طهّرت في ماء الغدير يقيني ( في عيد الغدير) مرتضى الشراري العاملي
طهّرتُ في ماءِ الغديرِ يقيني=وأنرتُ من صبحِ الغديرِ جبيني
وأزلت أدرانَ الضلالةِ من دمي=بضحى الغدير، فشعَّ كوكبُ طيني
ومضيتُ معه لا أفارقُ دفقَه=له رافدٌ في أشهري وسنيني
إنَّ الإمامةَ للنبوةِ توأمٌ=كانا جنينًا مُقْرَنا بجنينِ
نورانِ من عرشِ الإلهِ تنزّلا=بمكانِ طهرٍ في الوجودِ مكينِ
لا فصل بينهما بقلبٍ مؤمنٍ=إلا لدى ذي غفلةٍ مأفونِ
لو لم يبلّغْ أحمدٌ بولايةٍ=فلَقالها بالعقلِ كلُّ رزينِ
هذا عليٌّ والعلا طبعٌ له=هو والفضائلُ كلُّها كعجينِ
هو نفسُ أحمدَ، ما أرى من بَعدِها=فضلاً أجلَّ بفُلكِه المشحونِ
لما ارتقى خيرُ الخلائقِ داعيًا=للمرتضى بولايةٍ في الدينِ
ما كان يعبثُ، أو يحرّفُ دينَنا=حاشاهُ من وحيٍ أتاهُ أمينِ
بل كان يكملُ للرسالةِ صرحَها=ويقودُها نحو الضحى المأمونِ
ويصونُها من كلِّ صاحبِ بدعةٍ=متربّصٍ ليقودَ خيرَ سفينِ
رُبّانها يختارُه ربُّ العُلى=أو أنها تبقى بلا تحصينِ
لن يشهدَ الجوديُّ طهرَ رُسوِّها=ستكون في الأمواجِ مثلَ رهينِ
ولسوفَ تغرقُ في سحيقِ ضلالةٍ=ويسودُ فوق الناسِ كلُّ لعينِ
هذي الولايةُ للذي خلقَ الورى=هو شاءَها تاجًا لخيرِ جبينِ
اليومَ فوقَ دموعِنا بزغَ الهنا=وطغى على حزنٍ يفيضُ دفينِ
يوم اكتمالِ الدينِ بدرًا ساطعًا=وتمامِ إنعامٍ ومحقِ ظنونِ
فالقلبُ يعزفُ بالسعادةِ والهدى=خفقًا يعانقُ بهجةَ التلحينِ