أيا مولدا ً يعشو الصباح ضياؤُه =ويا ساطعا ً مجد ُ الزمان سماؤُهُ
علوت على كلّ الأهازيج مطربا ً =فؤادا ً صدوحا ً بالمديحِ غناؤُهُ
و زيّنت وجه الليل بالنّور ضاحكاً =فيا مفرحاً إذ لا يُملّ لقاؤُهُ
حملت الهدى الهادي فجئت بصفوة ٍ =من الحقّ يكسو المشرقين صفاؤُهُ
نبي الأنام هادي الخلق أحمد ٌ =شفيع الورى من لا يخيب ُ رجاؤُهُ
ألا فاصدحي بالحبّ ِ يا نفسُ و اهتفي =بحبّ الذي غطّى الحسينَ كساؤهُ
رسولٌ به نور الملائك يهتدي =وصبح ٌ دلوعٌ لا يبين ُ مساؤُهُ
حبيب ُ الإلاه ِ مغدق ُ الخير خيرُه ُ =و جودُ الوجود ِ للودود ِ ولاؤُهُ
لقد جاد حتى بلّل الغيث جودُه =وأعطى فأسدى في الفضاء ِ عطاؤُهُ
اذا جال في الأنحاء حلّت غمامة ٌ =وظلّل أرجاءَ الحياءِ حياؤُهُ
اذا شاء شيئا ً يفعل الله ما يشا =عزيزٌ على الرحمن ما قد يشاؤُهُ
وكم كان بالحق المبين مناديا ً =فكم أسمع الصخر الأصمُ نداؤُهُ
نمير الهداة والسلام ُ ضفافُهُ =اذا داعبته الشمس ما جفّ ماؤُهُ
له خافقٌ يحنو على الحبّ و النوى =رهيفاً ومثل الورد يبدو غشاؤُهُ
فمن فيلق الإسلامُ والجيشُ كلّه =ومن بأسه عند الحروب ِ لواؤُهُ
عمادٌ لدين الله وهو أساسه =و صرح ٌ لحقّ الدين وهو بناؤهُ
فكم ذب عن دين الإلاه مضحياً =بأنفاسهِ حتّى افتدته دماؤُهُ
هو الحقّ والندى هو الخلق والهدى =يضيء منارات المعالي رداؤُه
جميل ٌ بخلقه عظيم ٌ بخلقه =حليمٌ برفقه تجلاّ بهاؤُهُ
لقد حيّر الأقلام في المدح ِ وصفه =وهل مثلُ طه أنْ يوفّى ثناؤُهُ