ألم ترى إنا بعد يوم محمد بلينا محمد عبدالرضا الحرزي
ألم ترى إنا بعد يوم محمدٍ = بلينا بدعوى أننا أهل ردةٍ
وانا رفضنا المسلمين جماعةً = ولم نكُ من طه بأهلٍ وصحبةٍ
وإن حلالٌ مالنا ودمائنا = إذا لم ندن للخالفين ببيعةٍ
فهب أننا أهل الضلال كما ادعوا = وهب أننا لاشيء بل أهل بدعةٍ
وهب أننا أعداءُ جل جلالهُ = فهل أولياء الله آلُ عُليةِ
وهل أمناء الله عبادَ غيرهِ = أم الوحي تُئتاه الملوك بأجرةِ
وهل بلعمام العقل كان وباللحا = إذا احولت العينان عند التثبتِ
بكوفان لِم صُلبا رُشيدٍ وميثمٍ = ولم كَذبت صفين صدق خزيمةٍ
ومن قتل الكندي حِجّراً وصحبهُ = على مرج عذرى سل فديتك أمةٍ
وهل قتل الزهراء جندبَ فأختفى = إلى أن قضى ما بين فيدٍ ومكةِ
أم الاشتر ابتز الخلافةَ أهلها = حفاظاً على الإسلام من كل فتنةِ
إلى أن غدا أمرُ الخلافةَ فلتتاً = فأرداهُ سم النحل في غير فلتتِ
وهل أن عماراً قضى حذف أنفه = أم الكل أردتهم دباب الثنيةِ
تركنا حقوق الله ثم حقوقنا = ورمنا وئاماً بين هندٍ وحمزةِ
وقلنا بنو الإسلام نحنُ وغيرنا = ولكننا ياقوم أبناءُ علةِ
فلم يبرحُ السلطان عجل إبن مرةٍ = وما نحن إلا مالكُ إبن نويرةِ
بلى عادت العُزى إلهاً على الورى = ولكن بأثواب الملوك تزيةِ
وشحت رجال الله حتى استعاضهم = بكل سجاحٍ في البلاد نبيةِ
وعاد بعيرٌ فيل إبرهةٍ فلم = يُطق هدم بيت الله إلا ببغلةٍ
وهذهِ بنو الدنيا على هم عيشها = تحاولُ أمراً بين عاراً وعورةٍ
ساومٌ بلا راعٍ وإن رعيةَ غدة = رعاعاً على أعقابِ كلُ مطيةٍ
فلا الذلُ مخزٍ لا ولا حُمدَ الغنى = لديها ولا بالفقر لو هي عفةِ
ودهرٌ به الأماة شيباً تبرجة = عليه المخازي سلمت ثم صلّةِ
تدينت الأعجاز فهي معاجزٌ = رويدك بل فوق الكواهل علةِ
وإن ذيولُ الخيل خرسٌ وإن زهة = ولكن إذا شدت على العود غنةِ
أدرها سمام الكاس تردي بيَ الصبا = وقل لي بأن الموت فقد الأحبةِ
وعللني بعد البين بالشعر والبكى = وحسبك هذا الرسم سقمي ووحشتي
وهبني حياة الذكريات ووجدها = فما المرءُ إلا لوعةٍ بعد صبوةِ
جمال الفتى في العيش وصلُ أحبةٍ = وحسنُ شبابٍ بين نُبلٍ وهمةِ
فإن فقدا فالمرءُ آثارُ غابرٍ = وغُربةِ حيٍ وإنتظارُ منيةٍ