لبسَ الهُدى نوراً فياله من منيرِ =بوحُ الولايةَ من تراتيلِ البشيرِ
والحجُّ يُقفلُ للرسولِ وداعَهُ =سار النذيرُ الى المدينةِ بالسرورِ
وهناك ثمّة سدرةٌ من مأمَلٍ =ومؤمِّلٍ للمسلمين لكلّ خيرِ
جُمع الأنامُ على غديرٍ باسق ٍ =أغصانُه تدلي البشارةَ للحضورِ
وكأنّ جبرائيل ظلّل جُنْحهُ =عن جمرةِ الشمسِ و رمْضاء الهجيرِ
نزلتْ غُيوم الوحيِ مثل أرائكٍ =بيضاءَ تفترش السماءَ كما الحصيرِ
فبدتْ وجوهُ الحقّ مسرعةً إلى =إبداءِ إبطِ النُّور و الحقِّ النّصيرِ
ودعائمُ الوحي المثيرِ منابرٌ =و الهمُّ في التبليغِ يالهُ من كبيرِ
صلّى النبيّ محمدٌ واستعجلتْ =بعد الصلاة مشاعر الأمر الخطيرِ
بلّغْ فما بلّغْت حقّ رسالةٍ =أنذر فذا نُذري وكنْ خيرَ نذيرِ
إن لم تبلّغْ يا محمدُ تنتهي =أتعابك المثلى وتذهبُ بالمسيرِ
بلّغ فبلّغَ في الخلائقِ قائلاً =يا أيها الأعرابُ و الجمعِ الغفيرِ
رفع النبيُّ يد الوصي منادياً =هذا عليُّ خليفتي بعد المصيرِ
أو لستُ مولى المسلمين جميعُهم =فكذا عليٌّ في إمامتكم نظيري
من كنتُ مولاه فحيدرةٌ له=مولى ً فمن والاه أمسى بالنصيرِ
اللهُ يا اللهُ فانْصر حيدراً =واخذلْ إلاهي من يعادِهِ بالشّرورِ
أكملتُ هذا اليوم منهج دينكم =و رضيتُ بالاسلام و الخيرِ الكثيرِ
فدنى الأنام من الوصيّ كأنما =عصفت رياحُ المجدِ في كلّ البحورِ
ما زال كلّهمُ يُبايعُ حيدراً =ويهنئُ الاسلامَ بالفخرِ الفخورِ
حتى اقشعرّ الصخرُ واتّجه المدى =نحو المبايعة الكريمة للأميري
وتبخبخ الدين الحنيفُ بكفة =اليعسوبِ حتى فاح إكليلُ العطورِ
لو لم يكن يوم الغديرِ وجاهةً =ما بايع اللاتي تسترُّ بالخدورِ
وتقلّد اليعسوبُ من نور الدجى =نَجَمَات تقوىً في مجرات الحُبورِ
يوم الغدير لكل نورٍ ملجئٌ =نورٌ يخبئُ في ضيائِه كل نورِ
يومٌ ترى الاسلام فيه مكملاً =راق ٍ كأن له الجنان مع القصورِ
كملَ السلامُ وعمّ نهج المصطفى =والدينُ خال ها هناك من القصورِ
عودي ليالِ الآل واتشحي ضحىً =يُضفي التأمُّلَ و التعجّلَ بالظهورِ
من ذا الذي يطفي لواهب لهفتي =للآل فالأشواق تَضْرِمُ بالشعورِ
اليوم نفرح والسعادة تكتسي =ثوبا تداعبه المفاتن بالزهورِ
لو أنّ كل الدهر أعياداً غدى =لا عيد مثل العيد في يوم الغديرِ