في الإمام السجاد زين العابدين صلوات الله عليه
ديوان الأنوار القدسية - الشيخ محمد حسين الأصفهاني
سبحان من أبدع في الإيجاد = بسره المودع في السجاد
أبان سر الحق والحقيقة = بصورة بديعة أنيقة (271)
تصورت في أعظم المجالي = حقيقة الجلال والجمال
جل عن الثناء في جلاله = عز عن الأطراف (272) في جماله
بدر سماء عالم الأسماء = وزين أهل الأرض والسماء
غرة وجه عالم الإمكان = قرة عين العلم والعرفان
نور الهدى وبهجة اللاهوت = روح التقى ومهجة الناسوت
قطب محيط الغيب والشهادة = وقبلة الأقطار (273) في العبادة
وكعبة الأوتاد والأبدال = ومستجار الكل في الأهوال
نتيجة الجواهر الزواهر (274)= وصفوة الكل من القواهر (275)
مؤصل الأصول في البداية = وغاية الغايات في النهاية
مبدأ كل طائل (276) ونائل (277)= ومنتهى الخيرات والفضائل
ونفسه اللطيفة الزكية = صحيفة المكارم السنية
بل هي أم الصحف المكرمة = جوامع الحكمة منها محكمة
بل الحروف العاليات طرا = تحكي عن اسمه العلي قدرا
هو الكتاب الناطق الربوبي = ومخزن الأسرار والغيوب
يفصح عن مقام سر الذات = يعرب عن حقائق الصفات
وفي الثناء والدعا لسانه = لسان باريه تعالى شأنه
زبوره نور رواق العظمة = يفوق كل الزبر المعظمة
. زبوره في الحمد والتمجيد = زينة عرش ربه المجيد
فيه من الاخلاص والتوحيد = ما لا ترى عليه من مزي
د وحاله أبلغ من مقاله = جل عن الوصف لسان حاله
فإنه معلم الضراعة (278)= والاعتراف منه بالاضاعة (279)
له لدى العجز والاستكانة (280)= مكانة لا فوقها مكانة
وفي العبودية والعبادة = في غاية السمو والسيادة
مقامه الكريم في أقصى الفنا = تراثه من جده حين دنا
وفوزه بمنتهى الشهود = من مبدء الإيجاد والوجود
وكيف لا وهو سليل الخيرة = حفيد (281) لا أعبد (282) ربا لم أره
ونوره الباهرة في المحراب = يذهب بالأبصار والألباب
والثفنات (283) الغر في مساجده = أطواره السبعة (284) في مشاهده
بنورها استنارت السبع العلى = والملأ الأعلى بنورها علا
وآية النور على جبينه = وشفة البدر على عرنينه (285)
كان كفيه لدى الدعاء = ميزان عدل الله في القضاء
قيامه في ساعة الضراعة = يذكر الناس قيام الساعة
وقوفه بين يدي معبوده = يذكر الموقف في رعوده (286)
لسانه في موقع التلاوة = عين الحياة معدن الحلاوة
وكيف لا وإنما لسانه = مهبط وحي الله جل شأنه
لا بل لسانه لدى التلاوة = لسان غيب الله في الطلاوة (287)
تلاوة تفطر القلوبا = بالرعب بل تكاد أن تذوبا
تلاوة تهابها الأملاك = تكاد تندك بها الأفلاك
وكيف وهي من سماء العظمة = ومصدر الصحائف المعظمة
تمثل الواجب في آياته = بل ذاته الأقدس في صفاته
تمثل الشعائر المعظمة = تمثلا بكل معنى الكلمة
تمثل العروج في الصلاة = إلى سماوات المكاشفات
تمثل الجحيم في حروره = والخلد في حريره وحوره
ومكرماته بلا الحصاء = جلت عن المديح والثناء