساءً

أحتاجُ قلبَ النهرِ حتى أفهمَكْ=ومشاعرَ الخيماتِ كي أتعلّمَكْ أحتاجُ دمعاً من جُفونِ سُكينةٍ=حتى أكونَ مدى الزمانِ مُتيّمَكْ يا مُلهمَ الإيثارِ أروعَ قِصةٍ=أعرْ السماءَ يديكَ حتى ترسُمَكْ ما عاد يُجديني لوصفكَ مُعجمي=فلوصفكَ اسعِفني وهبني مُعجمَكْ ما كنتَ فرداً في الطفوفِ وإنما=قد كانَ فقّارُ المعاركِ توأمَكْ قد كنت موسى مذ وقفتَ مُلبيّاً=والنهرُ في طفِّ المعاجزِ كلّمكْ يا راهبَ النهرِ استرقتكَ نظرةً=لأرى الوفاءَ فماً يُقبّل مبسمَكْ وأرى السماءَ تحوكَ فيكَ مجرةً=أقمارُها الولهى تُغازلُ أنجمُكْ يا أيها العبّاسُ ألهمكَ الظمى=سُبحانَ من لفم الظمايا ألهمَكْ كانَ الوفا من قبلُ محضَ مشاعرٍ=فنفختَ روحكَ بينهُ فتجسّمَكْ نهرٌ يخوض النهرَ أيُّ علاقةٍ=تلك التي في ربطها الكونُ انهمك فالنهرُ يدري أنَّ كفّكَ أنهرٌ=فلذاك ما للشربِ كانَ ليُرغمَكْ مُذ أن غرفتَ من الفراتِ كأنها=أمّ البنينِ تصيحُ لا تُقرِبْ فمَكْ إني فطمتُكَ من حليبيَّ أدهراً=ومن الوفاءِ حلفتُ أن لا أفطمَكْ من علّمَ الأسماءَ آدمَ، في الوغى=معنى الشهامةِ والكرامةِ علّمَكْ مُلقىً توضّأكَ الفراتُ وحينما=أغمضتَ عينكَ للخلودِ تيمّمكْ يُمناكَ قربَ النهرُ تغرفُ عِزةً=وأصابعُ اليُسرى تُفجّرُ زمزمَكْ نحوَ الحياةِ الموتُ كنتَ تقودُهُ=مُذ كنتَ للبوغا تقودُ مُطهّمَكْ سكَراتُ موتِكَ بالإباءِ هزمتَها=فامنحكَ إياها هناكَ لتهزُمَكْ يتألمُ النهرُ العطيشُ أحُسُّهُ=مُذ كانَ يسمعُ في الرغامِ تألُمَكْ يا أيها اللغزُّ استعرتُ بلاغةً=من جودِ كفّكَ كي أفكّكَ طلسمَكْ من جسمِكَ امنحْ للوجودِ مساحةً=لا جرحَ ينزفُ حولَها كي يلثُمكْ أكرمتَ بالإيثارِ كُلَ مُعَطّشٍ=واللهُ ربُِكَ بالشهادةِ أكرمَك يا أيها العباسُ كلُّ جهاتِنا=ظمأٌ فروِّ نفوسَنا وانثرْ دمَكْ لنظلَّ ننهلُ من إباكَ مواسماً=فبيادر العشاقِ ترقبُ موسمَكْ
Testing