شعراء أهل البيت عليهم السلام - الوصل والحرمان

عــــدد الأبـيـات
90
عدد المشاهدات
1794
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2016
وقـــت الإضــافــة
6:30 صباحاً

الوصلُ أبطش من يد الحرمانِ = لولاه لم يُعرف جوى الولهان لا سامح الله الزمان فإنه = عند اللقا كالبرق للعميان والدمعُ أقطع من حسامٍ باتر = إن كان توديعاً بلا استئذان وأشد من نار الغضاةِ صبابةٌ = لا تجعل الأجفانَ كالأجفان ليت الفراقَ يعيش ساعة عاشقٍ = لمس العناقَ فمس بالهذيان أفنته دعوى الحب بين تجاذب ال = حسرى وبين تجاذب التحنان وسقاه كأس العشق خمرة آيس = مُزجت بماء الغدر والعصيان والصعب ليس بأن تعيش مكدراً = أو في تحمل بطشة الشجعان لكن إذا حمي الغرام ولا ترى = بُدا سوى في الصمت والكتمان أسلو وكيف لي السلو ومنطقي = لهج بذكره طيلة الأزمان هبني سلوت فمن يغيب نسمة = عند الشروق تضج بالأشجان أين الظعونُ وقد نظرت مسيرهم = قبل ابتدار العين بالهملان رحلوا وقد سرقوا الفؤادَ وليتهم = سرقوا تُقىً ما فيه من وجدانِ رحلوا وما تركوا الأثافي تنطفي = إلا وجمرتها تعض بناني وتحكمت فيَّ الصروف لفقدهم = كتحكم الجوزاء في السرطان يا وادياً بين العقيق وحاجرٍ = ألقيت فيه من الدموع القاني أين الذين إذا أصبتُ بليةً = كانوا لها كالنار في السعدان أبناء شيبة خير من وطأ الثرى = مأوى اليتيم وغوثة اللهفان في السلم أعطف من أبٍ في ولده = وعلى الأعادي نفحة النيران لا يعرف الوفاد رنة بابهم = أو كيف تبدو غربةُ الأوطان دار الضيافة دارهم من جودها = لا تعرف المغني من الضيفان قد أرهقوا من بَعدهم زهداً تقىً = فخراً عُلاً حلماً ورفعة شان وفصاحة تذر الوحيد ملعثماً = وسماحة تذر ابن طي جاني وشجاعة قد ثلمت أسيافهم = دون القنا من شدة التطعان وصغيرهم ككبيرهم وكبيرهم = كفاه كف الواحد المنان وبيمنهم رزق الورى ووجودهم = من سيّر الأفلاك في الأكوان قوم على العلياء يعلو شأوهم = ونفوسهم ترقى على كيوان حظ الفتى أباؤه وهم عُلاً = سادات مكة من بني عدنان أبنا نزارَ ومن ذؤابة هاشم = من شيبة الحمد العظيم الشان عقمت تجيء الأمهات بمثلهم = أنّى وأمهمُ ذرى الإيمان أم الأئمة سر علم المصطفى = أصل الوجود وعلة الإمكان هي قدرة الرحمن حكمته التي = فُطم المحب بها من النيران عَجَزَ العقول العشر عن إدراكها = ويكلُّ رب الشعر في التبيان جلت عن التشبيه مهجة أحمد = قل لي بربك هل له من ثان هي حجة الله التي من دونها = ما كان يخلق سيد الأكوان هي ليلة من ألف شهر فضلت = ولأجلها يتسابق الحدثان هي آية التطهير ذو القربى ومن = لجلالها ذلت بنو نجران ما كان أجر المصطفى إلا بها = وبذاك صرح محكم القرآن ولصبرها الدين المؤثل نابض = لولاه لم يسمع دوي أذان عش في محبتها تنل من فيضها = ما لا يطيق بحفظه الملكان من أدم ما دون لا كفو لها = إلا علي خيرة الرحمن رجل الكتيبة والكتاب وسيفه = يوم الضراب منصف الأبدان ومفض أبكار الخطاب ومخرس = عيا جواب المصقع الرنان تتبختر الألفاظ فيه كأنها = عقد ينازع في يد الصبيان ما ارتج يوماً أو تلكأ مفحما = فالقوم دون مخاطَب الذؤبان والسحب تسكب وابلاً أو ديمة = والأرض تحت مشيئة السحبان ليث الثرى غوث الورى حتف العدى = مبدي الندى ضيغامة الفرسان صبح الدجى لذوي الحجى شمس الضحى = قطب الرحى في ساحة الشجعان وهو الفتى وأخو الفتى أوَ هل أتى = في حق غيره سورة الإنسان ومجندل الأبطال في لهواتها = طاعون أهل الغي والأوثان ما قدّروه ولا عتاب لمثلهم = إن العتاب يطيب منه الجاني والناس لو بيعت بقدر عقولها = كانت تباع بأبخس الأثمان أو كان مكنون النفوس مشاهد = أبصرتهم مسخاً من الجرذان لا ترتجي خيرا بمن هي حكمت = ورضت بأمر فلانةٍ وفلان إن كان لا يُرجى الحمار لإمرة = ما ترتجي ممن رضت بأتان! قد راقها سوقاً تُقاد بدرة = ويرى الذباب البعر نظم جمان لا عيب إن أمَّوا بجارية فقد = صلوا بلى بإمامة السكران قد أمَّروا فيهم يزيد ونصبوا = أمر الخلافة في يدي مروان المانعين الجار عن تضييفهم = والمنفقين العرض للضيفان والدافعين الضيم عن وجه الخنا = حتى غدا من جملة الأخدان والمطعمين السحت من كد الرشى = والمشربين السم للظمآن حاكوا الخساسة كابراً عن كابر = وبها تردوا بردة الشيطان وليومنا هندٌ تمزق أكبداً = وسميةٌ تلد ابنها بأمان ويعيش مروان بدار محمدٍ = لكن بزي النسك والعرفان أسفي على عمروٍ يفر معيراً = ويفر زيدُ بعزة وتفاني وسقيفة كانت تدار بخلسةٍ = صارت تدار ضحىً بلا كتمان والناس باعت دينها لعقولها = والعقل باع الدين بالمجان أين الألى شروا الضلالة بالذي = لله يخطب شفرةَ المران لم يرضَ مَهراً غير فلذة كبده = وكذا تكون خطوبة الأقران فمضى إليه فؤاده مستأذناً = لله قلبٌ ساعة استئذان! ناداه مهلاً يا شبيه محمدٍ = خُلُقاً وخلقاً واتضاح بيان أتظن غيرك للحيا أحياني = أو أن غيرك للحمام دعاني وأبيك ما لأبيك بعدك عيشةٌ = والليل لا أرعاه بل يرعاني قل لي فديتك كيف أسلو وطالما = لي في وجودك نجعة الظمآن كيف ارتضيت بأن تبيت مهنأً = وأظل من ألم الفراق أعاني ولَفَقدُ إلفٍ كان صُحبةَ ساعةٍ = مردٍ فكيف بصحبة الأزمان لا جرم إن أهمي الدموع تناثراً = إن البكاء يليق للفتيانِ ودعتني وتركت قلبي حائراً = بين الصفوف وصيحة النسوان وبرزتَ لا أدري أشخصك بارزٌ = أم أنني من كنت في الميدانِ وأخذت تعدو في جوادك مسرعاً = ما كان ذاك أشد من خفقاني لله سيفك والسيوف معادن = تزهو بقبضة كاسر الأجفان وبطشت فيهم بطشة السَّبُعِ الذي = قد فزَّزته سوائم القطعان أذكرتهم ماضيَّ جدك فيهم = وفرارهم يوم التقى الجمعانِ أَبُنيَّ أبلغ عن أبيك تحية = لمحمدٍ عطشى من العطشان ما إن سُقيت بكأسه أبلغه ما = صنعت أمية في بني عدنان أبلغه حين تكاثروا زمراً على = قتل ابن بنت نبيهم بتفاني لله ملقىً والرماح تنوشه = فتكَ الشعاع ركائب السحبان لم تهدَ نفسه ساعة حتى غدت = للأعوجية حلبة الميدان قد خط للموت الكريم أصوله = وأشاد عزاً ثابت الأركان من رام نيلَ المجد راق له الفدا = والصعب ليس لديه بالحسبان
Testing